لحج نيوز/خاص:بغداد – نبيل الحداد -
كشف مصدر في وزارة الدفاع العراقية ان عملية اقتحام مخيم اشرف صدرت بشكل مباشرمن مكتب القائد العام للقوات المسلحة في وقت ادانت الكتل السياسية عملية الاقتحام واصفة ذلك بانه يمثل خرقاً للقانون الدولي بينما عدت السفارة الاميركية الاقتحام بانه غير انساني ولامبرر له.
وقال مصدر في وزارة الدفاع في اتصال هاتفي معه والذي رفض الكشف عن اسمه: "ان وزارة الدفاع لم تبلغ بعملية الاقتحام بشكل رسمي".
واضاف "ان المعلومات المتوفرة لدينا تشير الى ان القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي اصدر اوامره من خلال الهاتف الى قائد الفرقة الخامسة لاقتحام المخيم وبشكل مفاجيء".
واوضح "ان القطعات العسكرية كانت تنفذ اوامر القائد العام ولم تتصرف من تلقاء نفسها".
ورفض المصدر الخوض في التفاصيل لانه غير مخول بذلك على حد قوله.
من جانبها ادانت الكتل السياسية عملية اقتحام مخيم اشرف.
فقد عبر مكتب رئيس القائمة العراقية اياد علاوي عن قلقه من هذا الاقتحام كونه يمثل انتهاكاً وخرقاً للقانون الدولي ويشكل نقطة سوداء في مسيرة حقوق الانسان في العراق.
وقالت عضو القائمة العراقية انتصار علاوي "ان اقتحام اشرف بهذا الشكل ودون ابلاغ مجلس النواب او الجهات الحكومية الاخرى يؤكد ان هذا العمل نفذ انفراديًا".
وتابعت "ان العراق الان بلد ديمقراطي وليس بلد يحكم بطريقة انفرادية ولهذا ان أي عملية من هذا النوع يجب التشاور بشانها مع جميع الجهات والاطراف السياسية في البلاد" مؤكدة "ان هذا العمل يمثل خرقاً للقانون الدولي ويشكل نقطة سوداء في مسيرة حقوق الانسان".
في غضون ذلك عبر عضو التحالف الكردستاني محمود عثمان عن اسفه لهذا الهجوم وقال في اتصال هاتفي معه "ناسف لهذا الهجوم ونعتبره في غيرمحله لان الظروف التي تمر بالبلاد عصيبة ونحتاج الى التهدئة وليس اثارة المشاكل" مؤكدًا "ان ائتلاف الكتل الكردستانية ليس لديها علم مسبق بهذا الاقتحام".
ودعا الى انسحاب فوري من المخيم لان القانون الدولي لايسمح بمثل الاعمال التي تعد انتهاكاً لحقوق الانسان".
في غضون ذلك دعت السفارة الاميركية القوات التي اقتحمت مخيم اشرف الى الخروج منها فورا".
وقال مصدر بالسفارة في اتصال هاتفي معه "ان السفارة الاميركية ببغداد تدين مثل هذا العمل وتعتبره علامة سيئة في سجل حقوق الانسان العراق" عادا ذلك"تصرفا غير انسانيا" لافتا "الى ان السفارة تواصل اتصالاتها بهذا الجانب" دون ان يذكر نوع هذه الاتصالات.
وقالت منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة ان قوات عراقية قامت فجر اليوم الاحد باحتلال أجزاء من مخيم اشرف التابع لها في شمال شرق بغداد داعية الامم المتحدة الى التدخل العاجل لسحب هذه القوات.
ومن جهتها قالت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس "أن حشد القوى والاحتلال العسكري لمخيم أشرف الذي هو منطقة مدنية ومنزوعة السلاح تمامًا انتهاك للقوانين والاتفاقيات الدولية بما فيها اتفاقية جنيف الرابعة ويذكر بالأعمال القمعية الوحشية التي تمارسها كتائب قذافي ضد المواطنين الليبيين العزل".
واضافت "ان هذه العملية القمعية تأتي في إطار تنفيذ مخططات الفاشية الدينية الحاكمة في إيران لقمع معارضيها في الوقت الذي تواجه فيه الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني".
ودعت المقاومة الإيرانية الأمين العام للأمم المتحدة وممثله الخاص في العراق والسفير الأميركي والقوات الأميركية في العراق إلى التدخل العاجل لسحب هذه القوات من مخيم أشرف.
وكانت القوات الأميركية وقعت عام 2003 اتفاقا مع سكان أشرف كل على انفراد قامت بموجبه بتجميع اسلحتهم وقبلت القوات وفق ذلك الاتفاق بحماية سكان أشرف والذين اعتبروا ايضا محميين بموجب معاهدة جنيف الرابعة. وقد اعترف بذلك كل من الادارة الأميركية والقوات متعددة الجنسية في العراق في تموز (يوليو) عام 2004 واعلنتها للمقيمين في أشرف كل على الانفراد. وفي ايلول (سبتمبر) عام 2008 اعلن الجنرال بترايوس قائد القوات المتعددة الجنسية في العراق في حينها أن سكان أشرف اشخاص محميين بموجب القانون الدولي ولهذا تتحمل الولايات المتحدة حمايتهم. واعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) في نيسان (أبريل) عام 2009 أن سكان أشرف يجب أن يحظوا بحمايات وحقوق أساسية مصرحة في معاهدة جنيف الرابعة.
[email protected]