لحج نيوز/ تقرير: نور باذيب -
استعرت حدة الخلافات مجدداً في صفوف الحراك الانفصالي لتطيح هذه المرة بمشروع الوصاية القروية ليافع على الحراك، وتميط النقاب عن قوة نفوذ العناصر الاشتراكية داخله، في نفس الوقت الذي كشفت عن أطراف إقليمية تعمل على تنفيذ أجندة خاصة في اليمن عبر عدد من المكونات الانفصالية.
وتؤكد المصادر أن مكونات الحراك في الغالبية العظمى من المدن الجنوبية رفضت بشكل قاطع قيام "حسن باعوم" بفرض "الشيخ عبد الرب النقيب" كمرجعية عليا للحراك على رأس هيئة من "سلاطين ومشائخ وتجار العهد البائد".
وأشارت إلى أن ردود الأفعال الصاخبة توالت خلال اليومين الماضيين في رسائل تلقاها "باعوم" من عدد من قيادات الحراك في حضرموت وأبين وعدن وشبوة وفصيل من الضالع.. موضحة أن هذه الرسائل جاءت جاءت بعد أيام من رسالة وجهها يوم 11 يناير 2011م حسين زيد بن يحيى- منسق ملتقى أبين للتسامح والتصالح والتضامن- والتي قال في مستهلها: (فوجئنا بما قيل أنه بيان صادر عن المناضل الوالد حسن أحمد باعوم يدعو فيه ان يكون سلاطين العهد البائد والقوى المعادية لثورة 14 أكتوبر هي المرجعية للثورة السلمية الجنوبية المعاصرة).
ومن جهة أخرى، فإن قرار باعوم بإلغاء الازدواجية الحزبية المعلن في بيانه الصادر بتاريخ 11 يناير 2011م، فجر هو الآخر نقمة قيادات الحزب الاشتراكي اليمني المنضوية تحت مظلة الحراك، والتي أكدت رفضها الاستقالة من حزبها، وباشرت تحركات مكثفة لتأليب ساحة الحراك على "حسن باعوم"، والتي كشفت النقاب لأول مرة عن ثقل نفوذها داخل الحراك من خلال ما تبلور من مواقف مناهضة بقوة لمشروع باعوم.
صالح يحيى سعيد- عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، والقيادي في الحراك الانفصالي- أكد في تصريح له يوم الاثنين الماضي رفض دعوة باعوم، وقال: أن "القرارات المتعلقة بالمجلس يجب أن تصدر بشكل مؤسسي" ودعا إلى لقاء عاجل لقيادات المجلس الأعلى للحراك السلمي.
وفي خضم الخلافات المتأججة، كشف القيادي في الحراك د. علي الزامكي- في رسالة موجهة إلى باعوم- عن "قوى إقليمية" تدير "لعبة" في أوساط الحراك، وحذر من تجاهل من وصفهم بـ"الأغلبية الصامتة" التي إن لم يتم إشراكها بالعملية السياسية في قمة القرار السياسي للحراك فإنها ستسقط "في أحضان القوى الإقليمية"..
وأضاف الزامكي: "هناك لعبة سياسية تشترك فيها أطراف مختلفة محلية وإقليمية ولكنها لازالت تلعبها بسرية تامة وحين تتقلص شعبيتكم داخل الشارع الجنوبي ستخرج هذه الأطراف الإقليمية والمحلية إلى السطح وسوف تتحالف مع التيار الصامت وستعطيه ضمانات مسبقة".
وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" أن ثمة أجندة إقليمية تعمل على الدفع بأبناء يافع للالتفاف على الحراك، وانتزاع زعامته، وذلك من خلال "الشيخ عبد الرب النقيب" الذي سطع نجمه لأول مرة بعد نجاح الانقلاب الذي قاده يوم 25 نوفمبر 2010م، وشارك فيه (شلال، والخبجي، وطماح، والغريب) بإصدار (بيان يافع) وإعلان الوصاية على الحراك بالاحتيال وذلك من خلال تهميش القيادات الأساسية لفروع "المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب"، وكذلك التحدث باسم قيادات أكدت عدم علمها إطلاقاً باللقاء، أو البيان الصادر عنه، وأدانت ما حدث في يافع، كما هو الحال مع "سعيد سعدان" في المهرة و"عيدروس حقيص" في أبين.
وكان أيضاً من فضائح (لقاء يافع) وبيانه هو أنهم قاموا بتهميش رئيس فرع عدن "عمر جبران" واستبداله بـ"فاروق حمزة"، وتهميش "وحدين، وباحشوان" في حضرموت واستبدالهما بـ"أحمد بامعلم"، وتهميش "ناصر حويدر" و"أحمد باعوضة" في شبوة واستبدالهما بـ"الشيخ بنان"، والأمر نفسه حدث مع قيادات في الضالع ولحج.. ليتحول بذلك "بيان يافع" من دعوة لتوحيد الحراك إلى عاصفة مزقت أشلاء تكويناته، وفجرت خلافاتها الداخلية.
ولم يكن "النقيب" ليكترث لحالة التمزق بقدر ما تجلى لاحقاً أنها كانت مقصودة، حيث أنه في الوقت الذي استغل "النقيب" حالة التمزق لتعزيز نفوذه في الداخل، فإن أبناء يافع في الخارج كانوا يتحركون لتنظيم أنفسهم في مجالس شكلوها في دول المهجر وبصدد تشكيل مجلس أعلى من أجل الاستحواذ على ساحة حراك الخارج، والعمل بالنسيق مع "النقيب" لاختطاف الحراك إلى أحضان يافع، وفقاً لأجندة إقليمية تدفع بالنقيب لزعامة مشائخ القبائل والسلاطين في الجنوب، والتي حاول "باعوم" تمريرها تحت غطاء تشكيل (هيئة إستشارية مرجعية) تمثل القيادة العليا للحراك واقترح لرئاستها الشيخ عبد الرب النقيب- وتلك جميعها كشفت تفاصيلها "نبأ نيوز" في تقاريرها السابقة.
وفي ظل جبهة رفض الوصاية اليافعية، وجبهة رفض "سلاطين العهد البائد"، وجبهة رفض إلغاء الازدواجية الحزبية والإصرار على البقاء داخل أحزاب المشترك، تشظت صفوف الحراك على نحو مزري واستعرت المواقع والمنتديات الانفصالية بالخطابات والتصريحات النارية، وتراشق الاتهامات.. وكل فصيل يلعن الآخر..
نبأ نيوز
|