لحج نيوز/بقلم:بشار الردفاني -
صحيح أنني فضلت العيش في محافظة عدن بحثا عن لقمة العيش واكتساب الرزق ومنذ إن ذهبت إلى هناك وانأ أتابع أخبار موطني الغالي ردفان الثورة، وعندما كنت اسأل عن أحوالها يخبروني بان أحوالها من سيئ إلى أسوى، وان ما يدور فيها يدعو للقلق، وان الحركة التجارية فيها في تضاعف مستمر يكاد لا يتبقى من تلك النهضة المعمارية والاقتصادية قبل عام 2006م إلا 20-30 % ، وكنت أقول هذا غير معقول إلى هذا الحد استطاع قلة قليلة من قطاع الطرق والخارجين عن القانون القضاء على سمعة ردفان وتاريخها النضالي والتأثير على نهضتها وفرض همجيتهم على الأغلبية العظمى من الشرفاء والأوفياء من أبناء ردفان .
في بداية الأمر لم اصدق هذا القول فكنت أتحدث أليهم انظروا إلى عدن شاهدوا المنجزات فيها سفلتت الشوارع وأنارتها، وبناء المستشفيات والمدارس والكليات والمعاهد والملاعب والأندية الرياضية والمنشئات السياحية، وتزاحم الشركات والمصانع والمشاريع الاستثمارية، وازدياد فرص العمل فيها ففي عدن كل الخريجون المتخصصون يحصلون على وظائف ساعة تخرجهم، فكنت أقول لهم لا يعقل إن تكون ردفان تتراجع إلى الوراء في نهضتها التنموية والخدمية التي شاهدنا بأم أعينا تطورها وتوسعها العمراني منذ إعلان الوحدة المباركة حتى العام 2005م نعم كانت نظرتي هكذا لكون تطورها كان ملفت للنظر ومتسارع فلا يمكن إن يرضى أبناءها بتدهورها وتحطيمها بأيديهم .
ولكن إن الذي يؤسفني عندما زرتها ومكثت فيها خلال هذا العام وشاهدت ما لم أشاهدة في أي مكان أخر في الوطن، شباب لا يسمعون ولا يفهمون يكاد الجهل إن يرسم ظلامه على وجوههم، وبنايات حديثه هجرها ساكنيها، ومحال تجارية مغلقة انخفضت فيها الحركة التجارية بأكثر من ثلثين عن قبل عام 2005م، وحركة المواصلات أصبحت فيها ضئيلة جدا لا تجد مواصلات للتنقل منها واليها في اغلب الأحيان، شوارع خاوية وطرق لم أشاهد المواصلات فيها إلا كل بضع دقائق تمر سيارة واحدة بعد إن كانت في التسعينات وبداية الألفية مزدحمة خطوطها بالمواصلات أربعة وعشرين ساعة، تستطيع الذهاب والتنقل فيها أينما ومثلما تريد بكل حرية وأمان، ولكن اليوم هاهي تصبح مثل قرية خاوية هجرها ساكنيها لقلة الخدمات فيها ولكنها ليست كذلك وإنما لقلة وعي أبناءها .
إن ما يخجلني ويخجل أبناء ردفان جميعا هو ما يمارس على ارض ردفان من انتهاكات بحق المسافرين والساكنين الأبرياء ونهب محالهم وتقطعات للطرق وتخريب المصالح العامة والخاصة سوا من الدخلاء عليها أو من أبنائها، وإيقاف المشاريع ونهب محتوياتها حتى النادي الوحيد في المديرية قد تم الاستيلاء عليه وتخريب ونهب محتوياته، وإطلاق الرصاص على محولات الكهرباء ومشاريع المياه وإغلاق المدارس وإطلاق الرصاص على الطلاب والطالبات والمعلمين أمام صمت شعبي ورسمي غريب، فماذا تتوقع من كل هذا أليس جهل .. أليس جنان.. أليس هستيريا..، بصراحة لم أشاهد أو اسمع قط إن بشر على وجه ارض المعمورة يخربون ويدمرون ممتلكاتهم العامة والخاصة بأيديهم إلا في ردفان، فماذا نقول عن هذه الممارسات ؟!! فمهما أطلقنا عليها التسميات والتعبيرات تبقى قليلة أمامها حسبي الله ونعم الوكيل عليهم .