الإثنين, 15-نوفمبر-2010
لحج نيوز - عش رجبا تر عجبا, بل يمكنك أن ترى الاشد والاكثر غرابة ذلك القرار الذي صدر كردة فعل ويقضي يتحريم عمل لحج نيوز/بقلم:د. سامي عبد العزيز العثمان -

عش رجبا تر عجبا, بل يمكنك أن ترى الاشد والاكثر غرابة ذلك القرار الذي صدر كردة فعل ويقضي يتحريم عمل المرأة كاشيرا, ومن دون ان يراعي المشكلة وفي اساسها أَالا يعلم علمائنا الافاضل ان هؤلاء النسوة اللائي انخرطن في تلك النوعية من الاعمال انما لحاجتهن الماسة للعمل لشريف خاصة في ظل بطالة تزداد يوما بعد يوم حيث وصلت نسبة البطالة النسائية ربما لاكثر من 30%, ناهيك ان مثل تلك القرارات تؤكد اننا مجتمع متناقض وبكل ما تعنية الكلمة وفي جميع معطيات حياتنا, خاصة ان نساءنا واللاتي نخشى عليهن من الفتنة وكما يعتقد البعض يبتعن حتى ملابسهن الداخلية وبكل تفاصيلها من باعة رجال, فضلا ان نساءنا اللاتي نتحسر على خروجهن من دون محرم مع سائقين وهذه خلوة غير شرعية يحرمها الشرع وهنا يبدو اللغط حول قيادة المرأة لسيارتها ودون الحاجة لمحرم او لسائق هل هو جائز ام محرم انما الارجح ان ذلك جائز شرعا.ولهذا نرى ونشهد العديد من النساء في الدول المجاورة يقدن سياراتهن وفي اوساط ربما اكثر تشددا من دون ان يتسبب ذلك في اي انعكاسات سلبية على المجتمع, ناهيك ان نساءنا يعملن في العديد من المستشفيات والمستوصفات والمراكز الطبية كاشيرات وطبيبات وموظفات استقبال وغير ذلك, كما عشنا وترعرعنا مع النساء اللائي يفترشن الارصفة ويبعن بضائعهن وفي مختلف مناطق المملكة.كل تلك الامور تسير وبشكل متناسق ومتناغم ومتجانس مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا, بل هذا الامر بات يعكس الشكل الحضاري والقيمة الفعلية للمرأة باعتبارها شريكة في التنمية والتقدم والتطور الذي نعيشه, فكلنا يتذكر نساءنا الشامخات ابتداء من القيادات البارعات اللاتي يعملن مستشارات بمجلس الشورى, ونائبة وزير التربية والتعليم نورة الفايز والدكتورة نورة احمد رشاد التي تعمل بمستشفى سان ناتو بايطاليا والتي انقذت حياة الملايين من مرضى السكر والدكتورة سلوى الهزاع رئيسة قسم العيون التي ادرج اسمها بقائمة ماركيز لابرز الشخصيات العالمية وكذلك تم اختيارها امرأة العام الدولية لمركز السير الذاتية الدولية بكامبريدج بانجلترا والعالمة غادة المطيري التي تترأس مركز ابحاث بجامعة كاليفورنيا والاميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز التي حصلت على جائزة المرأة العربية المتميزة لدعمها القضايا المرأة والعمل الانساني, وغيرهن كثيرات.ويبقى ان اقول ايها السادة: ان اهم مشكلة تواجهها نساؤنا وفتياتنا محدودية الوظائف المتاحة,وضعف مستوى الاجور فضلا عن تفضيل القطاع الخاص لغير السعوديات, ولهذا تجاوزت نسبة البطالة بين السعوديات المؤهلات تأهيلا جامعيا اكثر من 30%, بل الادهى والامر من ذلك ان هناك العديد من السعوديات المؤهلات كذلك ان كانوا من الارامل او من يعشن تحت خط الفقر تماما حيث لم يفلح صندوق الفقر ولا الصناديق الاخرى من انتشالهن من تلك الاوضاع الضاربة في جذور حاجتهن وعوزهن, فالعمل ايا كان, المهم ان يكون شريفا وعفيفا يقيهن من شرور عدة اولها الانحراف بكافة اشكاله وانواعه والذل الذي يكسر الانسان ويذوب انسانيته حمانا الله واياهن من الشرور والاشرار.
العرب اليوم
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 05-مايو-2025 الساعة: 11:15 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-9556.htm