الأحد, 14-نوفمبر-2010
لحج نيوز - تقول أم عبدالله: «كنت أبكي عليه كل يوم، وأتذكر أيامه ولياليه، وفجأة قررت خلع ملابس الحداد، وإلقاء كل أثر له في سلة المهملات»، أم عبدالله السيدة الستينية ليست عاطفية، وليست ناقصة لحج نيوز/بقلم:سوزان المشهدي -

تقول أم عبدالله: «كنت أبكي عليه كل يوم، وأتذكر أيامه ولياليه، وفجأة قررت خلع ملابس الحداد، وإلقاء كل أثر له في سلة المهملات»، أم عبدالله السيدة الستينية ليست عاطفية، وليست ناقصة عقل ولا دين، إنما امرأة عاشت مع زوجها بكلمة الله وثقت به، اطمأنت لجانبه، أسندت ظهرها على ذراعيه القوية، ولم تكن تعلم أن الطعنة ستأتي لها غدراً من أقرب الناس، فبعد وفاته وجدت في أوراقه صكاً يؤكد طلاقها قبل أربع سنوات. نعم أربع سنوات 365 يوماً ونصف مضروب في أربع.
لا أستطيع إلا أن أسمي هذه الحوادث بأنها عنف مستتر وخلل في فهم الشريعة والدين ومعنى الرجولة والشرف واستهتار بحقوق الغير، والاطمئنان بأن لا أحد سيعاقب أمثالهم، فهل فشلنا ونحن أعلى إحصائية مخيمات وعظية على مستوى الخليج العربي في زرع معنى الشرف؟ هل فشلنا ونحن نتباهى بأن معظم مناهجنا دينية بحتة، وتقوم على الشريعة الإسلامية وعلى زرع معنى كلمة حقوق الغير، ومعنى كلمة الأمانة ومعنى الميثاق الغليظ؟
ولا أستغرب حقيقة وجود مثل هذه الحالات بكثرة والتي تمر دون عقوبة، وكأن سرقة خروفين أغلى بكثير من العيش مع امرأة ومعاشرتها وهي لا تحل له، أغلى بكثير من تعمد إخفاء الأمر عليها، وتعمد حرمانها من الميراث الذي أسهمت في بنائه، أغلى بكثير من إخراجها فجأة من منزل كان يؤويها، وأسهمت هي في وضع أعمدته بصبرها وتربيتها وتدبيرها، ليصبح فجأة ليس منزلها، وعليها أن تبحث وهي في أرذل العمر عن مكان يؤويها، لتصبح عالة على أسرتها وتتغيّر حياتها كلياً، لأن الرجل صاحب السعادة أراد ذلك فقط، ولا شيء يمنعه لا أخلاق ولا أنظمة ولا دين ولا شيء مطلقاً يمنعه أن يخبرها بأنه طلّقها وجهاً لوجه ويطيّب خاطرها، ويترك لها بقية حقوقها الشرعية التي أمره الله بها.
الأسبوع الماضي أخبرتني إحدى السيدات بأنها عرفت بطلاقها بعد شهر من تاريخه، على رغم أن زوجها أوصلها لمنزل أسرتها برغبتها، وظل يزورها بشكل يومي، وبعد العيد بأيام أرسل لها قريبته لتقول لها إنه طلّقها منذ الأول من رمضان، وأخفى عليها الأمر، لكي لا يكدر خاطرها، وأراد أن تعرف بعد ما تعيّد... هكذا ببساطة يزورها ويتباسط معها وربما يعاشرها وصك طلاقها في جيبه... أي رجولة هذه؟
ولا أريد أن أغادر من دون أن أضع حلاً إلزامياً بأن ترسل المحكمة التي أصدرت الطلاق ورقة استدعاء للزوجة على رقم هاتفها هي شخصياً من بنك المعلومات الأمنية الإجبارية الذي اقترحته مراراً وتكراراً بعد أخذه من الزوج، أو نعود للأيام الخوالي التي كنا نجبر بها صاحب الشكوى على إحضار خصمه فنمسك مثلاً برخصة القيادة حتى أو أوراقه الثبوتية، وإيقاف كل معاملاته حتى يحضر زوجته!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 10-مايو-2025 الساعة: 01:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-9506.htm