السبت, 06-نوفمبر-2010
لحج نيوز - 
كنت لتوي وصلت لمطار روما للمشاركة في مؤتمر عن المرأة والإعلام وحوار بين الصحافيات العربيات والإيطاليات، حين وصلتني رسالة عن فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء والتي لحج نيوز/بقلم:بدرية البشر -

كنت لتوي وصلت لمطار روما للمشاركة في مؤتمر عن المرأة والإعلام وحوار بين الصحافيات العربيات والإيطاليات، حين وصلتني رسالة عن فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء والتي تحرم عمل المرأة محاسبة في الأسواق التجارية، تخيلوا لو أنني وضعت هذا الخبر عنواناً لورقتي التي أقدمها للعالم الغربي في إيطاليا عن واقع المرأة السعودية، وأشرح لهم أن دواعي تحريم عمل المرأة في الأسواق هي الخوف من تداعيات اختلاط المرأة بالرجل في مجتمع إنساني تحكمه دولة وتديره المؤسسات؟
وهل كان كل ما ينقصنا هو هذا العنوان، لاسيما أنني كنت أسير في روما وأشاهد ملصقات تطالب بالرحمة والوقوف بجانب سيدة إيرانية اسمها سكينة محمدي اشتياني تجهز للرجم، والصحافة الإيطالية ترصد أخباراً يومية عن قصتها في إيران والحركة النسوية تطالب منظمات العالم بالتدخل ووقف هذه الجريمة، فهل تعجب المدافعين عن الإسلام هكذا قصص؟
وهل يظنون أنهم بهذه الذهنية المتوجسة والتضييق على النساء وتجويعهن يقدمون صورة إيجابية عن الإسلام والمسلمين في عالم صار اليوم قرية واحدة وفي منظومة عالمية تلعب السعودية فيها دوراً سياسياً واقتصادياً وروحياً هاماً؟
الفتوى التي خرجت لتحريم عمل المرأة «كاشيرة» لاشك في أنها تسبح في واقع يختصر المشروع الفكري في وجود سيدة في الـ «سوبر ماركت» وتنسى أن هذه المرأة هي مواطن تتوقع أن تشمله برامج التنمية بالفائدة والمشاركة.
لا أحبذ أن نطرح المطالبة بحقوق النساء بلغة المرأة المتسولة التي دائماً ما نتخذها شعاراً لشحذ حقوق المرأة، فيصبح لزاماً علينا أن نقول ان المرأة (مسكينة، ضعيفة، أرملة، أو مطلقة، راح رجلها وخلاها، طقها أبوها وجوعها، إن لم تلحقوا عليها انحرفت لطريق الرذيلة) لترق القلوب وتفزع و «تنتخي»، انني أفضل أن أطالب بحقوق النساء القويات المسؤولات الذكيات الشجاعات الموهوبات، لأنهن في الحقيقة هكذا حتى ولو جار الزمن عليهن فالزمن يجور على معظم الخلق لكن المرأة من حقها أن تواجه هذا القدر بكرامة ومسؤولية مثلما يترتب على كل فرد عاقل قوي وذكي.
أريد أن أخبركم قصة تعكس بعداً «عجائبياً» لا يتوقعه بعضنا، وهي عن شاب يقترب من الثلاثين يقول لزملائه ان آخر ما يفكر فيه هو الزواج، تعرفون لماذا لأن الله ابتلاه بإعالة جيش من النساء القويات الجامعيات الصحيحات الجسم، وهو عائلهن الوحيد فقد قرر والده أن يطلق أمه ويقول لها (روحي في اللي ما يحفظ «تس»«ك»)، فاستأجر ولدها لها بيتاً، ثم لجأت إليه إخواته الأخريات الجامعيات اللاتي لم يتزوجن وأخته الأخرى المطلقة التي لم يتذكرها ديوان الخدمة المدنية ولا مرة، ليبقى الشاب وحده عالقاً في إيجار منزل وأقساط السيارة وتغذية أفواه نسائية تنظر لحال معيلها وتشعر بالذنب، فهل تقبلون هذا العذر الجديد يا سادة يا كرام حين تعرفون أنكم أيضاً تتورطون حين تعطلون النساء، أنتم لا تشلون فقط النساء حين تكبلوهن بالحاجة، بل وتكبلون أنفسكم بعبء العالة التي لا تقود إلا إلى عجز النساء وفقر الرجال، وربما تنتهي الحال الى خلق بيت جديد لـ «الشحاذة».
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 06-مايو-2025 الساعة: 05:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-9218.htm