الثلاثاء, 28-سبتمبر-2010
لحج نيوز - منذ توقفها في نهاية عام 2008  يرفض الفلسطينون طلب اللجنة الرباعية العودة للمفاوضات المباشرة قبل وقف الاستيطان الاسرائيلي وقبل الحصول على ضمانات بشأن الحدود.. وبالرغم لحج نيوز/بقلم:د. عيدة المطلق قناة -
منذ توقفها في نهاية عام 2008 يرفض الفلسطينون طلب اللجنة الرباعية العودة للمفاوضات المباشرة قبل وقف الاستيطان الاسرائيلي وقبل الحصول على ضمانات بشأن الحدود.. وبالرغم مما كشفته الحرب على غزة و" تقرير جولدستون" من قبح صهيوني مقزز .. وبالرغم من التورط الصهيوني بالمزيد من "الحقائق التهويدية على الأرض" احتقاراً لجميع الأطراف بما فيها الطرف الأمريكي .. الذي تمرغ بدوره في الوحل الصهيوني حين لم يتم احترام حتى القرار الشكلي الذي اتخذه نتنياهو ب"تجميد جزئي" للبناء لمدة عشرة أشهر .. فإن الرفض الفلسطيني للتفاوض لم يحظ باحترام أو ثقة أحد!!بل سيق العرب إلى ما سمي بمفاوضات التقريب .. في ظل تفشى سرطان التهويد .. وتمدد اخطبوط الاستيطان .. وابتلاع المزيد من الأرض بالجدر العازلة .. وإجراءات التطهير العرقي بالطرد وسحب الهويات والتشريعات العنصرية والتي نالت من كل المكونات الفلسطينية و تمددت لتنهش حتى بالكيانية الأردنية ..!!
ورغم الخيبات الأمريكية في تحقيق أي تقدم على غير صعيد .. ورغم الانكشاف الواضح للعجز الأمريكي .. ورغم الاستعصاء الصهيوني على كافة الضغوط الأمريكية والغربية إلا أن العرب كشفوا عن أنهم وحدهم من بين أمم الأرض الذين ما زالوا يتوفرون على قابلية الترويض و الانصياع وتعريض كامل جسد الأمة إلى المزيد من اللدغات السامة من "ذات الجحر" .. فها هم يعلنون بلسانهم العربي الانصياع لما زعموه بـ"ضغوط أمريكية غير مسبوقة " .. فذهبت الشروط العربية أدراج الريح .. !!
فالعرب منذ كارثة "أوسلو" قبلوا بالتفاوض بلا مرجعية .. بل جعلوا مرجعيتهم ما تطلقه "إسرائيل" من ادعاء لحقوق .. وما تمليه من شروط ومطالب وما تتنصل عنه من التزامات ..
العرب اليوم هم في أسوأ حالاتهم - حالة " اللاموقف" - ارتضوا بأن يكونوا مجرد بيادق على لوحة شطرنج عملاقة يحركها ويلعب في نتائجها "جورج ميتشل" .. و"غير ميتشل" .. تراوح مواقفهم ما بين الانصياع الكامل كما تستلزمه حالة "وضع كافة البيض في السلة الأمريكية" .. شرط البقاء في حلبة لعبة السلام دون معارضة سياسات أوباما ونتنياهو.. مروراً بأنظمة مواقفها لا تخرج عن نطاق " أضعف الإيمان".. وليس انتهاء بأنظمة لا تخرج مواقفها عن دائرة الرضوخ لأي إملاءات أمريكية.. والمساهمة القوية في تركيع العرب لكل الشروط الصهيونية دونما تمحيص وصولاً إلى تحقيق هدف "تافه" لا يخرج عن نطاق "تمرير التوريث" ..
أما الرئيس الرئيس الأمريكي فيهدد ويتوعد من العواقب المترتبة على رفض الانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع "إسرائيل"... أقلها وقف تمويل السلطة .. وعدم المساعدة في تمديد فترة وقف الاستيطان في الضفة الغربية.. والإدارة الأمريكية إذ تؤكد التزامها المطلق بأمن "إسرائيل ورباطها الوثيق بإسرائيل ، سارعت لتنفي تقديم أية ضمانات قبل العودة الى المفاوضات المباشرة .. بل أقصى ضماناتها تتلخص بأنها لن تسمح بأية خطوات استفزازية تقوض عوامل الثقة دون أن تعرف "عوامل الثقة" المقصودة ) !! ..
وهكذا يمضي الفلسطينيون إلى "مفاوضات مباشرة" على وقع الدبابات والطائرات والجرافات الصهيونية وفرق الموت الموسادية تنهش الجسد العربي كله وعلى كامل جغرافيته.. مفاوضات مباشرة دون مرجعية .. ودون أي ضمانات حتى لو من باب "ستر العورة" ..
لقد ارتضى المفاوض الفلسطيني بإسقاط خيار المقاومة .. وارتضى بإسقاط حق العودة والحقوق في القدس .. وارتضى بتمرير تهويد "الضفة الغربية" بأيد فلسطينية دايتونية .. فقد أسقط في يده .. فتطوع في زفة إعلامية للترويج لخطاب صهيوني هجين فاضح مهين.. خاصة تلك التصريحات الصادرة عن (الرئيس الفلسطيني نفسه بعد فاجعة الهجوم على "أسطول الحرية ".. ولعل أشدها شذوذاً ذلك الإعلان "العباسي" أمام عتاة "الإيباك" و"اللوبي الصهيوني".. في "مركز دانيال أبرامز للسلام في الشرق الأوسط" في الولايات المتحدة ، يوم الأربعاء الموافق 09 يونيو/ حزيران 2010) بأنه [ لا ينفي أبداً حق الشعب اليهودي على "أرض إسرائيل"] .. وكذلك تصريحاته الغريبة (لصحيفة " الغد " الأردنية ) والتي منها قوله بأن [ على إسرائيل الموافقة من حيث المبدأ في أي اتفاق سلام على :"تبادل أراض بنفس القيمة والحجم...لتعويض الفلسطينيين عن أراضي الضفة الغربية المقام عليها مستوطنات يهودية في أي اتفاق سلام] !!..
أمام هكذا تصريحات يبدو أنه لم يبق أمام "عباس" إلا أن يدلنا على الأرض التي يقبل بها تعويضاً عن القدس .. كل القدس ؟؟؟ .. وبعد الاعتراف "العباسي" بحق اليهود في "أرض إسرائيل " هل ستطلع علينا الأبواق العباسية باشتراطات محرجة وتعجيزية جديدة على "إسرائيل المسكينة" بأنه لا يقبل إلا بدولة "فلسطينية" حرة مستقلة قابلة للحياة ولا ضير أن تكون "منزوعة السلاح".. اللهم إلا من سلاح قوات دايتون وورثته من عباد صهيون الصالحين .. ولكن في "صحراء نيفادا" .. !!!
وأما لسان الحال الرسمي العربي بما فيه الموقف الرسمي الفلسطيني فيقول "سنفاوض إلى آخر المدى – دون أن يقولوا لنا على ماذا سيفاوضون - ولتذهب الأمة كل الأمة .. وأوطانها كل أوطانها إلى الجحيم .. وليبنطح الكافة للبساطير من كافة المقاسات!!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 08-مايو-2025 الساعة: 04:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-8555.htm