السبت, 26-يونيو-2010
لحج نيوز - مهنة الصحافة، هذه المهنة المظنية المتعبة الشاقة الشقية، أطلق عليها البعض (صاحبة الجلالة) وأطلق البعض الآخر عليها (السُلْطة الرابعة ) ( بضم السين وتسكين اللام) ونخشى أن يأتي من يسميها بـ(السَلَطة) (بفتح السين واللام) باعتبارها مجرد مشهية للوجبات الغذائية ليس لحج نيوز/بقلم:علي راوح -
مهنة الصحافة، هذه المهنة المظنية المتعبة الشاقة الشقية، أطلق عليها البعض (صاحبة الجلالة) وأطلق البعض الآخر عليها (السُلْطة الرابعة ) ( بضم السين وتسكين اللام) ونخشى أن يأتي من يسميها بـ(السَلَطة) (بفتح السين واللام) باعتبارها مجرد مشهية للوجبات الغذائية ليس إلا ومهما أطلق عليها من أسماء وألقاب فنحن ممن خاضوا معمعتها وسلكنا دهاليزها وتذوقنا طعمها الحنظلي وتجرعنا كؤوسها المرة.
قليلاً مانسميها مهنة المتاعب فهي كذلك مهنة المتاعب والمصاعب ومهنة من لا يبقى له صاحب.. طبعاً أنا هنا أتحدث عن من امتهن الصحافة بشرف المهنة ومن امتهن الصحافة بصدق الأمانة، ومن عشق هذه المهنة وأحبها حباً عذرياً، وليس من ادعى حبها زوراً وبهتاناً ومن ثم باع شرفها في سوق النخاسين ومرغ كرامتها بثمنٍ بخسٍ وسخرها للمصالح الذاتية وما أكثر الدخلاء على هذه المهنة التي سخروها للتكسب وعكس الحقائق، وجعل الباطل حقاً والحق باطلاً، وعلى الرغم من ان هؤلاء قلة قليلة إلا انهم وبسلوكهم المشين قد أساءوا إلى الشرفاء ممن يتعاطون مع هذه المهنة الشريفة والتي يجب أن تكون شريفة شكلاً ومضموناً وان تلفظ كل الأمراض الطفيلية العالقة في جسمها الطاهر، وهذا مايجب أن تناط به نقابتنا من خلال القوانين واللوائح وميثاق الشرف الذي من خلاله يجب أن ينظم العمل الصحفي باعتباره مهنة إبداعية شريفة، كما أن المسئولية تقع كذلك على المؤسسات الصحفية الرسمية والأهلية والحزبية التي يجب أن تكافئ المحسن وتعاقب المسيء من خلال مبدأ الثواب والعقاب وأن لا يترك الحبل على الغارب فنجد هناك من يسرح ويمرح ممن ينتحل صفة الصحافة بينما هو لا يمارس إلا السخافة بشحمها ولحمها دون رادع ولا ضمير.
وتحضرني اللحظة بعض المواقف التي تكررت أمامي وأنا أقوم بواجبي الصحفي حيث قابلت أحد الدخلاء المتحذلقين ممن يدعون أنهم صحفيون بينما أنا أعرفه حق المعرفة وأعرف ماهو عمله الحقيقي وجدته في المرة الأولى يطلب من أحد القياديين في إحدى المصالح إجراء الحوار معه باعتباره مندوباً لإحدى الصحف الرسمية وكنت أنا قد قمت بإجراء حديث صحفي مع ذلكم القيادي الذي يعرفني جيداً كصحفي مهني وليس متطفلاً كذاباً، فبدوره اعتذر ذلكم القيادي لذلك الشخص المتطفل طالباً منه إرجاء موضوع الحديث إلى وقت آخر، فما كان من ذلكم المتطفل إلا أن أخرج من حقيبته رسالة مكتوبة وجاهزة تحمل طلباً شخصياً من المسئول الذي وقف محرجاً لا يدري مايقول وعندها استأذنت أنا بالخروج خجلاً من هذا الموقف المعيب، وتشأ الأقدار ان التقي مرة ثانية بذلكم المتطفل وهو يقف في باب مكتب مدير إحدى المصالح طالباً الدخول عليه باعتباره صحفياً فطلب المدير عبر البواب من ذلكم المتطفل سؤاله من أية صحيفة جاء فرد المتطفل بقوله (أنا صحفي وبس)، وهنا رفض المدير دخوله إليه.
وفي المرة الثالثة وجدت هذا المتطفل في بوابة أحد المرافق الاقتصادية التي يشاع عن مديرها بأنه من ذوي الكرم الحاتمي ولكن لا يدخل عليه إلا من مرت عليه ليلة القدر في رجب أو شعبان، فوجدت هذا المتطفل يزاحم الناس ليصل إلى حارس باب ذلكم المدير قائلاً له أخبر المدير بأنني الدكتور(...) وأريد مقابلته.. فغادرت أنا المكان وحال لساني يقول سبحان الله الذي حول هذا المتطفل من صحفي إلى دكتور بظرف يومين أو ثلاثة أيام، ولكن بقي السؤال الذي يحيرني وهو ترى في أي تخصص منح هذا المتطفل درجة الدكتوراه..؟ لا أعلم ولكن ربما حصل على الدكتوراه في مجاله الذي برع فيه انه مجال التطفل والتسول ليس إلا.. وشر البلية ما يضحك.. وبيني وبينكم فقد تمنيت من قلبي ان يكون هذا المتحذلق قد حصل على الدكتوراه حقاً على الأقل كي يهجر ويبتعد عن تطفله على مهنة الصحافة التي مرغ بكرامتها في الوحل دون أن يجد من يردعه.. إن أمثال هذا المتطفل ( الديناصور) عفواً الدكتور كثر ويجب ردعهم وإيقافهم عند حدودهم حفظاً لكرامة هذه المهنة وقدسيتها وحفظاً لشرف وكرامة المنتسبين إليها ممن يعملون بتفان وإخلاص ويحترمون واجبهم ويؤدون رسالتهم المهنية بكل أمانة و اعتزاز.
إن زملاء المهنة قد عانوا ولايزالون يعانون من الحرمان وهضم حقوقهم وأولها تحقيق حلمهم الذي طال انتظاره وهو حصولهم على كادر وظيفي يؤمن لهم لقمة عيش كريمة أسوة بمنتسبي المهن الأخرى من حقوقيين وقضاة ومدرسين ومحاضرين في الجامعات والعاملين في مجال الطيران والعاملين في قطاع النفط وكذا العاملين في قطاع الكهرباء والمياه والبلديات وغيرهم ممن تحصلوا على هياكل أجور وامتيازات متعددة.. أما نحن فقد طال انتظارنا وعظم صبرنا منذ مايزيد عن عشرين عاماً ونحن نتلقى الوعود ونخدر بالمسكنات دون تحقيق شيء على الواقع.. ومع مرور السنوات يغادر العديد من زملاء المهنة إما إلى الآخرة أو إلى التقاعد برواتب ضئيلة بعد ان أفنوا أعمارهم في معمعة صاحبة الجلالة أو صاحبة الويل والندامة، ومن هؤلاء العبد الفقير إلى الله كاتب هذه السطور الذي أحيل إلى التقاعد وحرم من حقوقه المشروعة لدى (وكالة الأنباء اليمنية سبأ) وفي مقدمتها فارق الدرجة لعامين كاملين وبدل إجازة لما يزيد عن 90 يوماً وكذا عدم الحصول على العلاوات السنوية الممنوحة لكل متقاعد المحدودة بأربع علاوات.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.. ولابد من تذكير المسئولين بالحديث القدسي لرب العزة والجلال ( ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً.. الخ) وكذا الحديث الشريف (الظلم ظلمات يوم القيامة)..
وأخيراً فإن الأمل يحذونا بتوجيهات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لدى لقائه الأسبوع قبل المنصرم بنقيب وقيادة النقابة بمنح الصحفيين حقوقهم في الكادر الصحفي وكذا منح بقعة أرض للمنضويين في إطار النقابة ودعم صندوق التكافل وأملنا أن تجد هذه التوجيهات طريقها إلى التنفيذ لتكون بحق حافزاً لمزيد من العطاء لزملاء المهنة.. نأمل ذلك.

عن الجمهورية
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 08-مايو-2025 الساعة: 09:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-5962.htm