لحج نيوز/صقر أبوحسن - صنعاء -

صعدة، تصدّرت الأشهر الأخيرة، وسائل الإعلام الدولية، ووضعت نفسها على الخريطة العالمية، وبدأت تتصدر الأخبار كمدن أخرى، تفتك فيها أداة القتل المنظم «الحرب» وتعبث بأرواح ساكنيها .. المدينة اليمنية المسالمة، مع بداية عام 2004م، لم تعد كذلك حتى اليوم .. فقد بدأت «حركة الشباب المؤمن» تؤسس لكيان إمارة إسلامية في مديريتي «ضحيان، ورازح»، وأدت الى مصرع مؤسسها حسين الحوثي بعد شهرين من القتال، ليقود شقيقة «عبد الملك» حربًا ما توقفت الا قبل يومين، تحت اسم «الحوثيين» خلفت خلال ست حروب آلاف الضحايا والآلاف من الجرحى، أضف إلى ذلك سحق أحلام البسطاء وتدمير منازلهم وتشريدهم.
نظرات البؤس وتفاصيل المعاناة في وجوه من فقدوا أقرباء لهم والقاطنين في مخيمات النازحين، جراء تلك الصراعات الدامية، يمكن ان تشاهد في صور كثيرة تتدفق إلى وكالات الأنباء .. ودائما الحروب يدفع فاتورتها الأبرياء. فبين «الأرض المحروقة» إستراتيجية الحرب التي تبناها الجيش و«حرب الاستنزاف» التي اعلن عنها الحوثيون، أصبح الصعديون نجوما بعد أن أفلت نجوم كثيرة في اليمن، وهم يتحركون على ارض مليئة بالمخاطر في مناطق القتال بين الجماعة المتمردة والجيش.
منذ مساء الجمعة وهدوء يعم كافة الجبهات في المحافظة، حتى وان كان هدوءا حذرا.
فقد قال المكتب الإعلامي لزعيم التمرّد الحوثي «عبد الملك الحوثي» في بيان وزعه مكتبه – حصل (لحج نيوز) على نسخة منه - انه تم فتح (خط آل عقاب والمناطق المحاذية لمدينة صعدة) وإنهاء التمترس فيها وإزالة الحواجز منها.
محافظ صعدة، طه عبد الله هاجر والذي عُيّن بقرار جمهوري قبل أيام، التقى السبت برئيس وأعضاء اللجنة المكلفة بالإشراف على تنفيذ النقاط الست وآلياتها التنفيذية لإحلال السلام.
وأكد هاجر استعداد قيادة المحافظة التعاون الكامل مع اللجنة، وتذليل كافة الصعاب أمام عملها، مشدّدا على ضرورة التزام عناصر التمرد بتنفيذ الشروط الستة دون مراوغة أو مماطلة للوصول إلى الأهداف المنشودة وتحقيق الأمن والاستقرار الكامل.
من جانب آخر أشارت منظمات إنسانية عاملة في اليمن إلى أن عدد النازحين وصل إلى 250 ألف نازح، ووفقاً لإحصائية مفوضية اللاجئين فإن عدد النازحين المقيمين لدى عائلات مضيفة يصل إلى 48 ألفاً.
وقال سكان محليون لـ «اليوم» عبر الهاتف إن المدينة تشهد ترقبا حذرا للوضع خاصة بعد محاولة اغتيال وكيل وزارة الداخلية اللواء الركن (محمد بن عبدالله القوسي) بعد ساعات من إعلان سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين جماعة الحوثي والجيش اليمني، متوقّعين إعادة اختراق الحوثيين للاتفاق.
وأعلن عدد من علماء اليمن «مباركتهم لقرار إيقاف الحرب في شمال اليمن»..
وقال البيان: «مباركتهم لقرار رئيس الجمهورية بوقف الحرب الدائرة بين أتباع عبد الملك الحوثي والحكومة في مدينة صعده»، داعين «كل أصحاب الرأي والفكر إلى توفير الأجواء السياسية والإعلامية الهادئة، وإيقاف كل الحملات التي تسهم في تعميق وتأجيج مشاعر الحقد والكراهية» .. موكدين «دعمهم المطلق لكل جهود السلام ومعالجة كل الأزمات بالحوار السلمي والتفاوض المباشر، للخروج بالبلاد من أزماتها وإحلال الأمن والاستقرار.