لحج نيوز/ فاطمة با سلامة - كثيراً ما يخاف حكام آل سعود على عروشهم. يستعدون لفعل أي شيء في سبيل المحافظة عليها. يُدمن هؤلاء السلطة، فكرسي الحكم بالنسبة إليهم أمر مقدّس لا يحتمل تغيير. يتوارثون العرش من جيل الى جيل. لا مكان للأكفاء في دستورهم. وحده الولاء للحاكم يمنح الشرعية والفرصة لتولي أي مهمة. السمع والطاعة للملك يُعدان المعيار الرئيس لذلك، ما يدفع الحاكم بأمر شعبه لإحداث تغييرات ملكية في الحكم، حين يستشعر خطر إحداث أي انقلاب محتمل في وجهه. تماماً كما حصل اليوم. استفاقت السعودية على وقع تعديلات في البيت الملكي، قضت بتعيين محمد بن نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد مقابل إعفاء الأمير مقرن بن عبد العزيز، وتعيين محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، خلفاً لمحمد بن نايف بن عبد العزيز، وإعفاء وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل وتعيين السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير خلفاً له. ما فتح الباب واسعاً أمام جملة من التساؤلات، أبرزها ما هي دلالات وتداعيات هذه الأوامر الجديدة؟
لا تنفصل الأوامر التي أصدرها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود عن مسار العدوان السعودي على اليمن. بهذه الكلمات يستهل الكاتب والصحافي السعودي فؤاد ابراهيم حديثه لدى سؤاله عن التغييرات الجديدة. وفق حساباته، تحمل التحولات داخل الأسرة الحاكمة دلالات كبيرة جداً. "التباينات داخل العائلة المالكة بشأن الحرب على اليمن إحداها. وجد الملك السعودي نفسه مضطراً لتوحيد الجبهة الداخلية لمواجهة تلك الحرب التي أتت بقرار محدود من عائلتي الملك سلمان والأمير نايف، خاصةً بعد الإخفاق بتحقيق أي إنجاز عسكري في اليمن".
الخشية من ردود الفعل على الفشل السعودي في مستنقع اليمن، دفع الملك السعودي لإصدار تلك الفرمانات. يكشف ابراهيم عن مخطط كان يُحضر له الأميران متعب ومقرن لإحداث تمرد بالرياض في وجه سلمان الذي كان يتصرّف بصورة منفردة، يُخشى من أن تؤدي الى دمار ملك آل سعود، لكنّ سلمان تنبّه في ربع الساعة الأخير لهذه الخطوة وأرسل أمراً ملكياً بإرسال الحرس الوطني الى الحدود مع اليمن لمنعه من القيام بأي حالة تمرد في الرياض".
يسعى الملك السعودي نحو الإمساك بكل خيوط السلطة، وحصرها بين عائلتي سلمان ونايف واستبعاد عائلة متعب. حسب ابراهيم، يعمل الرجل على تقويض أي فرصة محتملة لوصول الأمير متعب بن عبدالله الى العرش، لأنّ الضمانة الوحيدة تتمثّل في وجود مقرن ولياً للعهد، لكن بإعفاء الأخير من مهمته أصبحت فرصة تنصيب متعب معدومة تماماً.
الأمر اللافت أيضاً، وفق ابراهيم، تمثّل بإعفاء سعود الفيصل من منصبه وتعيين الجبير خلفاً له. الأمر كان مفاجئاً، حسب المتحدّث، إعفاء الفيصل من مهمته متوقعاً ولكن ما لا يخطر في بال أحد أن يتولى أحد غير أبناء فيصل الحقيبة السيادية، وهي المرة الأولى التي يخرج فيها هذا المنصب من يد آل سعود، ما يكشف حقيقة تفرد سلمان من منطلق شخصي بالتعديل الجديد لاختيار الأكثر ولاءً له (الجبير) الذي كان يرسل التقارير مباشرة له من أميركا دون مرورها بالفيصل، ما يفتح المجال أمام الكثير من التساؤلات"، يختم ابراهيم. |