الثلاثاء, 15-يوليو-2014
لحج نيوز - علي عمر الصيعري بقلم/علي عمر الصيعري -
الشاعر الشعبي الشهير / سعيد فرج باحريز شاعر شعبي عرفته مدينة المكلا ب (فارس المدارة ) وشاعر ( الحارة ) وهي حارة قديمة وشهيرة بالمكلا . انماز بخصوصية شاعرية فريدة وعاصر العديد من الشعراء الكبار في الربع الأول من العام 1900 من أمثال الشاعر / احمد محمد بكير و محمد باوزير الملقَّب (بوسراجين) والشاعر سعيد قشمر والشاعر عمر با نبوع والشاعر ناجي بن علي الحاج وغيرهم من الشعراء . ولا تزال أشعاره في الحكمة والفخر متداولة على ألسنة الكثير من أبناء المكلا مثل قوله:
قم يا عمر منصور الدنيا تبت وألا تجي
كزمه على فاقه ولا مغضاف يحنب في المصور
وقوله يفخر بنفسه في ( مدارة ) من مدارات لعبة (الشبواني ) الشهيرة في المكلا :
يَـاْ حَيْــد بَـاْنَغُـلّقَــكْ لَاْ جِبْنَــاْ الْمَزَاْحِــيْ والْقِلَــمْ
بَـاْتِطْــرَحِ الْقَـاْدِيْ وبَاْيِصْبِـحْ ذِرَاْعَـكْ بُنَّتِيْـنْ
التَّمَرْ حِبُّهُ وِالْحَشَفْ نِقْضَمُهْ وَاعْبُرْ عَاَلْعَجَـمْ
تِشْـرِقْ عَلَـيْ الشِّمَسْ مَـاْ نِـدْرَىْ بَهَـاْ تِشْـرُقْ مِنِيْـنْ
فهو يقول هنا أنه من صلابة ساعده قادر على تفتيت جبل بالمزاحي والقِلم وهي أداتان من أدوات الحفر والتكسير إلى أن ( تطرح القادي) أي تستسلم ويصبح حجمك ( بنتين ) أي ( هنشين) تصغيراً للشيء . وأنه يحب التمر و( الحشف) أي ما يبس منه يقضمه ويأكل نواته . ثم ينام هادئ البال لا يدري من أين تطلع عليه الشمس .أليست هذه صورة فنية قوية التعبير والبلاغة ؟
لنقرأ له مخاطباً فيصل العطاس الملقب (بالنعيري) ـحينما كان محافظاً لحضرموت
فتِّحي يا عين عوره شي السفينه ع القشاره
والقلم غلَّقْ مداده ع الذي هم با يكتبون
والصناديق الملانه كذب وملانه فياره
يوم بيجها المفتش أهلها إيش بايقولون؟!
وهو هنا ينصحه بعدم التهور في اتخاذ القرارات الثورية التي جاءت بها الجبهة القومية بعد الاستقلال الوطني.
كما اشتهر بقصيدته الهائية التي قالها في مساجلة جمعته بطارق العطاس أخ المحافظ فيصل العطاس ، بعد أن طلب منه الأخير الرد على مطلع قصيدة أخيه الذي يقول فيها :
ودلوك لي سقط في البير معاد با يطلع
ونحن زهرة الدنيا وأولها وتاليها
فأجابه شاعرنا سعيد باحريز بقصيدة قوية في تحديها عميقة في صورها يقول فيها :
وَذَاْكْ الدَّلُـوْ لِـيْ قُلْتُــوْاْ سَقَـــطْ فِــيْ الْبِيْـــرْ بَاْيِطْلَـعْ
وَعَــــاْدَكْ بَـــاْ تَشِــــلْ وَحْـــدِهْ وَوِحْــدِهْ بَـاْتَخَلِيْهَــاْ
وَمِـــنْ غَـــرَّاْكْ لَاْ تِغْتَــرّ وَمِـــنْ طَمَّعَــــكْ لَاْ تِطْمَــعْ
وَلَاْ شِفْــتْ السَّمَــاْءْ سُــوْدَهْ تَعَــوّذْ مِــنْ مَنَـاْشِيْهَــاْ
وَنَـــاْ مَـــاْ بَخْــرُجِ الزَّاْمِــلْ بَـــلَاْ سَكِّيْـــنْ نِتْبَــــرَّعْ
وَكُــــلْ رَقْبَــــهْ طَوِيْلِــةْ رَاْسْ لَهَــاْ آفِــهْ تُوَطِّيْهَـــــاْ
بَغِيْتِ الصِّـدِقْ وَالْوَاْقِـعْ سَبُــوْلِــهْ خَيْــرْ مِــنْ مَقْلَــعْ
وَنَــخْلِهْ مَــاْ تَعْشِّــيْ ضَيْــفْ قَعَــــــــــرْهَاْ لَاْ تَخَلِّيْهَاْ
ثم يعطف على الشاعر طارق العطاس في قسوة التحدي فيقول مخاطباً إياه :
صُبُر با يجي لها فارِع من الشارعْ وبايفرعْ
وكل مَن سرَّحَ النشــره بيده بايضويها
وللأيامْ سكرتها تَبِتْ وتقــــولْ لك برجعْ
كما اللي يخرِّجِ الكلمة ويرجع ما يوفيها
في الحلقة القادمة سنتناول ما أشرنا إليه من ميزة الشاعر باحريز وهو ( الفأل )
( نقلاً عن الجمهورية )
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 05-مايو-2025 الساعة: 07:09 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-29006.htm