بقلم /د.يوسف الحاضري -
طبول الحرب الأمريكية الثانية في الشرق الأوسط تُقرع والحشود تُجمع والمؤازرة لها تشتد والخذلان العربي الإسلامي مازال ينهمر من كل حدب وصوب ولكن هذه المرة بكل جرأة ووضوح وسباق لإظهار الخذلان ,,, فبعد الحرب الأمريكية الأولى على "العراق" العربي الإسلامي وما واكبها من خذلان عربي من جانب ومن دعم عربي للغرب من جانب آخر بحجة مضحكة وسخيفة "أسلحة الدمار الشامل" وكيف كانت نهاية هذه الحرب بتصريح لقائد الحرب الرئيس الأمريكي السابق بوش عندما قال "اخطأنا التقدير" تبريرا لعدم وجود هذه الأسلحة ,,,, فهاهم هؤلاء يكررون التجربة بحذافيرها خاصة في تحديد الأسباب لضرب سوريا كما كانت في العراق دون أن يحترمون عقول العرب والمسلمين حتى في أدنى الأمور "إختلاق المبررات" وكان الأولى بهم البحث عن سبب آخر غير "أسلحة الدمار والكيماوي" فنحن على الأقل كائنات تفكر بعقلها وتسمع بأذنها وتفقه بقلبها وتنظر بعينها ولم نسقط إلى مرحلة الأنعام أو الأضل منها ,,, رغم أن هذه المنزلة وصلها قبل أيام من يقود زمام الحكم في أوطاننا العربية من الضلالة والإنحطاط والسقوط إلى أبعد من درجة الأنعام ,,, ولا نعلم ما سبب هذا الخنوع وهذا السقوط الذي يتسابق إليه زعماء الأوطان العربية في بيع بعضهم البعض ,,, هل يسعون إلى كسب ونيل رضا الأمريكان من خلال إتباعهم فالله جل وعلا عندما ذكر هذه الحالة "ولن ترضى عنكم اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" هو للتحذير من سوء إتباع النصارى واليهود ولم يعطينا توجيه لإتباعهم لننال رضاهم كما فسرها لزعمائنا العرب من نصب نفسه رئيس ابطة علماء المسلمين وهو في أسفل السافلين ,,, سوريا إن شاء الله لن تسقط مهما حاولوا وسعوا لذلك فالله حفظها ويحفظها وسيحفظها من كيد الكائدين حتى لو قالوا "سفها بغير علم" نحن مسلمون ,,, فدين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم لم يأمرنا بمثل ما يعملون على الإطلاق وإنما هم شواذ شقوا صف الإسلام والمسلمين والعرب والعروبة لينهوه أو على الأقل يظل الإستعمار الغربي للأوطان العربية الذي بدأ في القرون الوسطى جاثما على الوطن العربي ولو كان إسم الحاكم العربي "محمد أو عبدالله أو سلطان " أو غير ذلك من الأسماء العربية ,,, وستكون سوريا مقبرة لهؤلاء ومدفنة في زبالة التاريخ وجانبه القذر بعد أن كانت العراق آخر مسمار في نعشهم ,,, ولأني أدرك أن هؤلاء الحكام لا يمثلون شعوبهم إلا قلة قليلة من المخدوعين بهم خاصة في مجال الدين فمعظم الشعوب العربية تستنكر هذا الخضوع والخنوع والذل والمهانة التي وصل إليها حكامنا العرب ,,, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
[email protected]