لحج نيوز/متابعات -
عشية الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني في 11 شباط (فبراير) الجاري وفي الوقت الذي عجزت فيه الفاشية الدينية الحاكمة في إيران عن مواجهة الانتفاضة في كل أرجاء إيران وفي الوقت الذي تصدر فيه محاكم النظام الحكم بالإعدام على أفراد عوائل سكان «أشرف» بسبب لقائهم مع أقاربهم وذويهم وبتهمة «محاربة الله»، فإن مخابرات حكام إيران وفي لعبة متكررة ومثيرة للسخرية قامت مرة أخرى بحبك مؤامرة وفرض ضغوط على سكان مخيم أشرف بمساعدة من اللجنة العراقية لقمع أشرف وباستغلال العواطف العائلية.
ففي يوم الاثنين 8 شباط (فبراير) الجاري نقلت لجنة قمع أشرف مجموعة بخمسة أشخاص من أفراد عوائل سكان «أشرف» من بغداد إلى موقع بالقرب من «أشرف» بعد أن نقلتهم وزارة مخابرات النظام الإيراني إلى العراق. وأخبرت القوات العراقية سكان مخيم أشرف بأن العوائل المذكورة تريد اللقاء بأبنائها ولكن اللجنة العراقية المذكورة أمرت بأن أفراد العوائل لا يحق لهم دخول أشرف بل يجب إجراء اللقاء في خارج «أشرف» مما يهدف إلى إثارة الحرب النفسية والتمهيد لقمع سكان مخيم أشرف.
وامتنع أقارب الأفراد المنقولين عن التماشي مع المخطط التآمري لمخابرات حكام إيران معلنين أنهم يرفضون الشروط اللاإنسانية المناقضة للقانون والمفروضة بأمر من النظام الإيراني، وبعثوا برسالة إلى بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) وقائد القوات الأمريكية المراقبة لأشرف كشفوا فيها عن المؤامرة المشتركة لوزارة مخابرات النظام الإيراني واللجنة العراقية لقمع أشرف قائلين: «بغض النظر عن الأهداف القمعية لوزارة المخابرات ولجنة أشرف، فإننا راغبون للغاية في اللقاء بأفراد عوائلنا على أن تتاح لهم إمكانية دخول مقرات إقامتنا ومنازلنا داخل أشرف.. إننا نرفض رفضًا قاطعًا اللقاء في خارج أشرف وتحت ظروف مهينة للغاية وتحت سيطرة القوات العراقية وعناصر النظام الإيراني وبمراقبة من قبلهم.. إننا نريد اللقاء بعوائلنا في داخل أشرف مثلما كان يجرى في الماضي».
يذكر أنه وسبق ذلك أن كانت العوائل تدخل أشرف قادمة من داخل إيران وخارجها وذلك لمدة 6 سنوات (من 2003 إلى نهاية 2008)، ولكن الحكومة العراقية وبأمر من نظام الملالي الحاكم في إيران قامت منذ بداية العام الميلادي الماضي بحصر اللقاءات في أولئك الذين يسافرون إلى العراق ضمن رحلات مخابرات النظام الإيراني على أن يتم اللقاء خارج أشرف وأن يشجع أفراد العوائل أبناءهم وأقاربهم على التعبير عن الندم وعلى الاستسلام والعودة إلى حيز سلطة الملالي الحاكمين في إيران والقيام بالتشهير والدعاية ضد أشرف.
ويأتي هذا في وقت لا يزال فيه عدد كبير من أفراد العوائل الذين زاروا أشرف في السنوات الماضية يعيشون قيد السجن والتعذيب في إيران وحكم على بعض منهم بالسجن لمدد طويلة. كما وبتصاعد الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني اتخذت حملة الاعتقالات ضد أفراد عوائل الأشرفيين أبعادًا أوسع حيث يتم محاكمتهم وإدانتهم بتهمة «محاربة الله» بسبب لقائهم بأبنائهم وأقاربهم في أشرف.
وفي الوقت نفسه وباللجوء إلى الابتزاز والصخب والدجل يثيرون الضجيج بأن مجاهدي خلق يمنعون من اللقاءات العائلية في أشرف.
وسبق ذلك أن قامت دائرة المخابرات في مدينة «إصفهان» (وسط إيران) في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بنقل أفراد عوائل إلى العراق وأشرف بهكذا النمط بعد تجهيزهم وإعدادهم وتنظيمهم، وفي طهران كان رجال مخابرات النظام قدموا لهم توجيهات بأن عليهم انتشال أبنائهم وأقاربهم من أشرف وإعادتهم معهم إلى إيران وإلا سوف يتم مؤاخذتهم بعد عودتهم إلى إيران.
إن المقاومة الإيرانية إذ تؤكد أن الحصار الإجرامي المفروض على مخيم أشرف وتحويله إلى سجن انتهاك صارخ للقوانين الدولية والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان تدعو الأمين العام للأمم المتحدة والمفوضة العليا للأمم المتحدة في حقوق الإنسان والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) وجميع الهيئات والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان وكذلك السفير الأمريكي في العراق وقائد القوات الأمريكية في العراق إلى اتخاذ خطوات عاجلة لرفع هذا الحصار اللاإنساني الإجرامي خاصة منع العوائل والصحفيين والمحامين والوفود الدولية من دخول أشرف.
أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية - باريس
10 شباط (فبراير) 2010
|