لحج نيوز/عدن -
أحياء مئات الالاف من الجنوبيين مساء امس الاحد بمدينة عدن "جنوب البلاد" الذكرى السابعة للتسامح والتصالح الجنوبي الذي يصادف ذكرى الحرب الاهلية التي شهدتها المدينة في العام 1986م .
وقدر اعلاميون عدد المشاركين في المهرجان بمئات الالاف قدموا من مديريات عدن ومحافظات لحج وابين والضالع وشبوة، واصطفوا في ساحة الطريق على طول الطريق الذي يربط ادارة امن المحافظة وحتى معسكر بدر.
وقال البيان السياسي الصادر عن المهرجان ان الذكرى السابعة للتصالح والتسامح والتضامن الجنوبي تميزت بالإبداع الخلاق وابتكار اساليب جديدة في نضاله كما هو دائما السباق، لافتا الى المسيرات الراجلة صوب العاصمة عدن من مختلف المحافظات وقطع المسافات لعدة أيام وحملة الدعم الشعبي المادي والمعنوي والتكافل الانساني في التبرعات المالية والغذائية وتشكيل اللجان.
واشار الى ان شعب الجنوب ابدع أسلوباً غير مسبوق في تحقيق تصالحه وتسامحه وتضامنه، مجسداً ثقافته المنتمية إلى هذه القيم الدينية والإنسانية السامية، وان التاريخ سينصف شعب الجنوب بإعادة الريادة إليه في تبني أسلوب النضال السلمي المدني الحضاري، قبل ثورات الربيع العربي بسنوات.
وخلال المهرجان ردد الجنوبيون الشعارات "تصالحنا تسامحنا ونحن جنوبيون في الساحة" واخرى تؤكد على اهمية وحدة الصف الجنوبي ورفض الحوار ومواصلة النضال حتى تحقيق الاستقلال الناجز، رافعين اعلام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا وصور نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض والشهداء والمعتقلين الجنوبيون.
وشارك في المهرجان عدد من قيادات الحركة التحررية الجنوبية والشخصيات الاجتماعية والسياسية والوطنية الجنوبية على راسهم رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب حسن باعوم ونائبه صلاح الشنفرة ورئيس الهيئة الوطنية للاستقلال العميد ناصر النوبة والقيادي في تنظيم القاعدة طارق الفضلي.
وشهد المهرجان القاء العديد من الكلمات من قبل القيادات والمكونات الشبابية والنسائية اكدت جميعها على اهمية هذا اليوم في تاريخ ابناء الجنوب وضرورة العمل على توحيد الصف الجنوبي من اجل مواصلة النضال السلمي ضد ما اسموه -المحتل الشمالي- .
واوضح البيان السياسي ان الشعب الذي تعرض لمأساة إنسانية غير مسبوقة في تاريخه، منذ عام 1994م-بحسب البيان- أدرك أن لا سبيل إلى التخلص من مأساته بغير استعادة لحمته الوطنية .. مضيفا أن بلوغ هذه الغاية لن يتأتى إلا بتجاوز ما خلفته صراعات الماضي السياسية.
وتابع : فاهتدى شعب الجنوب بوعي وقناعة الى ما نحتفي اليوم بذكرى أول محطاته التي تمت في جمعية أبناء ردفان في 13يناير 2006م ،أي التسامح والتصالح والتضامن الجنوبي, الذي وجدت فيه أسئلة شعب الجنوب عن سبل الخلاص من مأساته، أول الإجابات الكبيرة ، بل المركزية وبالمقابل اظهر الاحتلال وجهه القبيح بالقمع والتحريض المباشر وغير المباشر للحيلولة دون نجاح شعبنا في تسامحه وتصالحه.
ولفت الى ان المضمون السياسي والوطني الذي تصدر عملية التسامح والتصالح في الوعي الشعبي الجنوبي يتمثل في ان خلاصه من المأساة الراهنة لن يكتب له النجاح الا بالتحرر من الاسباب التي اخضعته لمأساته الراهنة وان التجاوز الواعي لكل ما خلفته صراعات الماضي السياسية ، من تصدع في النسيج الاجتماعي وفي النفوس ، لاستعادة اللحمة الوطنية الجنوبية .
واستطرد البيان : ان وحدة المأساة التي فرضها الاحتلال على شعب الجنوب ، تستلزم – بالضرورة – وحدة الموقف الوطني الجنوبي على اساس وحدة المصير، وإدراك أن عملية التسامح والتصالح وقيمها هي عملية طويلة، تؤسس لثقافة جديدة خالية من الشمولية والإقصاء نعم - أيها المناضلون المخلصون - لقد أدت هذه العملية الدور المنشود منها ، إذ تمت بالتسامح والتصالح عملية تجسير قوية بين وحدة مأساة شعب الجنوب ووحدة ارادته واستعاد الشعب الوعي بهويته الوطنية المستقلة ، التي تعرضت وما برحت لخطر الطمس ، كمقدمة لمحو وجوده ، ليغدو شعباً بلا أرض .
ونوه البيان ان العملية التصالحية افضت الى ثورة شعبية جنوبية سلمية تحررية، قدم خلالها التضحيات الغالية وما برح يملك الاستعداد لمزيد من التضحية حتى بلوغ هدفه الوطني النبيل، المتمثل في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة والسيادة على أرضه.
واكد ان شعب الجنوب استطاع بوعي عالٍ أن يحول يوماً من ماسيه إلى يوم لتسامحه وتصالحه وتلاحمه وأحد عناوين ثورته السلمية التحررية، مرتقياً إلى مصاف قضيته الوطنية الجنوبية .
كما اكد ضرورة التزام خيار الشعب الوطني والثوري، الذي قرره بمحض إرادته خلال العام المنصرم 2012م في ثلاثة استفتاءات علنية، بالصوت والصورة ، في 21فبراير و14 اكتوبر واخرها مليونية 30نوفمبر 2012م . ألا وهو خيار التحرير والاستقلال الذي قدم من أجله كوكبة من الشهداء وآلاف الجرحى وعشرات الآلاف من الأسرى، مشيرا الى قرار الشعب أن لا مشاركة في مؤتمر حوار بصنعاء كونه فخاً سياسياً يستهدف إجهاض ثورة الشعب وضرب قضيته في الصميم.