الثلاثاء, 20-نوفمبر-2012
لحج نيوز - علي البخيتي بقلم/علي البخيتي -
الموروث الديني الإسلامي من الضخامة بمكان ما يجعله ذخراً لأغلب التيارات الدينية التي تستخدمه عند الحاجة لتبرير التناقض في مواقفها لتستمر في السيطرة على عقول أتباعها, فهناك مئات الآلاف من الأحاديث المُدعى نبوتها وهناك الكثير من التأويلات حتى لآيات القرآن الكريم وبالتالي فلا تجد تلك المجموعات صعوبة تذكر في اصباغ الطابع الديني على كل مواقفها وتناقضاتها وازدواجية معاييرها .
تمر اليمن حالياً بمرحلة من الاستقطاب الحاد بسبب ما افرزته أحداث 2011 م من تغيرات في المشهد السياسي وعلى التوازنات التي كانت سائدة بين مراكز القوى التقليدية الحاكمة لليمن منذ 35 عاماً .
بعد خروج الرئيس السابق صالح من سدة الرئاسة بدأ الكثير من أعضاء المؤتمر الانتهازيين البحث عن سفينة جديدة تحمل فسادهم, فوجدوا ضالتهم في شريك صالح في الحكم على مدى عقود وهم تيار الإخوان " الإصلاح " وعلي محسن الأحمر, فاستغلوا الثورة ليعلن بعضهم الاستقالة من المؤتمر او يعلن الولاء لسفينة الفساد الجديدة مع بقائه في المؤتمر, ومن ثم تقوم وسائل اعلام الاصلاح بتلميعهم قليلاً قبل ان يتم تعيينهم هنا او هناك وتحت مسمى مناصري الثورة .
تيار الاخوان وفي المرحلة الانتقالية الحالية في حاجه لكل هؤلاء ليُحكم سيطرته على مقاليد الأمور تمهيداً لإخراج المؤتمر الشعبي العام من الحياة السياسية والحزبية ووراثته شرعياً بحكم الشراكة في تأسيسه .
مناصري الثورة لم يتربوا في كنف حركة الإخوان لذلك فولائهم سيضل محل شك مهما اجتهدوا في إظهاره, إضافة الى أن تنقلهم من مكان الى أخر يجعلهم مؤهلين لتغيير ولائهم مرة ثالثة ورابعة وهذا بدوره يجعل اي طرف ينظر لهم بعين الريبة .
وبما أن الموروث الديني جاهز لتبرير نقض العهود والمواثيق وحتى الأيمان, وكما قال اليدومي أن صالح كان " كرتاً " بأيديهم بعد عقود من العهود والمواثيق الكثيرة بينهم, فسيتم التخلي عن مناصري الثورة لاحقاً على اعتبار أنهم من " المؤلفة قلوبهم " لذلك أنصح الإخوة أعضاء المؤتمر وغيرهم أن يفكروا مئة مرة قبل الانتقال الى الطرف الآخر حتى لا يكونوا من المؤلفة قلوبهم .

" نقلاً عن صحيفة الأولى "
علي البخيتي [email protected]
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 05-مايو-2025 الساعة: 09:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-23587.htm