الجمعة, 19-أكتوبر-2012
لحج نيوز - الحسين البخيتي بقلم/الحسين البخيتي -
لطالما سحرنا اردوغان بمواقفة الكثيرة المؤيدة للمقاومة العربية ضد الكيان الصهيوني المحتل، وكان دعمة المطلق والصريح للمقاومة اللبنانية والفلسطينية أحد أهم الأسباب التي جعلته الزعيم المسلم المنتظر.
فبتلك المواقف المشرّفة تعاطفنا معه وحملنا صورة وطالبنا وتمنينا بأن يكون زعمائنا مثلة، وترحّمنا على الدولة العثمانية التي ضمت في أحضانها الوطن العربي قبل تقسيمه.
وعندما قام الكيان الصهيوني بالاعتداء على السفينة التركية المتوجهة لمُحاصَري غزه وقتلت إخواننا الاتراك في المياه الدولية قامت الدنيا ولم تقعد في تركيا.
وبذلك الاعتداء توقعنا ان الكيان الصهيوني خسر احد اهم وأقوى حلفائه في المنطقة.
ولكن بعدما تبادل الطرفان الاتهامات لم نرى شيء ملموس من تركيا لرد الاعتبار والثأر لاستشهاد بعض مواطنيها، فقطعت العلاقات العسكرية مع الكيان الصهيوني وطالبت بالاعتذار وهددت بان سفن المساعدة القادمة ستكون تحت حماية البواخر العسكرية التركية! وبعدها لم نرى شيء من ذلك غير المطالبة بالاعتذار والذي لم تحصل علية.
ولقد لاحظت مدى استهزاء الكيان بتركيا حينما سأل مذيع القناة البريطانية الرابعة المتحدث باسم الكيان الاسرائيلي عن تهديد تركيا بالرد ومواكبة السفن التركية بسفنهم الحربية فكانت ردة فعلة الضحك وقال للمذيع هل تمزح معي هل انت جاد في سؤالك !
وقبل حادثة السفينة قام الكيان المحتل بإهانة سفير تركيا لديهم وجعلة ينتظر لوقت طويل وتم إجلاسه على كرسي صغير, وتحدثوا معه بنبرة تهديد .
كل تلك الحوادث تظهر ان حكومة اردوغان كانت تحاول استعطاف الرأي العام بتلك التهديدات والخطب الرنانة الفارغة التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
وبذلك نتساءل :
- أليست تركيا عضوا هاما في حلف شمال الأطلسي ؟
- أليست تركيا دوله قويه اقتصاديا وعسكريا ؟
- لماذا لم تستخدم تركيا الفقرة الرابعة والخامسة من ميثاق الحلف لردع الكيان الصهيوني ؟ كما استخدمته مع سوريا !
-ألم يكن ذلك الاعتداء عذراً كافياً لتركيا حكومتاً وشعباً لقطع كل علاقاتها مع الكيان الصهيوني ؟ ونحن نعرف ان الاتراك ضد تلك العلاقات lلقائمة .
- ما لفائدة من البقاء عضواً في حلف الناتو والسماح لقواعده بالتواجد على التراب التركي اذا كان ذلك ليس لحماية تركيا ولكن لحماية الكيان الصهيوني ؟
لقد تجّلت الامور كثيراً من خلال احداث سوريا، فموقف تركيا وعنتريتها على سوريا أثبتت ذلك النفاق السياسي والديني التي كانت ومازالت حكومة اوردغان تستخدمه لاستعطاف مشاعر الاتراك باسم الدين للوصول لسدة الحكم والقضاء على سيطرة العسكر على الجيش التركي، ومن المؤكد انه لو كان العسكر مازالوا مسيطرين لما تجرأت اسرائيل على قتل الاتراك في المياه الدولية، لان عقيدة واعتزاز العسكر بتركيا وشعبها اكبر واصدق مما يدعيه اردوغان .
وقبل ان يقول البعض ان لتركيا حكومة إسلامية افضل مما كانت علية ايام الحكم العلماني، يصبح السؤال هنا هل ازداد الاتراك إسلاما في ظل هذه الحكومة الاسلامية ؟ ألم تلغي تركيا حكم القصاص لإرضاء أروبا!؟ لقد بقيت العلاقات بالكيان الصهيوني وتواجد القواعد العسكرية الامريكية على حالها, وهذا ما حدث كذلك في مصر بفوز الاخوان واستمرار العلاقات مع الكيان الصهيوني، اما في اليمن فقد أصبحت العمالة عيني عينك بل انها اصبحت على الملأ، حيث يصرح ويعلن الرئيس هادي انه يعطي الموافقة على كل غارة أمريكية بمباركة إخوان اليمن في الإصلاح، حتى انهم سمحوا بدخول المارينز وباركوا لهم بحجة حماية السفارة، برغم ان الدكتاتور صالح كان يحاول إخفاء قيام امريكا بالضربات الجوية لحفظ ماء الوجه، مع علم الكل بعمالته للأمريكان.
فها هي حكومة تركيا المنتخبة تفتح حدودها لكل من هب ودب لسوريا من اجل دعم الانتفاضة مع علمهم بان كل تلك الدول الداعمة للمقاتلين هي بين دكتاتورية ملكيه عميلة ذات أجندة أمريكية لا تريد الخير لسوريا.
هذا ليس دفاعاً عن نظام الاسد الدكتاتوري ولكن خوفاً على سوريا جيشاً وشعباً وارضاً.
ولعل إقرار برلمان تركيا لقانون يسمح لحكومتهم بدخول سوريا لردع الاعتداءات السورية كان احد اهم نقاط تحول الصراع إلى تركي سوري، وبهذا ستتطور الأمور لإدخال المنطقة في حرب شامله يتم خلالها القضاء على سوريا وجيشها وإضعاف تركيا انتقاماً لمواقف شعبيهما المؤيدة للمقاومة الفلسطينية, وهذه هي سياسة الأمريكان وبني صهيون ( فرق تسد، او على قول المثل اليمني ما يكسر الحجر إلا أختها ) .
فبعد ان كانت علاقات سوريا وتركيا في تطور وتحسن وتم إلغاء الفيز بين البلدين وسمح بالمرور بالبطائق الشخصية على الحدود، فهي الان تطورت إلى مرور الافراد من دون حتى بطائق والشيء الوحيد الذي تحتاجه للعبور إلى سوريا هو حملك لأي نوع من السلاح باعتبار انك مجاهد !!!
مع العلم ان تلك العلاقات كانت في صالح تركيا وكانت حلب اكثر المدن تضرراً، لان كل تلك الاتفاقيات أغرقت سوريا بالبضائع التركية الأرخص، وحلب كما نعرف هي العمود الفقري للاقتصاد السوري.
وفي الأخير ألم يتعظ اردوغان مما يحصل في افغانستان والعراق.
ألم يكن الأجدر به اذا كان فعلاً يريد الخير لسوريا ان يقوم بدعم الانتفاضة من خلال دعم الثوار المباشر وحماية ثورتهم وجعلها للسوريين فقط . وكان من الاجدى ان يغلق حدوده لمنع دخول الأجانب ذوي الأجندة الخارجية التي لا تريد الخير لسوريا او تركيا، ومنع اجهزة الاستخبارات الغربية من تدريب العملاء والمقاتلين وعدم السماح لهم بفتح معسكرات التدريب على الاراضي التركية .
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 13-مايو-2025 الساعة: 03:59 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-23018.htm