الخميس, 21-يناير-2010
لحج نيوز - للمرة الثانية خلال أسبوع أو اقل يجدد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس دعوته للقاء السيد الرئيس محمود عباس ويطالبه بالموافقة على قبول اللقاء الغير مشروط بمكان محدد وقد عبر عن ذلك في أكثر من وسيلة إعلامية خلال فترة وجيزة ، فما الذي يريده مشعل من لقاء السيد الرئيس في الوقت الذي لا تزال فيه حماس ترفض فكرة التوقيع على ورقة المصالحة المصرية الى جانب رفضها المسبق للعودة الى الشعب لحج نيوز/بقلم: بهاء رحال -

للمرة الثانية خلال أسبوع أو اقل يجدد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس دعوته للقاء السيد الرئيس محمود عباس ويطالبه بالموافقة على قبول اللقاء الغير مشروط بمكان محدد وقد عبر عن ذلك في أكثر من وسيلة إعلامية خلال فترة وجيزة ، فما الذي يريده مشعل من لقاء السيد الرئيس في الوقت الذي لا تزال فيه حماس ترفض فكرة التوقيع على ورقة المصالحة المصرية الى جانب رفضها المسبق للعودة الى الشعب والاحتكام الى صندوق الانتخابات كخيار أساسي لإنهاء الانقسام الفلسطيني .

دعوة قابلها الرئيس محمود عباس وتطلع إليها بايجابية وتقبلها لو أنها ترافقت مع قبول حماس بالتوقيع على الورقة المصرية للمصالحة التي كان متفق عليها من قبل أن تأتي بمجموعة الاستدراكات والتعديلات ، دعوة خرجت وحيدة ولم تتعدى كونها دعوة شكلية وإعلامية يراد لها المزايدة في ظل تعنت حماس وتمسكها بمواقفها ورفضها للورقة المصرية ولكافة الجهود المبذولة لإنهاء حالة الانقسام والخلاف الفلسطيني الذي طال ولم يعد هنالك ما يفسر استمراره إلا انه يأتي في إطار المصالح الحزبية والأجندة الإقليمية التي تسعى لاستخدام الورقة الفلسطينية بما يخدم مصالحها.

دعوة إعلامية غير جدية ولا تحمل في ثناياها أي مضمون حقيقي يؤدي الى تقدم على طريق المصالحة لأنها لم تترافق مع إجراءات عملية من شأنها التطلع بايجابية لهذه الدعوة من قبل السيد الرئيس الذي أكد مِراراً انه يسعى لتحقيق مصالحة حقيقية وليس فقط لقاءا شكلياً لا تبدي فيه حماس حسن النوايا خاصة وهي لا تزال تتمسك بتحفظاتها واستدراكاتها على ورقة المصالحة الأمر الذي يدعوا للتشكيك بهذه الدعوة واعتبارها شكلاً جديداً من أشكال المزايدة السياسية التي تسعى لكسب الرأي العام الذي بات يدرك جيداً الجهة التي تعطل المصالحة وترفض التوقيع عليها.

ربما يتطلع خالد مشعل لان يقدم الرئيس محمود عباس له حبل النجاة خاصة وان هذه الدعوة تأتي بعد أن قام مشعل بجولة عربية شملت عدة دول في المنطقة التقى خلالها العديد من القادة والرؤساء الذين قدموا إليه المشورة والنصيحة ، وأكدوا له إدراكهم لخطورة بعض المواقف التي تتخذها حماس خاصةً على المستوى الإقليمي وانحيازها لجهات طامعة في المنطقة العربية ، ولكن لا يمكن النظر لهذه الدعوة بايجابية طالما بقيت تقتصر على تصريحات إعلامية ودون فعل حقيقي على الأرض يشير الى تطلع حقيقي لإنهاء الانقسام وإغلاق هذا الملف الى الأبد .

السيد الرئيس محمود عباس يدرك منذ البداية مدى الحاجة لإنهاء الانقسام لما له من تأثير سلبي على مستقبل القضية الفلسطينية وقد بذل حرصاً شديدا وجهوداً كبيرة وقدم كل ما يمكن في سبيل الوصول الى مصالحة حقيقية وقد عبر عن ذلك في كل مواقفه الرافضة لكل أشكال الاستيلاء بالقوة ودون وجه حق ، كما وانه يطالب بشكل مستمر أن تذهب حماس الى التوقيع على الورقة المصرية ليرى النور اتفاق المصالحة وللخروج من دائرة المزايدة عبر وسائل الإعلام .

المصالحة الأمل الذي يتطلع إليه كل الفلسطينيين بان يتحقق ، للتخلص من حالة المناكفة الحزبية الحالية والانقسام ، للنهوض من جديد في مواجهة الأخطار التي تهدد القضية الفلسطينية ومستقبلها، وان تكون هنالك رؤيا وطنية شاملة تضمن الاتفاق على استراتيجيات العمل الوطني والخروج من دائرة الحزبية الضيقة لان ما يحاك ضد فلسطين في هذه المرحلة خطير جداً ويحتاج الى وقفة وطنية وقومية وعربية.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 05-مايو-2025 الساعة: 05:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-2288.htm