الجمعة, 14-سبتمبر-2012
لحج نيوز - معين النجري بقلم/معين النجري -
من‮ ‬يقود الناس إلى حقل ألغام وهو‮ ‬يعرف لا‮ ‬يقل إجراما ممن زرع هذه الألغام‮ ‬،‮ ‬ومن‮ ‬يحاول إعادة اليمن إلى مربع ما قبل المبادرة سواء بتصرفاته أو بأقواله أو حتى بالإيعاز لبعض الأطراف لتنفيذ نشاط ما ليس أقل جرما ممن‮ ‬يطلق الرصاصة الأولى التي‮ ‬ستفجر الوضع‮.‬
< صحيح أن أحداث العام الماضي‮ ‬أفرزت واقعا مختلفا وأحدثت تغييرا شبه كلي‮ ‬في‮ ‬معادلة القوى السياسية لكنها لم تنسف الجدول الدوري‮ ‬السياسي‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬،‮ ‬حتى وإن شعرت بعض الأطرافاً‮ ‬السياسية بنوع من وهم التضخم أو العملقة‮ ‬،‮ ‬أو أصبحت أطرافاً أخرى أكثر جدية في‮ ‬ردة الفعل والتعامل مع كل مستجد بمبالغة مكشوفة‮.‬
< ورغم أن كل طرف‮ ‬يدرك تماما حجمه الحقيقي‮ ‬في‮ ‬الساحة الوطنية إلا أن هناك من‮ ‬يصر في‮ ‬وسائل إعلامه على تقديم نفسه كممثل وحيد للشعب مهوناً‮ ‬أو مستخفا ومسفها لخصومه الذين‮ ‬يعتبرهم أقلية أخذوا أكبر من حجمهم‮ ‬،‮ ‬أو أن الظروف هي‮ ‬من خدمتهم بشكل أو بآخر ليمثلوا رقما في‮ ‬الساحة‮.‬
< وإذا ما فتحت حوارا مع أحد أنصار هذا الطرف أو ذاك فستجد صعوبة بالغة بإقناعه بضرورة تقبل الآخر مهما اختلفت معه باعتباره شريكاً‮ ‬أساسياً‮ ‬في‮ ‬هذا الوطن ولا‮ ‬يمكن بأي‮ ‬حال من الأحوال تجاوزه أو اقصائه لأن ذلك لن‮ ‬يخلق اليمن الجديد الذي‮ ‬يحلم به أبناء هذا الوطن‮.‬
لقد خلفت الأحداث الأخيرة لغة مقيتة ومصطلحات وصفات‮ ‬يتبادلها الخصوم بشكل مزعج ويستحيل أن تساعد على الخروج من الفترة الانتقالية كما نتمنى إلا تحت ضغط الدول الراعية للمبادرة وجهود المخلصين‮ - ‬وهم قلة‮ - ‬من أبناء الوطن‮.‬
< على كل حال‮ ‬يلعب الوقت دورا خطيرا في‮ ‬رسم صورة الفائز الحقيقي‮ ‬بثقة اليمنيين والخاسر الفعلي‮ ‬لذات الثقة‮.‬
إذ تعيش اليمن اليوم أجواء الشوط الثاني‮ ‬من المبادرة النهائية للفوزبكأس العالم لكرة القدم‮ ‬،‮ ‬حيث‮ ‬يمر الوقت ثقيلا على المتقدم بالأهداف وسريعا جدا على الخاسر‮.‬
وهو كذلك بالنسبة لأبطال الدوري‮ ‬السياسي‮ ‬اليمني‮ ‬فالحزب أو التكتل أو الجماعة التي‮ ‬تثق بقدراتها وبجماهيرها وببرنامجها تنتظر الانتخابات القادمة بفارغ‮ ‬الصبر وتتمنى لعجلة الحياة أن تمر بسلام حتى‮ ‬يوم إعلان نتائج الانتخابات القادمة سواء الرئاسية أو النيابية‮ ‬،‮ ‬بينما تجاهد بعض القوى التي‮ ‬تدرك أنها أضعف وأصغر مما تحاول إظهاره في‮ ‬وسائل إعلامها والشارع اليمني‮ ‬بشكل عام عرقلة الحياة وصناعة العقبات والحواجز التي‮ ‬تبطئ من وصولنا إلى صناديق الاقتراع وتحاول الوصول إلى مبتغاها بطرق أخرى بعيدة جدا عن صندوق الانتخابات لأن الانتخابات ستفضحها أمام جماهيرها وأمام خصومها وأمام العالم‮.‬
< التصعيدات والفوضى التي‮ ‬يحاول البعض صنعها لن تخدم إلا الضعفاء أما الأقوياء فلا‮ ‬يخشون أبدا من تطبيع الحياة والاحتكام لصندوق الاقتراع‮ ‬،‮ ‬لأنهم إن فازوا في‮ ‬الانتخابات فسيفوزون بجدارة وإن خسروا سيكونوا معارضة قوية تخدم الحياة السياسية ولا تضر بها‮.‬
< لقد خلق الواقع الجديد مساحة متساوية للتنافس على السلطة ونتمنى ألا نسمع تلك الأعذار التي‮ ‬اعتدنا سماعها عقب كل انتخابات لأنها هذه المرة لن تكون مقبولة البتة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 07-مايو-2025 الساعة: 01:38 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-22501.htm