لحج نيوز/كتب:مداح القداح -
عشت حالة من الاستفزاز وانا اشاهد حوارًا عرضته قناة "المشرق" مع منير حداد احد القضاة المشرفين على محاكمة صدام حسين ... فحداد كان يصف الايام والساعات الاخيرة قبل الاعدام وركز على دور المالكي في الامر.
بدا الاستفزاز عندما اشار حداد الى ان المالكي استدعاه الى المكتب وسأله "شنو الفلم" مستخدمًا هذه المفردة تمامًا لسؤاله عن سبب تأخر تنفيذ حكم الاعدام بصدام حسين ..
وكرر حداد مفردة "شنو الفلم" على لسان المالكي اكثر من مرة (هل يمكن اعتبار استخدام هذه المفرة لغة رجل دولة؟!) ... عندها قال له حداد ان امر سيتم قريبًا ... حيث بدى المالكي من السعداء بتنفيذ الاعدام ليس من اجل الانتهاء من هذا الملف وانما من اجل نصر سياسي كما يقول حداد فحكومة المالكي كانت في وضع ضعيف للغاية وبحاجة الى نصر من هذا النوع.
والغريب ان المالكي استقدم مصورين من اجل تصويره وهو يوقع على قرار الاعدام وقد استخدام هذه الصور للترويج لقائمة الانتخابية في انتخابات مجالس المحافظات.
كما يروي حداد الذي بدا مرعوبًا ويحاول قدر الامكان ان يكون متزناً امام الكاميرا يروي ويقول ذهبنا في ليلة الاعدام لتقديم التهاني بمناسبة زفاف "احمد" نجل المالكي .. هذا الامر اضاف استفزازًا اضافياً ... كيف يتم زفافاً واعدامًا في نفس الوقت؟ ... ذكرني الامر بهند في فلم «الرسالة» فهي كانت في حفلة رقص وتحضر لقتل حمزة.
لكن هند ليست مسلمة اما المالكي فيقول انه مسلم اذاً كيف لمسلم ان يحضر الامر بهذه الطريقة زفاف ولده اعدام عدوه في ليلة عيد المسلمين ... هل يستطيع المالكي ان يؤكد انه لم يحدث اي احتقان طائفي بسبب طريقة وتوقيت الاعدام؟ وهل يستطيع المالكي ان يؤكد انه لم تراق دماء سنية وشيعية بسبب الاحتقان الذي حدث بعد الاعدام؟ المالكي يعي تمامًا ما يفعل والرجل ليس بمغفل فهو من رسم سيناريو الاعدام.
كيف لنا ان نفسر وجود 14 شخصًا في ساعة الاعدام جميعهم من حزب الدعوة عدا اثنين فقط هم من القضاة؟ ثم ما سبب وجود سامي العسكري مثلاً في مكان تنفيذ الاعدام وعبد الكريم العنزي ومستشار المالكي السياسي ومدير مكتب المالكي والجميع لا يحملون اية صفة قانونية للتواجد ... حداد الوقح يقول "ضيوف" وكأن المالكي اكمل حفلة زفاف باعدام صدام.
من خلال تعاطي المالكي مع ملف الاعدام ارى بانه لا يحمل ادنى مواصفات رجل دولة ... بل ذكرني برجال العصابات الاوغاد ... لذلك سوف لن انتخب المالكي.
[email protected]