الأحد, 29-أبريل-2012
لحج نيوز - هشام محمد الحكمي المكلوم‮/ ‬هشام محمد الحكمي -
<‬،،‮ ‬لعمري‮ ‬ما تأثرت وتألمت بهذا الشكل،‮ ‬حتى أني‮ ‬لم أصدق أن الأستاذ‮/ ‬محمد عبدالإله العصار قد انتقل إلى جوار ربه‮.. ‬استغفر الله ما أضعف إيماني‮ ‬وقلة حيلتي‮ ‬فقد حاولت جاهداً‮ ‬أن أقنع نفسي‮ ‬بأنه لم‮ ‬يمت وكنت انتظر أن‮ ‬يرن تلفوني‮ ‬ليسألني‮ ‬عن أحوال العمل في‮ ‬المجلة‮..‬
حين كنت أجلس مع الأستاذ‮/ ‬محمد‮ »‬رحمه الله‮« ‬وأخبره أن أحد الزملاء قد فارق الحياة كانت عبارته الدائمة التي‮ ‬يكررها‮: »‬من مات اليوم ارتاح من ذنب‮ ‬غد‮«..‬
وعندما ذهبت لزيارته في‮ ‬المستشفى كان لتوه قد أفاق من‮ ‬غيبوبة التخدير‮ »‬البنج‮« ‬وبالكاد استطاع تحريك عينيه وبعد برهة قصيرة نظر إليَّ‮ ‬أقف مع بعض الزملاء وما هي‮ ‬إلا لحظات حتى أخرج‮ ‬يده من تحت الغطاء وأشار بها نحوي‮ ‬طالباً‮ ‬مني‮ ‬الاقتراب منه،‮ ‬وبالفعل اقتربت منه وأمسكت‮ ‬يده وقبلت جبينه وتمتم في‮ ‬أذني‮ ‬همسات لم أفهمها وحاولت التركيز في‮ ‬حركات شفتيه ولكن دون جدوى ولم أعرف ما الذي‮ ‬كان‮ ‬يريد أن‮ ‬يخبرني‮ ‬به‮.‬
وبعدها بساعات جاءني‮ ‬خبر وفاته الذي‮ ‬نزل عليّ‮ ‬كالصاعقة فلم استطع كتمان دموعي‮ ‬وندمت أيّما ندم لأني‮ ‬لم أفهم ما الذي‮ ‬كان‮ ‬يريد أن‮ ‬يخبرني‮ ‬به قبل وفاته،‮ ‬تمنيت لو استطيع الدخول إلى قلبه لأعرف ما‮ ‬يدور بداخله‮.‬
لقد كان في‮ ‬تلك اللحظة مثل كتاب مغلق لم استطع أن أفتحه وأقرأ ما به،‮ ‬فوجهه كان شاحباً‮ ‬وعيناه كانتا تحلقان في‮ ‬وجهي‮ ‬ونظراته تملأ أرجاء المكان‮.. ‬وجسده كان مترهلاً‮ ‬فقد أضناه وأنهكه التعب،‮ ‬ومع كل ذلك لم استطع أن أفهم نداءه الأخير رغم أن معظم سنين عمري‮ ‬أمضيتها بقربه أتعلم منه حتى اعتقدت بأني‮ ‬سأعرف ما‮ ‬يريد من نظرات عينيه،‮ ‬ولكن في‮ ‬الأخير اتضح لي‮ ‬بأني‮ ‬كنت أقف أمام جبل شامخ سامق وما أنا بجواره إلا مجرد حفنة من الحجار المتساقطة من أعاليه‮.. ‬رحمك الله معلمي‮ ‬وسندي‮ ‬الغالي‮..‬
ومعذرة استاذي‮ ‬العزيز‮.. ‬فلم أفهم نداءك الأخير‮.. ‬يارب سامحني‮!
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 05-مايو-2025 الساعة: 05:09 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-20631.htm