الأربعاء, 09-نوفمبر-2011
لحج نيوز - طارق  الحروي لحج نيوز/قراءة نحليلية:د.طارق الحروي -
" قراءة تاريخية وتحليلية في ملف أسرار وخفايا الانقلاب الأسود 15/10/ 1978م"

في لقاء خاص مع الدكتور طارق عبد الله ثابت الحروي الخبير في شئون وتاريخ الحركات السياسية والباحث في العلاقات الدولية والشئون الاستراتيجية والكاتب والمحلل السياسي يضع أمامنا، خارطة طريق
جديدة تكشف عن الجزء الأكبر والمهم من حقيقة تفاصيل المؤامرة الأكثر خطورة على حاضر ومستقبل اليمن دولة وشعبا التي قادتها القوى التقليدية المحافظة واليسارية المتطرفة بالشراكة والتعاون والتنسيق مع الحركة الناصرية بامتياز منقطع النظير.
" الحلقة الأولى "
-مما تجدر الإشارة إليه أن بداية فكرة القيام بهذا التقرير الاستطلاعي كانت جلسات نقاشية متفرقة جمعتني مع العديد من الأخوة اليمنيين المنتمين للحركة الناصرية وهم يحولون تبرير كل ما تقوم به قياداتهم وعناصرهم من انحرافات خطيرة نالت من المعاني العظيمة للفكر والمشروع القومي الناصري شكلا ومضمونا وشوهت الجزء الأكبر والمهم من المعالم الرئيسة للصورة الجميلة التي رسمت في ذهني منذ عقدين من الزمن عنها، من خلال والدي الذي غرس في أعماقي وأخوتي جزء مهم من هذه المعاني التي كنا نحاول في جلسات تجمعنا به العودة للوراء إلى عهد الرئيس إبراهيم ألحمدي تحديدا، الرجل الذي عاشت أمته بين خلجات قلبه وحرارة أنفاسه ليل نهار، فكانت أفعاله وأقواله وأحلامه بحجم أمة أو أمة بحجم رجل، ليس للتباكي عليها والمزايدة عليه كما اعتاد الكثيرين في وقتنا الحالي على ذلك، وإنما كي نأخذ منها بعض الدروس والعبر التي تفيدنا في تحديد مواضع أقدامنا ومقادير أقوالنا وأفعالنا ونحن نسير بخطى واثقة نحو مستقبلنا المنشود وأقدارنا التي كتبها الله تعالى نعم المدبر الحكيم الفعال لما يريد وهو أحكم الحاكمين.
-ووصل بنا هذا الأمر إلى حد الذروة عندما انخرطت معظم التنظيمات الناصرية في صفوف مكونات التيار الانفصالي الستة منذ مطلع العقد الماضي، كي تصبح معولا رئيسيا من معاول الهدم المنظم لاستقرار الوطن وأمن المجتمع، من خلال إحياء الماضي بملفاته الشائكة بدلا من الالتفات للحاضر والتركيز على المستقبل، بحثا منها عما يبرر حججها حول تغليب لغة الكراهية والأحقاد والضغائن بين أبناء الوطن الواحد؛ من خلال السعي الحثيث وراء محاولة إلقاء الضوء الكثيف عن واحدة من أهم الحلقات الرئيسة في تاريخنا المعاصر والحديث وضوحا وغموضا وضبابية في آن واحد ولحد الآن، باعتبارها المادة الأكثر دسامة لتغطية حملاتها الدعائية غير المشروعة الُمكلفة بها؛ كجزء من إستراتيجية التيار الانفصالي المعدة لمثل هذا الغرض سلفا؛ من خلال الكشف عما تدعي امتلاكه من أسرار وخفايا تتعلق ابتداء بتاريخ عهد الرئيس الراحل إبراهيم ألحمدي ومقتله ورفاقه الذي حملناهم أحياء وأموات أوزارا تفوق احتمالهم، ومرورا بعهد خليفته الراحل الرئيس أحمد الغشمي ورفاقه، وانتهاء بفتح تلك الملفات الشائكة الخاصة بإرهاصات الانقلاب الأسود الذي قادته قيادات وعناصر بارزة في الحركة الناصرية تحت مسمى حركة 15 أكتوبر 1978م ضد نظام كانت تهيمن فيه على الجزء الأكبر والمهم من مصادر القوة والثروة، ولم يكن الرئيس الصالح الذي لم يمضي عليه منذ أن تولى مقاليد السلطة سوى تسعون يوما فقط، إلا أحد أركانه وعناصره- استنادا- لعدم وجود أية مظاهر يعتد بها للتصفيات الجسدية أو لعمليات الإحلال الجماعية المنظمة والواسعة البديلة لها منذ مقتل الرئيسين الراحلين إبراهيم ألحمدي وأحمد الغشمي في ضوء قصر الفترة الزمنية التي لم تتجاوز الـ9 أشهر تقريبا التي لم تكن كافية بالمطلق للشروع في هذا الأمر.
-بصورة لفتت انتباهي ودعتني في أيام مضت جمعتني بأحد أخوتي هو الدكتور طارق عبد الله ثابت الحروي صاحب الاختصاص في شئون وتاريخ الحركات السياسية والباحث في العلاقات الدولية إلى محاولة الغوص العميق في هذه الجزئية- وفقا- لمنهاجيه علمية علمني إياها فأصبحت جزء لا يتجزأ من الآلية التي بموجبها نتناول كل ما يدور حولنا من تطورات سياسية وأثبتت نجاحا منقطع النظير في إعطانا رؤية أكثر عمقا في إعادة قراءتها ومن ثم صياغتها وبلورتها كاشفة أمامنا الكثير من الأبعاد الإستراتيجية التي قلما يلقى الضوء عليها من الأخريين، سيما أننا نعد جزء من عائلة- لا بأس بها- تنتمي إلى الفكر أو الحركة الناصرية يأتي على رأسهم الأستاذ عبده محمد الجندي نائب وزير الإعلام الحالي (عمنا) الذي أنتمي وتتلمذ على يد والدي، هذا إن لم نقل إنه من ينسب له الفضل كله بعد الله تعالى في وضع الأستاذ عبده الجندي على أول هذا الطريق.
-ومن هذا المنطلق كان الاتفاق فيما بيننا على إعادة تناول هذا التحقيق الاستطلاعي من خلال هذا الحوار الهادي البناء، الذي سيفتح أمامنا الباب واسعا لإعادة التفكير بجدية وعقلانية عن حقيقة ما جرى في واحدة من أهم المحطات الرئيسة في تاريخ أمتنا، لمن أراد أن يري بعض أهم الحقائق الرئيسة الساطعة فيما جرى في الفترة الزمنية المحصورة بين عامي(1974- 1979م) من منظور أخر يغلب عليه الطابع الاستراتيجي لم يتسنى له الإطلاع والنظر من خلاله.
- في محاولة منا وضع حدا فاصلا لتجاوز تلك الفجوة الشاسعة الحاصلة بين حقيقة ما دار وبين طبيعة وحجم المغالطات والتدليس المبنية على سياسة التجهيل وتغير الحقائق والوقائع الجارية على قدم وساق منذ فترة ليست بالقصيرة؛ جراء سعي هذه الجهة أو تلك وراء تفويض نفسها تفويضا كاملا بالنيابة عن مختلف أبناء الأمة ممن عاشوا وشهدوا أدق تفاصيلها لمهمة إعادة قراءة وتفسير ما جرى، ومعطية لنفسها الحق كاملا في تناول هذا الملف، لا بل وحصره عليها باعتباره إرث خاص بها وليس جزء من تاريخ أمة بكاملها وملكا لها، أصبح الآن من حقها معرفة حقيقة ما جرى، كي يتسنى لنا تجاوز هذا البون الشاسع من اللا منطق والقصور في الروي والسطحية في التحليلات والطرح والاحتكار في المعلومة، احتراما منا لأنفسنا وامتنا العظيمة وإجلالا لشهدائها الأبرار ولرجالها الميامين الأحياء والأموات من صدقوا ما عاهدوا الله عليه وإنصافا للحق والحقيقة، بدلا من أن تبقى مواقفنا آنية يغلب عليها رد الفعل أكثر منه الفعل نفسه.

حاوره: الدكتور عيسى عبد الله ثابت الحروي
طبيب أسنان و ناشط سياسي

-ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد أن هذا اللقاء تم الإعداد والتحضير له ومن ثم انجازه على مدار ثلاثة أشهر مضت، كجزء من سلسلة شبه متكاملة من المقالات والدراسات التي تصب في المساهمة في الجهد الوطني الرامي إلى الكشف عن جزء مهم من الحقائق الغائبة في المشهد اليمني، وهذا الجهد الذي أضعه بين أياديكم يقع في 43 صفحة A4 وبحدود 17.684 كلمة، أما عدد الأسئلة فقد تجاوزت الـ23 سؤالا، صنف إلى ثلاثة حلقات أساسية استوعبت جزء مهم من المعطيات الظرفية للبيئتين الداخلية والخارجية للرؤساء الثلاثة التي تناوبوا على إدارة شئون البلاد في الفترة الواقعة بين عامي (1974- 1978م)، ابتداء بالرئيس الراحل إبراهيم ألحمدي ومرورا بالرئيس الراحل أحمد الغشمي وانتهاء بالرئيس الحالي علي عبد الله صالح، مع ضرورة الأخذ بنظر الاعتبار أنني سأقوم بنشر عدة تساؤلات من هذا التحقيق للأهمية.
والله من وراء القصد
د.طارق عبد الله ثابت الحروي
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 06-مايو-2025 الساعة: 01:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-18052.htm