الإثنين, 04-أبريل-2011
لحج نيوز - معروف عبد الحميد لحج نيوز/بقلم:معروف عبد الحميد -
قد أكون واحدا من الكثيرين الذين لم نكن نتوقع مجيء اليوم الذي‮ ‬تلتقي‮ ‬فيه المتناقضات أو تتقارب فيه النظريات والثقافات والأيدلوجيات المختلفة التوجه والاتجاه ولم‮ ‬يكن‮ ‬يخطر ببالنا أن الأعداء الأيدلوجيين الذين كانت تعد مسألة اعتراف أي‮ ‬منهم بفكر الآخر تطرفاً‮ ‬وكفراً،‮ ‬سيتجاوزون كل مستحيلات الأمس وتضيق هوة الخلاف والاختلاف فيما بينهم لدرجة اندماج السياسات والأيدلوجيات‮!!.‬ لم‮ ‬يكن لأي‮ ‬إنسان أن‮ ‬يتصور حدوث ذلك أو‮ ‬يتخيل بأن من حرموا قراءة نظريات ميكافلي‮ ‬وأفتوا بأن كل من‮ ‬يؤمن بها أو‮ ‬يروج لها كافر ومرتد وزنديق سيصبحون ميكافليين اكثر من ميكافلي نفسه أو ان مفاهيمهم لبلوغ‮ ‬الغاية ستجيز لهم استخدام وسائل تتنافى مع كل القيم والمبادئ والأخلاقيات الدينية والإنسانية وأن تناقضاتهم وفشلهم السياسي‮ ‬ومؤامراتهم‮ ‬ستصل بهم حد استغلال الأطفال وامتهان قدسية البراءة بأساليب ووسائل مشينة تتنافى مع القيم والمبادئ وتنسف كل القوانين والمواثيق الدولية‮..‬ اعترف بأني‮ ‬لم أكن سأصدق أو أتخيل أن من مثل هذه التصرفات حدثت أو ستحدث قبل أن أرى كيف‮ ‬يتم استغلال الأطفال في‮ ‬ساحات الاعتصام وتسخيرهم لخدمة الأهداف والغايات التي‮ ‬لا‮ ‬يجوز للآباء مهما كانت ومهما عظمت مصادرة حقوق أطفالهم ونسف كل الروابط والمشاعر التي‮ ‬تربطهم بأبنائهم أو‮ ‬يصل بهم جنونهم السياسي‮ ‬لدرجة تحويل أبنائهم واستخدامهم كأسلحة ومتاريس ودعاية إعلامية رخيصة لكسب التعاطف وإنجاح مشاريع التعبئة الخاطئة التي‮ ‬يسعون لغرسها في‮ ‬العقول‮..‬ لم أتصور في‮ ‬يوم من الأيام أن‮ ‬يصل مستوى الانحطاط السياسي‮ ‬والأخلاقي‮ ‬والفكري‮ ‬لدرجة المتاجرة بالأطفال الأبرياء والتضحية بهم لإثبات وتجسيد الولاء الحزبي‮ ‬وإرضاء قيادات ورموز الفتنة‮..‬ لم أكن أتصور أن هؤلاء التبريريون الضالون‮ ‬يجهلون حقوق أبناءهم عليهم لدرجة مخالفة الدين الإسلامي‮ ‬الحنيف‮ ‬وسنة المبعوث رحمة للعالمين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم الذي‮ ‬لم‮ ‬يسمح بمشاركة الأطفال في‮ ‬المعارك والغزوات حتى وإن كانوا يستطيعون حمل السلاح‮..‬ لا أعتقد أن هؤلاء‮ ‬يقتدون بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة والمتمم لمكارم الأخلاق‮.. ‬لأنهم لو كانوا كذلك لما تسابقوا على إلباس أطفالهم الأكفان التي‮ ‬نفضل الموت على أن نراها على أطفالنا ونتمنى أن لا نراها على أطفال هؤلاء الساديين المجردين من الأخلاق والمشاعر الإنسانية الذين‮ ‬يتفاخرون بتصوير أطفالهم وعرضهم على شاشات قنوات الفتنة وقد ألبسوهم الأكفان وحولوهم إلى مشاريع استشهادية‮..‬ ما أقبح هؤلاء وما أقبح أفعالهم وما أقبح ما‮ ‬يؤمنون به وما أقبح ما‮ ‬يسعون إليه وما أقبح أهدافهم ووسائلهم وغاياتهم وما أقبح أن لا‮ ‬يمتلك هؤلاء أي‮ ‬نوع من مشاعر الأبوة ولا‮ ‬يدركون أنهم‮ ‬يزرعون في‮ ‬عقول أبنائهم عقداً‮ ‬نفسية ستظل ترافقهم مدى الحياة‮..‬ أتمنى أن‮ ‬يدرك هؤلاء مدى خطورة وبشاعة ما‮ ‬يفعلون بأبنائهم وأتمنى أن‮ ‬يعودوا إلى رشدهم وأن‮ ‬يدركوا أن كل ما‮ ‬يسعون إليه و كل الذين‮ ‬يدفعونهم لمثل هذه الأفعال وأن كرسي‮ ‬السلطة لا‮ ‬يساوي‮ ‬عندي‮ ‬وعند الآباء الحقيقيين لحظة سعادة أعيشها مع ابني‮ ‬وأهون من أن تقارن بضحكته البريئة التي‮ ‬اعتدت على سماعها ورؤيتها ترتسم على وجهه كل‮ ‬يوم وكل لحظة‮..<‬
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 05-مايو-2025 الساعة: 03:25 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-13544.htm