لحج نيوز/بقلم:أحمد الشريفي -
بدأ الكثير من السياسيين والقنوات الفضائية ترويج كلمة ((بلطجة)) كمصطلح يضاف إلى القاموس السياسي المدجج هذه الأيام بالكلمات العامية والعربية المدفونة وغير المستعملة منذ زمن بعيد والقفز بها إلى مقدمة الكلمات المستخدمة من قبل العاملين في السياسة والإعلام.
وإذ ندين الأعمال التي تسمى أو تعرف أو تكون ضمن إطار ما يسمى بالبلطجة نستنكر أن يستخدم هذا المفهوم للإساءة للآخرين وبشكل بلطجي؟ ما يستدعي التفريق بين البلطجة كمصطلح وعمل وبين البلطجة بالمفهوم البلطجي، فإذا كانت البلطجة أعمال مسيئة وعدوانية يقوم بها أشخاص لغرض البلطجية، فإن البلطجة بالمفهوم البلطجي أن يقوم أشخاص بأعمال بلطجة وينسبوها للآخرين مستنكرين الفعل بل ويصفونه بالبلطجة وعكس القول أن الإساءة بطريقة مستنكرة هي أصل البلطجة كما أن استخدام العدوانية واستغلال واقع لتنفيذ أجندة تؤتي ثمارها المالية لأشخاص بعينهم وتدمر البلد هي البلطجة بذاتها، ويمكن أن أسرد بعض الأمثلة التي تدلل على البلطجة الحقيقية ومعناها بشكل دقيق فمثلاً:
أن تفشل الحكومة في الرقي بهذا المجتمع وتهدر الأموال العامة لصالح فاسدين فهي بلطجة في أكمل صورها.
أن تستغل بعض الأحزاب إنفلونزا المظاهرات وتحرض ضد البلد ونظامه الوطني وترفض دعوات الحوار أو رفع شعارات خاصة بمعيشة الشعب، فهو تصرف بلطجي بل ويمثل البلطجة في أبلغ معانيها.
أن يقوم بعض المندسين ويشعل الفوضى عبر استهداف معتصمين ويتهم الحزب الحاكم- أو العكس- فهذه البلطجة بالمفهوم البلطجي.
أن نطالب النظام بالرحيل وهو شرعي متناسين بأنه يمثل الشرعية الدستورية فهذه هي البلطجة، أن ننسى بأن إرادة الشعب قد اختارت الرئيس وتقوم جماعة بعينها لترفض تلك الإرادة دون وضع أي اعتبار لشعور 76% صوتوا للرئيس فهذه هي البلطجة التي تقود إلى حروب داخلية.
أن لا نتعظ بما يحدث في ليبيا من مجازر وأن نقلد الآخرين فهذه هي البلطجية بذاتها.
أن تقوم قناة الجزيرة بتصوير الوضع في اليمن بشكل مهول وتتعمد إخفاء إرادة الشعب والترويج لجماعة معينة فهذه هي البلطجة بالمعنى الإعلامي.
أن لا تسارع هيئة مكافحة الفساد بتقديم الفاسدين للعدالة التي بدورها يجب أن لا تتباطئ في حساب المفسدين فهو نوع من انواع البلطجة.
أن لا يحتكم اليمنيون لصوت العقل وأقوال العلماء فإن ذلك نوع من أنواع البلطجة والاحتيال على حكمة اليمانيين التي شهد بها وأكدها خاتم الأنبياء والمرسلين.