لحج نيوز/بقلم:الروهجان حسين -
من خلال متابعاتي للأحداث والصراعات السياسية التي يمر بها اليمن على مدى عدة عقود من الزمن دون أي استقرار سياسي واقتصادي وثقافي وإجتماعي .
ومن دون أي إدراك أو تفكير أو مراجعة للذات من قبل البعض من القلة القليلة وبما يجري ويحدث في اليمن ، أو إنني وجدت أحداً من أبناء اليمن بجميع مستوياتهم العلمية والثقافية بالرغم من وجود شخصيات كبيرة تحمل أعلى الشهادات العلمية وعلى كافة المستويات ... الخ . ومن خلال هذا المنطلق متساءلاً وقائلاً لنفسي ما هو السبب الذي أدى ولازال يؤدي باستمرار الصراعات السياسية على كافة المستويات في اليمن ويؤسفني كثيراً إنني عندما أتداول الحديث مع من أعرفهم وعلى مستوى المقايل وغيرها من المجالس وعندما نتحاور ونتناقش أجد هناك تعصبات جاهلية من قبل بعض لبعض وكلاً على حسب فكره وعقليته بالرغم إنني أجده متعلماً وعند النقاش حول الأوضاع في اليمن السياسية والاقتصادية والاجتماعية وليس لهذه المجالس فترة قصيرة معي وإنما لفترة ليست بقصيرة قد ربما أقول إنها من قبل توحيد اليمن أرضاً وإنساناَ .. ومن خلال ذلك وأنا أعيش في صراع مع نفسي ومع الآخرين ولم أجد أحداً قد بحث عن الأسباب التي أدت إلى ذلك ، وتشخيص الحالة المأساوية بسبب ذلك الفيروس الخبيث والذي لا يزال محاولاً أن يفتك باليمن أرضاً وإنساناً ، وقد وجدت أن الجميع قد عجزوا عن تشخيص حالة هذا الفيروس ، والكل هنا يمارسون مهنة واحدة وهي كيفية الوصول إلى ما تبتغيه الأنفس والأهواء دون أي مراعاة للأخلاق الدينية والطوعية لله سبحانه وتعالى في ممارسة هذا الشيء وكيف ما كانت تلك الأشياء التي يحاولون الوصول إليها ، من أجل تحقيق طموحات وأمنيات شخصية ولو بتجاوزات تؤدي إلى تحقيق ذلك تكون مرغمة ومجبرة للطرف الأخر تجعله يلبي ذلك ، ومع هذا فالأيام تمر والأحداث تتزايد والاقتصاد الوطني ينهار يوماً بعد يوم ولم أجدا أحداً قد أردك أو عرف السبب الذي أوجد هذا الفيروس الخبيث دون أن يتم استئصاله وقد يكون هذا تجاهلاً متعمداً لبقاء هذا الفيروس من أجل مصالح شخصية حتى دخلت البلاد والعباد في حروب عدة في محافظة صعده ، ولم حتى أتذكر ذات يوماً أن أحداً نصح عن كيفية استئصال هذا الفيروس سواءً كان من قريب أو من بعيد ، ومن خلال ممارستي لحياتي اليومية ومتابعاتي لتلك الأحداث وما أدت إليه من تدهور للأوضاع الأمنية وغيرها من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية قررت أن أبحث عن العلاج من أجل الوطن اليمني الحبيب واستئصال هذا الفيروس الخبيث ، الذي يحاول الفتك باليمن أرضاً وإنساناً وكيف بداء ومن أين بداء ومتى بداء وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى وصلت إلى ما وصلت إليه وكيف كانت البداية لتفشي هذا الفيروس وأشرحها لكم كما يلي :-
كان اليمن قبل عشرون عاماً أي قبل اليوم التاريخي الثاني والعشرين من شهر مايو لسنة 1990م ، مقسوماً إلى شطرين شطراًَ جنوبياً وشطراً شمالياً ، وكانت تحكم الشطرين نظامين مختلفين وفي كل شيء وعلى كافة المستويات ....الخ .
وأول ما بداء يتفشى هذا الفيروس في الشطر الجنوبي من الوطن عندما وخاصةً بعد رحيل الاستعمار البريطاني من جنوب الوطن بدأت السياسات الغوغائية ما بعد ذلك وعند الإمساك بأول زمام للسلطة من قبل الرئيس قحطان الشعبي وبعض القيادات وحديث ما حدث من انقلابات وصراعات سياسية ، ثم جاء بعده سالم ربيع علي وحصل ما حصل مثل ما حصل مع من قبله وجاء النظام الماركسي الشيوعي عن طريق الحزب الاشتراكي الذي أسسه عبد الفتاح إسماعيل في جنوب الوطن وكلاً منا يعرف ما حصل من أحداث دامية حصدت أرواح الكثير من الأبرياء من أبناء الوطن وكان أخرها أحداث 13 من شهر يناير لسنة 1986 م .
حتى أن تلك الصراعات قد تم نقلها إلى بعض المناطق الشمالية مثل المناطق الوسطى وغيرها من المناطق مثل مديرية حريب وإلى محافظة مأرب ... الخ .
وفي أخر المطاف لهذا الحديث فعلاج القضاء على هذا الفيروس هو طاعة ولي الأمر حتى ولو كان حكمه جائراً ومن الواجب علينا أن نتوجه إلى الله عز وجل في إصلاحه ونسأل من الله العلي العظيم أن يرزقه البطانة الصالحة وأن يجنبه بطانة الفاسدين والمفسدين ..
يا أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا إن الله شرع لعباده على لسان افضل خلقه شريعة كاملة كاملة في نظامها وتنظيمها كاملة في العبادات والحقوق والمعاملات كاملة في السياسة والتدبير والولايات جعل الله تعالى الولاية فيها فرض كفاية سواء كانت في الشريعة كالقضاء بين الناس فيما يقتضيه الشرع أما في التنفيذ كالإمارة فقال الله تعالي :- (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ((
فاولي الأمر صنفان من الناس أحدهما العلماء والثاني الأمراء فلا بد للامة من علماء يقودونها إلى شريعة الله بياناً وإيضاحاً تعليماً تربية ولابد للامة من أمراء يطاعون في غير معصية الله وإذا لم يكن للامة علماء ولم يكن للامة أمراء صارت في جهل عميق وفوضي شديدة وفسدت الأمة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم : ( لا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة الا أمروا عليهم أحدهم ) وقال صلى الله عليه وعلى اله وسلم: ( إذا خرج ثلاثة في سفر فليأمروا أحدهم ) فأوجب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم التأمير في السفر مع انه اجتماع عارض غير مستقر فكيف بالاجتماع الدائم المستمر المستقر إذاً لابد، لابد للامة من ولي أمر يبين لها الحق وذلك هم العلماء ولابد للامة من ولي أمر يلزمها بتنفيذ شريعة الله ويسوسها بما تقتضيه المصلحة ولهذا جاءت هذه الشريعة الكاملة جاءت هذه الشريعة الكاملة التي أوجبت الولاية لقيام الناس بالعدل جاءت بواجبات على الولاة وعلى الرعية وألزمت كل واحد منهما للقيام بهذه الواجبات حتى يستتب الآمن وحتى يحل النظام والتآزر بين الحاكمين والمحكومين أما حقوق الولاة على رعيتهم فهي النصح والإرشاد بالحكمة والموعظة الحسنة وذلك إن الولاة لا يمكن أن يحيطوا بكل شئ علماً ولا يمكن ان يحيطوا بكل شئ قدرة فلا بد لهم من معينين يعينونهم على طاعة الله ينصحونهم ويوجهونهم ولكن بسلوك اقرب الطرق إلى توجيههم وارشادهم ولا يحل لاحد أن يتخذ من خطأ ولاة الأمور إذا اخطئوا وهم اعني ولاة الأمور معرضون للخطأ كغيرهم كل بني ادم خطأ وخير الخطاءون التوابون ولكن لا يجوز لاحد أن يتخذ من هذا الخطأ سلم للقدح فيهم ونشر عيوبهم بين الناس فان هذا يوجب التنفير عنهم وكراهتهم وكراهة ما يقومون به من أعمال ونظام وإن كانت حقا ويوجب بالتالي التمرد عليهم وعدم السمع والطاعة وربما يوجب الخروج عليهم كما جري في صدر هذه الأمة و لاشك لاشك إن في هذا تفكيك للمجتمع وأحداث للفوضي والفساد ، ولهذا جعل الله تعالى طاعة ولاة الأمور في غير معصية الله جعلها عبادة يتعبد بها الإنسان لله عز وجل لان الله تعالى أمر بها وكل شئ أمر الله به فانه عبادة سواء كان ذلك فيما يتعلق بمعاملة العبد مع خالقه أو بمعاملة العبد مع مخلوق أخر ومن حقوق الولاة على رعيتهم من حقوق الولاة أن أن يسمعوا ويطيعوا بامتثال ما أمروا به وترك ما نهوا عنه ما لم يكن في ذلك مخالفة شريعة الله ..
والواجب علينا جميعاً الأخذ بالعبرة في مامضى من أحداث وتناحرات وإنقلابات دامية حدثت في جنوب الوطن ماقبل الوحدة المباركة والزمن يشهد على ذلك . ومن خلال تلك التناحرات والإنقلابات راح ضحيتها ألاف من أبناء المحافظات الجنوبية حتى على مستوى علماء الدين والفقهاء لم يسلموا من هذا الفيروس اللعين والخبيث والذي يحاول تشتيت اليمن وتقسيمه .
فهل سنعي ذلك ونعمل على توحيد صفوفنا وأن نلتف حول قيادتنا موحدين في كل شئ فكرياً وسياسياً وإجتماعياً وعلمياً وأن نجعل مصلحة الوطن فوق كل مصلحة شخصية .. ؟
وأنا لم أتي بهذا الكلام وأنا لي غرض فيه أو أبحث عن شي تهواه نفسي وإنما أتيت بمثل هذا لبراءة الذمة وإحتساب الأجر عند الله سبحانه وتعالى ، وهو مولانا ونعم النصير والله من وراء القصــد .