الأحد, 13-سبتمبر-2009
لحج نيوز - ليست كل إيطالية ترتدي القليل من الملابس وشقراء. ورغم أن مشاهدة عروض التلفزيون الإيطالي ربما تعطيك هذا الانطباع، فمعظم النساء في جميع أنحاء إيطاليا مللن هذا السيل الدافق والمستمر من النساء شبه العاريات على شاشات التلفزيون وعلى اللوحات الإعلانية. ويقلن إن ذلك يزيد من نزعة ’الفحولة‘ البيرلسكونية ويجر بلادهن لحج نيوز/ روما : فانيسا موك -

ليست كل إيطالية ترتدي القليل من الملابس وشقراء. ورغم أن مشاهدة عروض التلفزيون الإيطالي ربما تعطيك هذا الانطباع، فمعظم النساء في جميع أنحاء إيطاليا مللن هذا السيل الدافق والمستمر من النساء شبه العاريات على شاشات التلفزيون وعلى اللوحات الإعلانية. ويقلن إن ذلك يزيد من نزعة ’الفحولة‘ البيرلسكونية ويجر بلادهن إلى الخلف
تقول لوريلا زاناردو، التي تقوم بإخراج فيلم حول النساء في التلفزيون الإيطالي: "ما نتعامل معه هو سيل مستمر من الإباحية الخفيفة من الصباح إلى الليل على شاشات تلفزيوناتنا. الاختلاف الحقيقي بين إيطاليا والدول الأوروبية الأخرى هو أن أجساد النساء تُعرض هنا بالفعل كموضوعات بغض النظر عن البرنامج الذي تشاهده. فهي الشيء الوحيد الذي يمكن تقديمه للمشاهدين".
فيلم "أجساد النساء"
يثير "أجساد النساء"، وهو فيلم مستفز يعرضه التلفزيون الوطني، أسئلة حول المجتمع الإيطالي في وقت لا تزال فيه عناوين وسائل الإعلام تهيمن عليها فضائح علاقات رئيس الوزراء سيلفيو بيرلسكوني مع الفتيات الشابات الساحرات. كما أشعل تعيينه لممثلات مبتدئات في مناصب حكومية غضباً واسعاً إلى الحد الذي كتبت فيه مجموعة من الشخصيات النسائية البارزة إلى زعماء الدول الـ 20 في وقت سابق هذا الصيف يحثنهم على مقاطعة القمة التي استضافها بيرلسكوني 72 عاماً
وتضيف لوريلا زاناردو، التي شاهدت 400 ساعة من التلفزيون: "لقد صُدمت حقيقة. في أحد العروض، تم حرفياً تعليق امرأة شابة وسط قطع من اللحم الجاف. كانت ترتدي تنورة قصيرة فقط وختموا على خلفيتها مثلما يتم مع قطع اللحم المعدة للبيع. إنه نوع من الإهانة المحضة. وفي مشهد آخر، وهو عرض رجالي، يسخر الرجل من إحدى المشاركات، ويسألها عما إذا كانت قد نسيت "نهديها في المنزل".
هوس قومي
وتقول منتجة الفيلم الوثائقي زاناردو عندما التقينا في حي الموضة بميلان: "ظل المظهر مهماً هنا على الدوام، لكنه تحوّل الآن إلى هوس قومي". ويبدو أن مجموعة من الفتيات المراهقات كن يقفن بالقرب منا يوافقن على هذا الرأي. قالت غلوريا(16): "لا يمكنني إلا أن أعتني بمظهري. أنفق ساعة كاملة على الأقل حتى أتمكن من الاستعداد للخروج، كما أنني أستيقظ مبكرة للتأكد من أن شعري وملابسي بحالة جيّدة قبل مغادرتي المنزل". وتضيف إيزابيلا ، طالبة تبلغ من العمر 18 عاماً: "تستغرق صديقتي ما يصل إلى ساعتين للذهاب إلى المدرسة بالمظهر الذي يرضيها. هذا أكثر مما يجب".
وشجب عدد من المعلقين البارزين علناً الضرر الذي ألحقه بيرلسكوني بصورة إيطاليا. ويحاول رئيس الوزراء حالياً مقاضاة صحف مثل ’لا ريببليكا‘، التي لا تتبع لامبراطوريته الإعلامية والتي كانت الأكثر صراحة حول علاقاته وتعليقاته على النساء. وقال شيارا فولباتو عالم الإجتماع بجامعة ميلان في مقابلة صحفية "لا نتسامح بعد اليوم مع ذلك. هناك "إيطاليتان" الآن؛ إحداهما تقبل بأيديولوجية بيرلسكوني، والأخرى التي ترفضها".
عروض شبه إباحية في كل منزل
وتقول لوريلا زاناردو في إشارة منها إلى موجة من برامج الأسرة الترفيهية حيث تحوم الكاميرات حول أجساد النساء إنه يجب توقف الانحطاط من على التلفزيون حتى يتمكن المجتمع من التقدم إلى الأمام: "هذا هو السبب وراء قراري إنتاج هذا الفيلم، كدعوة لليقظة. هذه البرامج خطيرة نظراً إلى أنك ستجلس هناك مع أسرتك الساعة الرابعة بعد الظهر يوم الأحد وهذه العروض شبه الإباحية تتدفق إلى غرفة معيشتك". وأضافت: "لكن لن يخطر على بالك أن هذه العروض لم تعد شبه إباحية لأنها منتجة من أجل الأسرة، وأن 8 ملايين متفرج يشاهدونها. فإذا اخترت أن تشهد عروضاً إباحية، فعلى الأقل ستقوم بتجهيز قرص فيديو وتشاهدها بمنزلك كموضوع شخصي خاص. لكن في هذه العروض، لن تكون لديك القدرة على التحكم".
الكثير من الإيطاليين، الذين التقيتهم، ليسوا مرتاحين من انجذاب وسائل الإعلام إلى صغيرات السن والجميلات. تقول كاترينا وهي أم من سينا: "والآن حتى سياسيونا يجب عليهم أن يكونوا جميلين وإلا سيُطردون من الشاشة. نحن نشعر بضغط شديد من أجل أن نظهر بمظهر جيّد لأن هذه الصور والمشاهد موجودة في كل مكان". لكن زوجها ماركو لا يوافقها فيما قالت. "لا أعتقد أن صورة المرأة هنا قد تغيرت بسبب بيرلسكوني"، وقال إن الانجذاب نحو سحر المرأة موجود في كل مكان: "انظر إلى ساركوزي فقد تزوّج كارلا بروني، وهي عارضة أزياء. إيطاليا ليست هي الوحيدة، فما يحدث هو عبارة عن هوس إعلامي عام".
وأوضحت لوريلا زاناردو أن المشكلة لها جذورها في مفاهيم الفحولة وفي التقاليد الإيطالية. "ليس حزب بيرلسكوني وحده. فكل الأحزاب الأخرى لديها نفس التوجه نحو المرأة. إنها مشكلة تتعلق بمجتمعنا ككل. لقد فقدنا القدرة على قول كفاية باست

تمت طباعة الخبر في: السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 06:27 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/news/news-582.htm