الأحد, 16-أكتوبر-2016
لحج نيوز - عبدالعزيز البكير بقلم/ أ. عبدالعزيز البكير -
يسرّني ويسعدني أن أتوجه بالتهاني والتبريكات إلى شعبنا اليمني العظيم بمناسبة الذكرى الـ 53 لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة التي انطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان بقيادة المناضل الجسور راجح لبوزة وكل رفاق دربه الذين ساهموا مساهمة فاعلة في الدفاع عن ثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة في جبال المحابشة وفي كل أنحاء الوطن، ومن ثم انتقلوا بعدها لتفجير ثورة الـ 14 من اكتوبر المجيدة من جبال ردفان التي قامت ضد الاستعمار البريطاني البغيض وطرده من على أراضي اليمن، وقد كانت هذه الثورة وليدة لثورة 26 سبتمبر الخالدة فهن ثورتين متلازمتين، حيث تحرك ابناء جنوب اليمن من ردفان والضالع والصبيحة وأبين والعوالق ويافع وحضرموت والمهرة للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر عندما تعرضت لهجمة شرسة بدعم من النظام السعودي الذي ناصب العداء لثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر، تلك الثورة العظيمة التي خرج فيها شعبنا للتحرر من الاستبداد والاستعمار والجهل والتخلف والفقر والطائفية والمناطقية والعنصرية المقيتة التي للأسف الشديد عادت ملامحها للظهور هذه الأيام واليمن تشهد عدوان لم يسبق له مثيل من قبل تلك الدول نفسها التي ناصبت العداء لثورتي الـ 26 من سبتمبر و الـ 14 من أكتوبر.

إن ثورة 26 سبتمبر الخالدة التي انطلقت منها ثورة 14 أكتوبر المجيدة التي قدم اليمنيين في سبيل انتصارها قوافل من الشهداء ، فانتصر فيها اليمنيون ضد القوى الرجعية المدعومة من النظام السعودي والنظام البريطاني المستعمر، نعم لقد انتصرت هذه الثورتين العظيمتين وانطلق اليمنيين نحو تحقيق كامل أهدافها في يمن الوحدة والجمهورية والحرية والديمقراطية والتنمية والتعليم وبناء الإقتصاد وبناء القوات المسلحة والأمن، وتحقق لليمن على مدار 54 عام إنجازات في عدة مجالات بإمكانيات متواضعة وبسيطة وبمساعدات متواضعة من بعض الدول الشقيقة والدول الصديقة رغم ما واجهته اليمن من تحديات عديدة، ليتدخل بعد ذلك العدوان السعودي ومن تحالف معه ويدمَّر كل ما أنجزه اليمنيون طيلة الفترة الماضية من عمر الثورة والوحدة والجمهورية وما قبلها، فقد استُهدفت اليمن أرضاً وإنساناً وتاريخاً وحضارة من قبل هذا العدوان المتغطرس بأموال النفط التي اشترى بها ضمائر العالم بالرشاوى واشترى القنوات الفضائية والصحافة بأمواله لشن حربه الظالمة على الشعب اليمني العريق شعب التاريخ والحضارة وأصل العرب ومنبع العروبة، فمن لم يكن من أصول يمنية فليس عربياً.

إن للحرب قوانينها وتشريعاتها التي تحرِّم استهداف مساكن المواطنين ومقدراتهم من المستشفيات والمدارس والجسور وطرق المواصلات وقاعات الأفراح والأتراح والأسواق العامة بمن فيها والتي كان آخرها مجزرة القاعة الكبرى بالعاصمة صنعاء التي راح ضحيتها أكثر من 700 مواطن ما بين قتيل وجريح، بقصفٍ صاروخي من قبل طائرات تحالف العدوان على اليمن والتي لاقت إدانات واسعة محلية وإقليمية ودولية دون تحرُّك مشهود وملموس لإيقاف هذا العدوان..

نحتفل اليوم بذكرى ثورة 14 أكتوبر وقلوب الشعب اليمني تقطر دماً على أولئك الشهداء الذين سقطوا في القاعة الكبرى وغيرها من الأماكن التي استهدفها العدوان، واليمن شمالها وجنوبها تحت ظل نيران طائرات هذا العدوان التي قتلت وتقتل كل يوم آلاف المواطنين الأبرياء وأحرقت الشجر ودمرت كل شيء جميل، هذه القوى الرجعية التي لا تفقه شيء سوى لغة القوة والقتل والغطرسة وشراء الضمائر، إنه عدوان تاريخي على الشعب اليمني بدون أي ذنب، إلا أنه شعب عريق وأصيل ودولة ديمقراطية وذات سيادة، ولا يحق لأحد أن يفرض على اليمن واليمنيين أي شيء بالقوة، وليعلم الجميع بأنه لن تستطيع أي قوة في الأرض مهما بلغت أن تفرض عليهم شيء مخالف لإرادتهم.

وللأسف الشديد لم يكتفي المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الأمم المتحدة بكل ما شاهدوه من قتل لآلاف اليمنيين الأبرياء من المدنيين والشيوخ والنساء والأطفال ليضعوا حداً لذلك ويرفعوا الحضر والحصار البري والجوي والبحري المفروض على اليمن منذُ قرابة 19 شهراً بدون أي ذنب يُذكر!

في الختام أحيي أبناء شعبنا اليمني العظيم في شمال الوطن وجنوبه في كل محافظات الجمهورية على صبرهم وصمودهم في وجه هذا العدوان الغاشم الذي نسأل الله تعالى أن ينتهي في أقرب وقت.
وأترحم على جميع الشهداء الذين بذلوا ويبذلون أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن اليمن وكرامة اليمنيين والسيادة الوطنية ، وأتمنى الشفاء العاجل لكل الجرحى والمصابين؛
أهنئ الجميع مرة أخرى بذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة، وأتمنى أن تعود هذه المناسبة في العام القادم وقد توحدت صفوف اليمنيين وتحقق لليمن الأمن والأمان والسلامة إن شاء الله ؛؛؛

الأمين العام للحزب القومي الاجتماعي
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 04:38 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/news/news-35221.htm