بقلم/كمال شجاع الدين -
من المعروف استراتيجيآ بأن الدول التي تقرر ان تدخل حروب او تشن عدوان تضع خطة استراتيجية لهذة الحرب او هذا العدوان وعلى ان تغطي هذة الخطة كافة الجوانب. وعلى كل المراحل الزمنية. واول جانب هو الاهداف المتوخاة من الحرب او الاعتداء ثم التكلفة والخسائر التي ستكلفها والارباح والعوائد التي ستجنيها. وفي الاخير الأثار المتربة على هذة الحرب والعدوان على كافة المستويات الداخلية والخارجية المعنوية والمادية الشعبية والبيئية السياسية والاقتصادية
على المدى القريب وعلى المدى البعيد

في حالة الانتصار وفي حالة الأنكسار
ومتى تكون في حالة أنتصار ومتى تكون في حالة هزيمة

هكذا تقوم الدول برسم استراتيجياتها وعلى هكذا معطيات وحسابات تتخذ قراراتها

ولو اننا اسقطنا ولو جزئية بسيطة من هذة العناصر اللازمة للتخطيط ورسم الاستراتيجية وليكن فقط عنصر المكسب والخسارة المادية والمعنوية وعلى المدى القريب للعدوان السعودي على اليمن فأننا سنجد ان واقع العدوان وما استهدفه فقط بغاراته الجوية من اهداف يجعل من السعودية في موقع الخاسر اذ وان تكلفة تدمير الهدف الواحد يكلفها عشرة اضعاف تكلفة الهدف
فاذا كانت تكلفة الطلعة الواحدة لطائرة واحدة يكلف مالا يقل عن خمسين الف دولار (بمافيها نسبة اهلاك الطائرة وتكلفة الدعم اللوجستي الذي تقدمه امريكا والوقود ) وقيمة الصاروخ مابين خمسة عشر الف دولار فأن الهدف الذي يجب ان يتم استقصاده وتدميره يجب الا تقل قيمته عن مأة الف دولار.
ولا اعتقد ان قاطرة القمح او معهد فني او كم شجرة في مزرعة المانجو او جسر طولة خمسين متر اوحتى مخزن مقذوفات وذخائر قديمة يساوي ولو ربع تكلفة الطلعة الواحدة

لذا فالعدو هنا يحقق خسارة حقيقية تتضاعف كلما طال امد العدوان. وتقلص حجم بنك الاهداف وارتفاع نسبة الاخطاء في اصابة الهدف

مابالكم عندما تكون هذة الخسارة لا تحقق ولا تقترب من الهدف الذي تم تخصيص هذة التكاليف لتحقيقة على المدى القريب والذي بدوره يعيق بل ويفشل في تحقيق الهدف النهائي المعلن او المرسوم لهذا العدوان وهذة الخسائر

لذا فأنه ومن خلال فقط هذة الجزئية البسيطة جدآ من عناصر التخطيط الاستراتيجي للحروب نجد ان من قرر شن العدوان على اليمن لم يبني قراره على خطة وحسابات استراتيجية وانما عن نزوة واشباع لرغبة شخصية

ولو اننا حللنا بقية العناصر لوصلنا الى نفس النتيجة والتي لا تخرج عن كون من اتخذ القرار بالعدوان لا يملك اي رؤية ولا مخطط لعدوانه مما جعلة يعتقد بأن تدمير منشأت ومكتسبات المعتدى علية هو الانتصار وحصر فكرة بهذة الزاوية دون ان يحتسب خسائره هو اذا دل عن شيئ فأنمايدل على انه شن عدون حاقد غير مبرر ولا مبني على عناصر ومعطيات علمية او استراتيجيه

فهوذ بهذا يحصد فقط الهزيمة من انتصارة