الإثنين, 20-أكتوبر-2014
لحج نيوز - عارف الشرجبي بقلم/عارف الشرجبي -
وسط عتمة الليل البهيم الذي تعيشه بلادنا هذه الأيام يتوجس الكثير مما ستسفر عنها الأوضاع ومدى انعكاساتها على مستقبل اليمن واليمنيين سياسيا وامنيا واقتصاديا. المراقب لما يدور
سيدرك أننا ذاهبون نحو المجهول بل ربما نحو التمزق والانقسام المحتوم .
المعارك المسلحة المحتدمة في معظم المحافظات اليمنية تجري وبوتيرة عالية نحو تكريس الانقسام والتشظي وربما توصل اليمن إلى ابعد من ذلك بكثير إذا نظرنا للعوامل الخارجية التي تتربص باليمن أرضا وإنسانا .في الأمس القريب ضلت الأحزاب والتنظيمات السياسية وهي تتصارع للوصول إلى السلطة ضلت تسوق أن المستقبل سيكون أفضل وان حياة الناس ستكون أشبه بالفردوس الأعلى وان البطالة ستنتهي وسيعم الرخاء والأمن والاستقرار والسلام والسكينة غير أن واقع الحال يؤكد أن اليمن دخلت دوامة من الركود والوهن والانكسار والاقتتال والعنف السياسي المنظم الذي قاد اليمن إلى أزمة حقيقية يصعب الخروج منها أن لم تتداركنا رحمة من الله. حالة من العنف والعنف المضاد والقتل بالهوية تعيشه اليمن فهاهو تنظيم القاعدة وحليفهم الاستراتيجي حزب الإخوان المسلمين (الإصلاح) ينتشر في معظم المناطق اليمنية ويدخل مع جماعة أنصار الله ( الحوثي) في صراع دموي عنيف في أكثر من منطقة يمنية قي مشهد ينبئ بميلاد صراع طائفي لم تألفه الساحة اليمنية من قبل وهو الأمر الذي تغذية أطراف إقليمية ودولية معروفة جعلت اليمن ساحة لتصفية حسابات وصراعات مزمنة بينها وهو ما كنا نخشاه بل وحذرنا منه غير مرة . ناهيكم عن النشاط المحموم لبعض فصائل الحراك الجنوبي المطالب بإعادة رسم الخارطة اليمنية بين شمال وجنوب بل أن البعض يجاهر بالدعوة إلى دولة الجنوب العربي التي رسم ملامحها الاستعمار البريطاني في سبعينيات القرن الماضي . قيادات الأحزاب التي ملئت الدنيا ضجيج خلال الأعوام الماضية لم نعد اليوم نسمع عنها شيء وكأنها تعاني من سكرات الموت بعد أن انتهت من تنفيذ ما طلب منها في سيناريو تمزيق اليمن ولم يعد لديها شي تعمله لان كاتب السيناريو لم يعطها المشهد التالي .بعد.عشرة أشهر من حوار عقيم ضلت الأحزاب في أروقة (موفمبيك) تصرخ وتولول وتشطح وتنطح وفي نهاية المطاف تحجرت عقولها وتوقف كل شي وكان ذلك الحوار كان مجرد مسرحية أريد من خلالها تكريس مفاهيم معينه لم نكن نسمع عنها كالديمقراطية التشاركية التي تتناقض مع ابسط قيم ومفاهيم الديمقراطية الحقيقية و أيضا اليمن الاتحادي والفدرالية والأقاليم التي ستمزق اليمن شرممزق إلى آخر تلك المفاهيم والأجندات التي حشرت في موضوع الحوارغير الوطني ومخرجاته باعتبار جمال بن عمر هو من رسم معظم ملامحه وكتب فصوله .اليوم وبعد أن وصلت اليمن إلى هذا المنزلق الخطير يتساءل الشارع اليمني عن قيادات الأحزاب التي صمتت اليوم صمت القبور ولم نعد نسمع منها شيء فأين ذهبت تلك القيادات التي أساءت لأحزابها وللوطن عامة. جماعة الحوثي أيضا قالت أن الشعب ثار لإسقاط الحكومة الفاسدة وإلغاء الجرعة فصفقنا لهم تمما كما صفقنا حين دكوا أوكار الفساد في الخمري واللواء 310في عمران غير أنهم وعدو بعدم دخول صنعا فدخلوها فصفقنا لهم أو صمتنا بعد أن تم تخديرنا بمناظر اقتحام أوكار الفساد وطواغيت الظلم والتجبر وناهبي خيرات اليمن إلا أننا اليوم نشاهدهم (الحوثيون) يتمددون عسكريا إلى تعز و اب والحديدة وغيرها من المناطق التي كانت تعرف قبل الوحدة باليمن الشمالي وهذا المشهد لاشك انه سيترك انطباعا مشوها عن جماعة الحوثي في الوعي الجمعي اليمني باعتبارهم يعيدون رسم خارطة اليمن قبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ناهيكم عما سوف تسببه المعارك في تلك المحافظات من خراب ودمار وجراح عميقة غائرة لدى أبنائها وهنا نتساءل هل استطاع حزب الإصلاح استدراج الحوثيين إلى هذا الأمر انتقاما منهم على الهزيمة التي مني بها الإصلاح أمام شباب الحوثيين الذين صفقنا لهم وهم يدكون اوكارالظلم في العاصمة ابتدءا بجامعة الإيمان والفرقة الأولى مدرع (المنحلة )التي كانت مختطفة منذ عقود لدى الجنرال العجوز. هل تم استدراجهم إلى ساحة قتال مفتوحة مع القاعدة وأنصار الشريعة الجناح العسكري للاحوان المسلمين .هذه الأسئلة رغم أهميتها إلا أن السؤال الأهم هو إلى أين ستذهب اليمن في ضل صمت عقلاء اليمن وأين قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية التي تنصلت عن واجبها الوطني في لم الشمل اليمني وتضميد الجراح وتناسي الأحقاد والثارات السياسية أم أن تلك الأحزاب - البعض- كانت تعمل على إدخال اليمن تحت الفصل السابع لتحل النقمة باليمن إلى اجل غير مسمى.وختاما تجدر الإشارة إلى أن الحكومة وقيادة الدولة اليمنية يبدو أنها قد تعمدت أن تخذل الجميع وهي تنظر إلى كل ما يدور بعين الرضا وكأنها تتبع سياسة فرق تسد وهي سياسة بشعة بحق شعب تعشم بها خيرا فلم يجن إلا السراب والخسران
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 02:15 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/news/news-29441.htm