لحج نيوز - الرئيس هادي ونجله

السبت, 19-يوليو-2014
لحج نيوز/صنعاء -
أخذت المواقف والأصوات العربية، خليجياً ومصرياً، تتعالى مُحذرة من خطورة الأوضاع في اليمن. ولم يعد القلق يتعلق، فقط، بالمسارات السياسية المُتعثرة والأداء المُتَّسم بالفشل والعجز على مستوى السلطات الانتقالية، رئاسياً وحكومياً، وإنما تعداه إلى التحذيرات، بنبرة عالية، حيال خارطة الصراعات المُتفجِّرة والتي تهدد بإغراق اليمن في حروب أهلية وطائفية تغذيها سلطات وسياسات رسمية مُدَانة بالاشتغال على خطوط التماس الخطرة بين الفصائل والمكونات الاجتماعية والمذهبية والسياسية وحتى الجهوية.

الرئيس هادي"لم يوفر حلولاً واقعية ولم ينجح في الحد من الصراعات". كما يكتب عبدالرحمن الراشد في "الشرق الأوسط" السعودية.

وإذ ذاك "على القيادة السياسية وعلى رأسها عبدربه منصور هادي إدراك أن التأخر في الحلول لم يعد مُجدياً، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة والمناسبة في الوقت المناسب، من شأنه أن يعيد البلاد إلى مربع الأزمات السابقة، وحينها لن يكون أي طرف، مهما كان نفوذه ومهما كان دعمه الإقليمي والدولي، قادراً على إيقاف هذا التدهور"، تشدد افتتاحية الخليج الإماراتية.

تتقاطع الرؤى الخليجية مع مثيلتها في مصر. اليمن في نظر الصحفي والكاتب المصري علي رجب "أصبح حقلاً مليئًا بالألغام والأحقاد في ظل سياسة الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي تولى حكم جزء مُهم من الوطن العربي، بالإضافة إلى أهميته للأمن القومي المصري".

وبينما تعلق "الخليج" الإمارايتة، أن التدخلات الإقليمية وخصوصاً الإيرانية تؤثر سلباً في الأوضاع في اليمن عطفاً على خطاب أخير للرئيس هادي والذي كرر الاتهامات المماثلة في خطاباته وتصريحاته.
إلا أن الراشد في مقالة "الشرق الأوسط" السعودية يؤكد: ليس لدى أي شخص شك في أن إيران تنشط في اليمن، بما في ذلك تمويل وتسليح المتمردين، ولكن هذا لا يبرر فشل القيادة اليمنية وهزيمة الجيش أو الطريقة التي جرت البلاد بالانزلاق إلى حافة الهاوية.

وأوضح: الوضع في اليمن يتطلب قائداً وليس مجرد رئيس توافقي. الرئيس هادي يقاتل على عدة جبهات، ولكن عليه أن يكون صادقاً مع نفسه. فإذا لم يكن بمقدوره مواجهة هذه التحديات الخطيرة، يجب أن يتنحى.
وبشأن مسار العملية والفترة الانتقالية، أكد الراشد: لقد فشلت قيادته لتحقيق المصالحة التي كان السبب الوحيد لوجودها، وبسبب هذا الفشل تضاعفت معاقل المتمردين في جميع أنحاء البلاد.

وعلى السياق نفسه يؤكد رجب في "الدستور" المصرية: إن زراعة الأحقاد فن يمارسه الرئيس منصور هادي في جغرافيا الشمال اليمني المكتظ بالسكان والطبائع الريفية الصارمة. منوهاً أن مبدأ "فرق تسد" يستمر "هادي" في تطبيقه على القوى الشعبية في المناطق الشمالية لليمن، دون أن يكلف نفسه عناء المصالحة بين هذه التنظيمات واثبات وجود الدولة واستغلال الدعم الدولي والإقليمي والحاجة الشعبية التي آمنت به وأعطته تفويضاً تاريخياً لم ينله كل من سبقوه في حكم "اليمن".

يتفق المعلقون على نعي المصالحة التي كانت السبب لتولي هادي رئاسة اليمن الانتقالي. وتوجز الخليج: "أمام الجميع مهمة إنقاذ اليمن من خلال ترك المشاريع السياسية الخاصة وتبني مشروع كبير هدفه الرئيسي إنقاذ اليمن والعمل على عدم تركه فريسة للصراعات السياسية والمذهبية التي تلوح في الأفق اليوم".

لكن وبمعزل عن مشجب واسطوانة العامل الخارجي والتدخل اللإيراني، تبقى المشكلة لدى الرئيس هادي وفي طاقمه أولاً وبدرجة رئيسة: "المشكلة في فشله في إقناع حلفائه - ناهيك عن أعدائه - ليست هي الوحيدة.. فإدارته وسمعته الشخصية هوجمت بانتقادات شديدة. بل سمح لمنتقديه بإطلاق النار عليه لسماحه لأبنائه التدخل في شؤون الدولة". بحسب عبدالرحمن الراشد.

ويتابع مدير عام قناة العربية, ورئيس التحرير السابق لشرق الأوسط السعودية الدولية: "مع مرور الوقت بدأ هادي يفقد أصدقاءه بسبب إخفاقاته السياسية والعسكرية والشخصية. حتى اليمنيين لن يقبلوا، أبداً، أحداً من أبنائه أن يلعب دوراً في السياسة.

وأضاف: "لكن إذا كان الناس مخيرين بين أبناء الرئيس صالح والرئيس هادي، فإنهم سيختارون أحمد، النجل الأكبر للرئيس علي عبد الله صالح. فقد كان "أحمد" معروفاً كرجل محترم، فهو من الذين لعبوا دوراً إيجابياً خلال المرحلة الانتقالية".

بات التأثير والتدخل المباشر من أولاد الرئيس الانتقالي في اليمن واحدًا من أبرز عوامل الفشل واستثارة النقمة ضد سياسة وعائلة الرئيس هادي. ويبدو أن الجميع خليجياً وعربياً يعي هذا العامل جيداً وخطره وآثاره السلبية في مسار العملية الانتقالية. كما أنه من الواضح أن الرئاسة اليمنية تتقن تجاهل النصائح والتحذيرات والتحليلات يمنياً وخليجياً ومصرياً، بل وربما، أيضاً، خارجياً وغربياً.

تتجلى يوماً عن يوم مساوئ وأخطاء بل وخطايا الأبناء وتدخلات أولاد وعائلة الرئيس الانتقالي في شئون الدولة والسلطة وامتيازات الحكم وموقع والدهم الرئيس، عبر كم غير يسير من العبث والسَّفه الإعلامي الذي أزكم الأنوف وضخ أجواء الصراع والأحقاد إلى الإعلام وفي هياكل السياسة والأداء العام إجمالاً. يتصدى جلال هادي، نجل الرئيس الانتقالي، لمهمة تخريبية تماماً، بالنظر إلى غايات وطيش مشروعه الشخصي الذي يتبنى تصفية حسابات خاصة ومعالجة عقد نقص ذاتي عبر إقحامها في السياق العام والمجرى السياسي والأدائي ككل.

إجمالاً، وبتعبير علي رجب: والذي أضاف: "استطاع "هادي" من خلال"عائلته الجديدة" ترؤس "الحراك" الجنوبي وتوحيده ليكون القوة المشمولة في مواجهة التفكك الشمالي الذي يغذي صراعاته بصورة مؤسفة".

وكالة خبر للأنباء
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 07:11 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/news/news-29024.htm