الخميس, 10-يوليو-2014
لحج نيوز - علي عمر الصيعري بقلم/علي عمر الصيعري -
في كتابه القيم الموسوم ب " شعر المحضار النشيد والفن " افرد الدكتور / عبدالله حسين البار حيزاً عن المثل في شعر المحضار وبيَّن لنا كيف يرسل أمثاله؟ وكيف يدخلها في القصيدة بحيث تبدوا عضواً فيها لا تشذُّ عن بنيتها الأساسية في شيءٍ؟ وخلص إلى أن المحضار اتبع اربع طرائق في هذا المنوال وهي : عددها الناقد البار وهي:
أولاً : أن المحضار يفتتح بالمثل القصيدة ، كقوله :
الصبر لا جاوز حدوده قتل
قل لي صبر إن رمت قتلي
ويفسر الناقد البار هذه الطريقة بالقول : (وكأنه يُطَامِنُ من جيشان عواطفه فيحكم العقل فيها [..] وكأنما المحضار لا يطيق صبراً على ما يصنع المحبوب به [..] فلاذ إلى الحكمة يستلهمها القول المناسب الذي يعصمه من الانزلاق وراء العاطفة وطيشها . وما أكثر ما يصنع المحضار ذلك في مناسبات عديدة وقصائد متعددة .) [ الكتاب ـ ص 81 ] .
ثانيا : أنه يختتم بالمثل القصيدة وكأنما هو خلاصة جامعة للأمر كله . ويستشهد البار بقصيدة ( أهل السبب في حبيبي قالوا إيش ؟) فيعدد ما صوره المحضار لما قالوه ,ليخلص إلى المثل الذي أرسله الشاعر في ختام قصيدته ,القائل :
من كلام الناس قد نوري ما رشن
والذباله تحرق الخيش
ليفسر لنا ذلك بالقول : (وهنا موطن الشاهد, فقد ختم المحضار قصيدته بهذا المثل { الذباله تحرق الخيش }، وكأني به يريد أن يقول : إنني أخشى على البقية الباقية من المودة بيني وبين حبيبي من الضياع . فمحا بذلك كل ما يتهددها بالخطر مهما ضئول شأنه في نظر الآخرين ) [ الكتاب ـ ص 82 ]
ثالثا : أن يجيء المحضار بالمثل في أثناء القصيدة ليعضد به موقفه الوجداني . هنا ينتقي الناقد البار، بذوقه الرفيع ونظرته الفاحصة ، مقطعا من قصيدة للمحضار شملت أكثر من مثل في أثنائها. يقول المحضار :
تعــال من ذا النهــر بانستقي نهر المحبة منه تكفيك لو قطره
دايم وهو ما زال صافي نقي نفوس فوقـــه يوردن حــــــره
ما يقبل أهـل التيـه والبطـره واهل الطمع خــذ منهم عـــبره
حط الطمع أهله وبكاهم شنون
ويسوق لنا البار مثالا آخر من الطريقة ذاتها لإرسال المثل عند المحضار , من قصيدته (رأس عالي ) يقول المحضار فيها :
ما حد من الناس راضي والله بهــــــــــونك
ولا حكم قط قاضـــــــي ذلا فتن أوسبـــــاب
.........................
وتخبــر الناس مـــــــره با يخبــــــــــرونــك
إن البلا والمضـــــــره جا من وراء الحجاب
فيعلق على ذلك بالقول : (وهنا موطن الشاهد، فإن الأصل في الحكاية كلها الغدر, إذ إن أمورا دُبِّرّت بليل أدت إلى خراب ذلك "الرأس" مثلما خربت " دار بصعر"[الكتاب ـ ص 83]
رابعـا : أن يجيء المحضار بالمثل في " الشلّة " أو ما يعرف عند الحضارمة {بالتخميسة} وأمثاله متعددة المصادر والينابيع ،على حسب قول الناقد البار، كقول المحضار :
( المحبه بليه والهوى مشكله منك بغا قلب ميدان ) وقوله: (الحب فيه المزلِّه والعفو عين الصواب) وقوله: ( الهوى عاطفه ما تقبل التهديد ) وقوله : ( زمانك زمانك يعرفك بالناس وبالناس تعرف زمانك ) وقوله ( لابندوا الشرقي ما شي من القبلي برود ) وما إلى هنالك من ذلك .
يقول الدكتور عبد الله حسين البار في تلخيصه للمثل عند المحضار : ( وإذا كان التأمل في شؤون الحياة قد قاد المحضار إلى إرسال المثل في مظانٍ متفرقة من شعره فانتشرت فيه على صور وحالات متعددة فلأنه عمد إلى بلورة كثير من تجاربه في الوجدانية في الحياة على هذه الصور من صور القول .)&
( نقلاً عن الجمهورية )
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 03:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/news/news-28920.htm