بقلم / عادل عبدالاله العصار -
أوائل الثمانينيات من القرن الماضي شهدت المناطق الوسطى (م/إب واجزاء من ذمار والبيضاء-انذاك-) ظهور الاخوان المسلمين كقوة سياسية وعسكرية تتمتع بحضور فاعل كعنصر ميداني لا غنى عنه، وتحت مسمى الحرب ضد التوسع الشيوعي في اليمن- الذي ادركناها فيما بعد حربا لتعميق التشطير- ولدت الجبهة الاسلامية التي تطورت فيما بعد سياسيا وتنظيميا وبدعم اقليمي لامحدود اتسعت جغرافيا الى ان اصبحت كيانا وحزبا سياسيا هو الاصلاح..
اليوم ونتيجة للفشل السياسي للاخوان وعجزهم عن ادارة مؤسسات الدولة وانعدام امتلاكهم للمشروع السياسي الوطني وبعد هزيمتهم السياسية والعسكرية وخسارتهم لمعقلهم الرئيسي في محافظة عمران وبعض مديريات م/صنعاء، لم يجد الاخوان في ركام احلامهم الضائعات غير الحنين الى ماضيهم القديم ومحطة انطلاقتهم الاولى (المناطق الوسطى) التي يتوهمون ان بإمكانهم الانطلاق منها مجددا، لكن يبدو ان احلامهم واوهامهم ذهبت بهم بعيدا ولم يدركوا ان المناطق الوسطى التي شهدت ولادة امراء الحرب وقيادات الاخوان الدينية والعسكرية لم تعد البيئة التي تسمح لمثل هؤلاء الفاشلين الانطلاق منها مجددا وإستعادة ماضي الدم البغيض الذي نسف اليمنيون اساساته واندحر وتلاشى يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م..