السبت, 01-يونيو-2013
لحج نيوز - سعيد شجاع الدين بقلم/سعيد شجاع الدين -
‮<‬،،‮ ‬ها هي‮ ‬الكوارث تترى،‮ ‬لا أستطيع التنبئ بموعد الهدوء،‮ ‬متى سنحيا حياة طبيعية،‮ ‬مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬يبشر بخير،‮ ‬والاعتداء على محطة الكهرباء‮ ‬يزداد شراسة،‮ ‬الضربات متتالية،‮ ‬وصرنا نعلم بالاعتداء الخامس والسادس على التوالي‮ ‬في‮ ‬أقل من‮ ‬24‮ ‬ساعة،‮ ‬هذا معناه ازدهار تجارة الموالدات الكهربائية،‮ ‬أي‮ ‬أننا أمام المزيد من الدمار‮.. ‬مؤخراً‮ ‬شدني‮ ‬نبأ‮ »‬ثعبان سد كمران‮«‬،‮ ‬المتهم الأول وراء ذهاب العديد من الأرواح الآدمية،‮ ‬يعني‮ ‬أن من وثّق مشهد موته مع زوجته في‮ ‬سد كمران‮ ‬،‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬يعلم أن الثعبان بانتظاره،‮ ‬يجلس في‮ ‬العمق،‮ ‬ينتظر ضحيته‮ ‬،‮ ‬أي‮ ‬ثعبان هذا،‮ ‬يا الله حتى الثعابين عرفت طريقها إلينا،‮ ‬بالأمس فأر سد مأرب،‮ ‬واليوم ثعبان سد كمران‮. ‬
سكان العاصمة‮ ‬يرفضون مقترح تصريف المياه للوصول إلى القاتل‮. ‬ليمتنع‮ ‬الناس عن السباحة بالسد،‮ ‬وستُحل المشكلة،‮ ‬ليكتف الجميع برؤية السد من بعيد،‮ ‬لنترك الثعبان وشأنه‮ ‬،‮ ‬فمن المؤكد أنه سيخرج متسائلاً‮ ‬عن سبب احجام الناس عن السباحة‮ ‬،‮ ‬وسيتجه إلى حديقة الحيوان،‮ ‬مكانه الطبيعي‮ ‬والمفضل،‮ ‬هناك سيجد الفرصة سانحة لكي‮ ‬يحكي‮ ‬للناس كيف كان‮ ‬يمارس هوايته المفضلة،‮ ‬سيطلب الصفح من الجميع،‮ ‬وسيعمل جاهداً‮ ‬لفتح صفحة جديدة مع الناس،‮ ‬وهو في‮ ‬هذه الخطوة أذكى من الفأر الذي‮ ‬ترك التهمة تلاحقه كل هذه السنين،‮ ‬وإن كان الاعتداء على محطة الكهرباء في‮ ‬ذات المكان‮ ‬يؤكد أن لا فرق،‮ ‬فالمعتدي‮ ‬واحد‮.‬
ما ذنب العصافير،‮ ‬أجدها أمامي‮ ‬هامدة،‮ ‬لم تعد تنعم بنوم هاديء،‮ ‬خفت صوتها،‮ ‬نعم قتلها الماطور،‮ ‬البديل للكهرباء،‮ ‬فهي‮ ‬كما‮ ‬يبدو لا تتحمل الحياة في‮ ‬ظل جشع البعض،‮ ‬وجريهم وراء الريالات‮. ‬
جيراني‮ ‬من العصافير‮ ‬يتساقطون‮ ‬،‮ ‬لم‮ ‬يلتفت إليها أحد،‮ ‬ربما ما رأيته‮ ‬يتكرر في‮ ‬أكثر من مكان‮.
‬المشاكل التي‮ ‬تتسبب بها مواطير الكهرباء تدمي‮ ‬القلب،‮ ‬أجد نفسي‮ ‬عاجزاً‮ ‬عن التفكير لانقاذ جيراني،‮ ‬من‮ ‬يقنع لي‮ ‬صاحب البيت الذي‮ ‬فتح قبل شهرين تقريباً،‮ ‬فتح محلاً‮ ‬للنت‮ »‬مقهى‮«‬،‮ ‬ولم‮ ‬يجد سوى حوش البيت‮ ‬يضع فيه الماطور،‮ ‬اليوم صرت مقتنعاً‮ ‬أن الثعبان‮ ‬على حق،‮ ‬فما تفعله المواطير أفظع مائة مرة،‮ ‬فالموت آخر علة تصيب جسد كل شيء،‮ ‬حتى الثعابين نفسها،‮ ‬لن تقبل أن‮ ‬يفرغ‮ ‬سد كمران من محتواه،‮ ‬فيما العصافير‮ ‬تموت بدم بارد وسط صمت الجميع‮. ‬والله أن القطط هي‮ ‬أيضا هجرت المكان،‮ ‬وتركت العصافير تلاقي‮ ‬مصيرها،‮ ‬أيعقل هذا،‮ ‬إنه دخان المواطير‮ ‬يا أخ كلفوت،‮ ‬أشعر أن روحي‮ ‬بدأت تتكلفت‮ ‬،‮ ‬ما أتمناه هو أن تجد العصافير فرصتها لتحيا من جديد،‮ ‬على الأقل دعوا تلك الكائنات تفكر،‮ ‬أنا على‮ ‬يقين أنها ستذهب بعيداً،‮ ‬ستبقى مجرد ذكرى مؤلمة،‮ ‬وحذاري،‮ ‬حذاري‮ ‬أن تجلس مع الثعبان والفأر،‮ ‬وأقولها صراحة‮: ‬أخشى أن‮ ‬ينسق هؤلاء،‮ ‬فمتنفسات العاصمة ستصبح في‮ ‬خطر،‮ ‬وسنخسر الجو،‮ ‬وكل الطيور ستتحد بما فيها الداجنة‮ ‬،وإذا ما بقي‮ ‬الحال على ما هو عليه،‮ ‬فكلنا سنكون مدجنين‮.‬

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 10:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/news/news-26146.htm