بقلم/عادل عبدالاله العصار -
قد يكون من السهل على الإنسان أن ينسب لنفسه ما يشاء من البطولات والانجازات وأن يصنع لنفسه ما يشاء من تاريخ وتضمينه بما يشاء من القصص حتى ولو استدعاه ذلك إلى اختلاق الأحداث ومصادرة صنائع الآخرين وبطولاتهم .. وما أكثر من يدعون البطولة في زمن توارى فيه الإبطال والفرسان الحقيقيين ووجدوا أنفسهم مجبرين فيه على التزام الصمت .
قد يكون من السهل على الإنسان فعل ذلك لكن من الصعب عليه إقناع الناس أو إجبارهم على تدوين تاريخه وبطولاته المزيفة في ذاكرة الحياة واستبدال الحقائق بأوهام واحتلاقات لا تنتمي إلى واقع الأحداث التي عرفوها وأمنوا بها مهما كانت الأسباب.
.. الأبطال الحقيقيين لا يحتاجون لكتابة تاريخهم لأن الشعوب هي من تدون وتوثق وتحفظ أسمائهم وانجازاتهم التي لا يمكن لها إلا أن تظل خالدة ومحفوظة في القلوب والضمائر قبل أن يخلدها التاريخ..
اللواء /علي بن علي الجائفي أحد الرجال والفرسان الحقيقيين الذين اجمع الناس عليهم وأسكنوهم القلوب والضمائر وألبسوهم أوسمة المحبة والاحترام وشاركوهم هبة الله التي اختار أن تكون هدية الناس للناس ..
... علي الجائفي يظل كتاب تاريخ الحياة الذي لم يتم تدوينه بعد .. وعنوانه حكاياتنا المليئة بالأحداث والتفاصيل التي ما يزال وسيظل نجم لياليها المظلمة وهي الحقيقة التي لا يمكن لأحد إنكارها أو تجاهلها أو استبدالها بغير ما نعرفه وندونه في كتاب الناس الذي سيظل الجائفي فارسه وبطله القديم المتجدد ..
وحده الجائفي كان وسيظل الحاضر في حضرة من أرادوا له الغياب ووحده الجائفي سيظل يذكرني بالشاعر الفارس .. أبو فراس الحمداني الذي قال ذات يوم :
سيذكرني قومي إذا جد جدهم
وفي الليلة الظلما يفتقد البدرُ