القائمة الرئيسية
ابحث ابحث عن:
حروف وأقلام
الأربعاء, 25-أكتوبر-2017
 - حياة إبراهيم بقلم / حياة إبراهيم -
كثيرا ماقرأت في روايات الأكشن عن عصابات المافيا التي كثيرا مارأيناها في الأفلام سيما العالميه وسمعنا عن قراصنة البحر من يتاجرون بمجموعات بشرية لتهريبهم أو بيعهم لدولة ما ، وسمعنا عن تجار الحروب وتجار الأعضاء البشرية وجميع هؤلاء يصنفون تحت مسمى واحد وهو عصابات ومافيا عالميه.

لكن لم أسمع ابدا" عن تجارة المجاهدين ولم أشاهدها إلا في مسلسل غرابيب سود على قناة إم بي سي حين كانت تروي قصص تجار داعش،لكن ماذا حين تنتقل هذه التجارة إلينا أمهلوني بضع دقائق من وقتكم واطلعوا على مايحصل من بعض معدومي الضمائر من جفت الدماء في عروقهم واختفى الحياء من وجوههم من لم يستحوا ولم يخافوا الله.

ماأكتبه ليس مسوق من مسلسل غرابيب سود ولا من أكشن عالمي بل هو واقع حالنا المرير اليوم ، هو حال اليمن المجروح المطعون في خاصرته ، ماأكتبه هو لطفل الصحفي اليمني والقلم المواجه للعدوان أمين الريشاني هو ذلك القلم الذي شأنه شأن الكثير من الأقلام البيضاء التي لم تكن يوما محل مساومة على وطنيتها وشرف الذود والدفاع عن تراب هذا الوطن كانت الإغراءات كثيرة وكان الرحيل سهلا ليعيش أصحاب هذه الأقلام كغيرهم في نعيم وعز وترف بدلا من الجوع والقتل والفناء إلا أنهم فضلوا الموت بشرف وعز على تراب هذا الوطن.

تسقط مغشيا عليها في حال صدمة ويقف الأب وقد تجمدت الدم في عروقه في حال فزع هم أولئك والد ووالدة الطفل كهلان أمين البالغ من العمر 13 عاما ليتطرق إلى مسامع الوالدين بأن كهلان ومجموعة من الأطفال سيتم نقلهم إلى الجبهه وهم بالفعل في ناقلة كبيره في طريقهم إلى المجهول؟؟! !

ولولا أهل الخير الذين تحركوا سريعا مع والد الطفل وعبر إتصالات كثيره إستطاع الأستاذ أمين أن يعرف أين ولده وباستعطافهم عن حالة والدته إستطاع أن يخلص الولد من مصير مظلم..

هذا عن الطفل كهلان لكن ماذا عن بقية الأطفال الذين تم استدراجهم وأخذهم من الحارات ومن كل مكان ؟ بدون علم أسرهم وباستدراجهم وإعطائهم دروس في الجهاد ولا ادري أي جهاد سيجاهده من لم يبلغوا الحلم ومن رفع الله عنهم القلم أي جهاد هذا الذي يتم باستدراج أطفال بدون أن يعلم والديهم أي جهاد هذا لعقول صغيرة لا تعرف مامعنى الموت؟؟!

أليس من المفترض أن المكان الطبيعي لهؤلاء الأطفال هو مدارسهم هو العلم الذي تنهض به الأمم وتبقى ، أليس من المفترض توفير الحماية لهؤلاء الأطفال الذين أنهكمهم واقع بائس مابين عدوان لايرحم وبيوت تدك على رؤسهم واستهداف لمدارسهم وتعطيل للعلم وبين موت بجوع وفقر وكوليرا وسحايا واخيرا استدراجهم نحو مستقبل من نار إني لا أجمع مآسي العالم هنا في مقالتي لكني استجمعت حال أطفال اليمن الذين باتوا عرضة لإرهاب منظم وهلاك بشتي الطرق.

مايحصل اليوم هو استدراج للأطفال بطريقة أو بأخرى وليس اختطاف بل استدراجهم وإقناعهم بغسل أدمغتهم الصغيره التي لاتحوي معلومات كثيرة وقلبهم البريء إلى ضرورة الدفاع عن الوطن لأن حب الوطن من الإيمان وأن النجاة للوطن والنصر المحقق على العدوان لن يكون الا بتلكم الأصابع الصغيرة التي كان من المفترض بها ان تحمل الأقلام لا البنادق والجعب الذين يساق بهم إلى خط النار في استهداف واضح للطفولة ومتاجرة بالإنسانيه .

يساق أطفالنا من مجموعة مجرمين وهم أيضا مرتزقة الداخل الذين لايقلون خطرا عن مرتزقة العدوان معدومي الضمير يسيرون بهؤلاء الأطفال إلى المجهول وقد يقتل هؤلاء الاطفال وهذا أمر محتوم بغاره بصاروخ، ببندق بمدفع بأي ولكن ماذا لو وقع هؤلاء الأطفال أسرى في يد الأجنبي أو مرتزقته هل تبادر هذا السؤال إلى فكر من لا يملكون عقلا ولا ضمير ماذا سيفعل بهم العدو بأطفال لايملكون حتى القدرة عن الدفاع عن أنفسهم هل تخيلتم معي المنظر كيف سيكون الإنتقام من هؤلاء الأطفال.

حين رحل رجال الله إلى الميادين وحملوا أرواحهم على كفوفهم ونعوشهم على ظهورهم مخلفين وراءهم نساءهم وأطفالهم وكل عزيز وغالي على قلوبهم تاركين من أثرهم ذكرى من نور إنهم كانوا هنا يوما لكنهم رحلوا لنحيا نحن واستشهدوا لنبقى وغابوا لنعيش بكرامة وعز..

هل انتهوا رجال اليمن فعلا ليتم رفد الجبهات بالأطفال إن انتهوا فهي مصيبة وإن لم ينتهوا فالمصيبة أعظم لأن ذلك معناه أن دماء الشهداء ضاعت هباء منثورا وأنه تم المتاجرة بدماء آلاف الشهداء واليوم بتنا في المتاجرة بالأطفال..

رسالتي إلى الرجال المجاهدين من باعوا الحياة واشتروا الشهادة أطفالنا يقتلون قصفا وجوعا وظلما واليوم يتم تجهيلهم عمدا وعدوان واستدراجهم لخط النار.

يارجال الله الأوفياء ياعقلاء الأنصار يامجلس سياسي ياحكومة الإنقاذ ويابرلمان أوقفوا هذه المهزلة وهذا الاستهداف المنظم لأطفال اليمن أوقفوا هذا العبث بأرواح أطفالنا أوقفوا مسلسل السوق السوداء الذي أصبح جزء من روتين حياتنا اليوميه اوقفوا الغرابيب السود الجديده التي تستهدف الطفولة في بلادنا أوقفوه لأن التاريخ لن يرحمكم.

عصف بنا العدوان عاصفتين ويعصف المتاجرون بنا يوميا مليون عصفه وعصفه.