السبت, 21-أغسطس-2010
لحج نيوز - 
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان واستخلفه على الأرض وفضّله على كثير من خلقه وميزه على سائر المخلوقات بنعمة العقل ليكون نبراساً يضيء حياته بما يتوقد به من أفكار تعينه في التغلب على لحج نيوز/بقلم:نجلاء ناجي البعداني -

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان واستخلفه على الأرض وفضّله على كثير من خلقه وميزه على سائر المخلوقات بنعمة العقل ليكون نبراساً يضيء حياته بما يتوقد به من أفكار تعينه في التغلب على مخاطر الحياة وقسوتها، والأهم أن يستغل هذا العقل ليهتدي به إلى خالقه ويحقق الغاية من خلقه واستخلافه في الأرض، وهي العبادة والإقرار المطلق بالألوهية لله سبحانه وحده ولا إله غيره، غير أن الإنسان في أزمنة كثيرة ومنها زماننا ألغى عقله وارتضى أن يعبد غير الله فسجد للشمس والقمر والنار والشجر والأحجار والحيوانات وكل مايعتقد أن فيه ضره أو نفعه ولم يسعفه عقله في التغلب على جهله وضلاله البعيد.. صحيح أن هناك ديانات سماوية آمن بها الإنسان مثل: اليهودية والمسيحية والإسلام، وكلها تدعو إلى الله وتوحيده وإن كان الإسلام خاتم الديانات.

إلا أن الإنسان وحتى في عصرنا الحاضر ورغم ما بلغه من رقي وما وصل إليه من تقدم علمي وتكنولوجي قاده إلى غزو الفضاء بفضل نعمة العقل لازال يثبت جهله وتخلفه فيما يتعلق بالجانب العقائدي ويرضى أن يسجد لما هو أحقر وأهون وأضعف منه.. فهذه الهند تعج بمئات الديانات وتزخر بآلاف المعابد التي يعبد فيها غير الله، ولعل ولاية راج أسنان الهندية هي مثال حي لجهل الإنسان واحتقاره لنفسه، وهو من كرّمه الله وجعله سيد المخلوقات بعقله، ولماذا اختارت الفئران آلهة وبنت لها معبداً كبيراً يتوافد إليه مئات المعتقدين بهذه الديانة، معبد يكتظ بالمئات من الفئران الذين يلقون من الرعاية والاهتمام ما يفتقره بنو الإنسان في كثير من مناطق الهند.. أحواض ملئت باللبن وغيرها من كل ما لذ وطاب، يحضره الإنسان لهذه الفئران.. وكم هو مدهش وغريب أن ترى الإنسان العاقل يخر ساجداً لهذه الحيوانات القارضة، وكم هو مضحك منظر الفئران وهي تملأ جوانب المعبد، ويقوم على رعايتها ونظافتها الإنسان، معتقداً أن هذه الفئران هي أرواح الأطفال الصغار الذين فارقوا الحياة!!

فأين عقل الإنسان وعلمه وكرامته وهو يرضى لنفسه هذا الذل والهوان، وأي شيطان غرس في نفوسهم هذا الاعتقاد الذي لا يخطر على بال ولا يمكن أن يقبله عقل؟! قد لا يُصدّق هذا الأمر، ولكنها الحقيقة، حقيقة الإنسان الذي ترك عبادة خالقه واختار أن يعبد أحقر مخلوقاته، والعجيب أن نرى هذا الإنسان يفاخر بعلمه وتقدمه وذكائه ولايدري أنه أجهل وأغبى مما يتوقع.
المعلومة من برنامج بين الوهم والحقيقة في قناة (الرسالة).

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 06:05 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-7500.htm