الثلاثاء, 20-يوليو-2010
لحج نيوز - هي حملة أطلقها البعض على «الفيس بوك» وفي بعض المنتديات، وبما أن لكل حملة أهدافاً، فهدف هذه الحملة تشجيع الشبان على الزواج من أربع وعلى التعدد لهدف سامٍ وهو القضاء على العنوسة. ما لحج نيوز/بقلم:سوزان المشهدي -

هي حملة أطلقها البعض على «الفيس بوك» وفي بعض المنتديات، وبما أن لكل حملة أهدافاً، فهدف هذه الحملة تشجيع الشبان على الزواج من أربع وعلى التعدد لهدف سامٍ وهو القضاء على العنوسة. ما استوقفني هو تصريح أحد المؤسسين بأن المجموعة أطلقت الحملة «بعدما لاحظوا زواج السعوديات من غير السعوديين بهدف الستر».
استوقفني رد أحد الأعضاء المؤيدين للحملة وقوله «إن العدل غاية في السهولة» وإن أي رجل طبيعي بإمكانه صنع ذلك إذا ما توافرت المقدرة.
سؤالي هو هل يعلم هؤلاء الشبان ما المقصود بالمقدرة، هل هي القدرة الجسدية أم القدرة المالية على فتح منزل ثانٍ أم ماذا يقصدون بالمقدرة؟
هل القدرة على العطاء والاحتواء والإشباع العاطفي الروحي قبل الجسدي؟ هل هي القدرة على فهم الطرف الثاني ومعرفة حاجاته النفسية والروحية والقدرة على إشعاره بالانتماء إلى أسرة جديدة مهمتها إنتاج جيل سليم نفسياً معافى روحياً؟
بشفافية شديدة وصادمة قد يرفض تصديقها البعض لم أرَ طوال حياتي أسرة سعيدة متكاتفة لرجل معدد، وليس العيب في الفكرة نفسها، فهي إتاحة لحكمة يعلمها الخالق ولم يوجبها على الذكور لمعرفة الخالق جل شأنه بصعوبة العدل مهما استطاع الإنسان، فأي سهولة يتحدث عنها الأعضاء المؤيدون في دعمهم لجعلها أربعاً؟
الذي أراه أمامي بكل وضوح ويسر أسر مفككة يعاني أفرادها جميعاً، ويظهر هذا التفكك والانهيار عند وفاة الوالد أو عند زواجه من أخرى فتبدأ المكائد والمشكلات والتفرقة في المعاملة، يقع الظلم من دون مبرر بكل أشكاله وألوانه المستتر والظاهر.
بعض الآباء لا يعرفون في أي صف يدرس أبناؤه، ولا يعلمون هل أتموا التحصينات الأولية فهل سيهتمون بحاجاتهم النفسية؟ البعض يعتقد أن توفير المأكل والمشرب والملبس كاف جداً وعادل جداً، ولا يعلمون الجفاف العاطفي والحرمان العاطفي والخواء الذي قد يشعر به أولادهم وزوجاتهم إذا لم يجدوا تعويضاً مناسباً من أشخاص آخرين.
يضحكني كثيراً ويحزنني في الوقت نفسه الإنكار أو التخفي تحت أهداف تبدو جميلة، ولا أصدق أن الرجال همهم الأوحد القضاء على العنوسة الذي يصورهم (متطوعين اجتماعيين) هدفهم الأول اجتماعي بحت وأخذ الأجر من الله، من يصدق هذه الشعارات الخالية من المنطق؟
أنا شخصياً لا أصدقها، فالرجل هو المستفيد الأول من الزواج، وبقراءة الإحصاءات الخاصة بالطلاق وتزايد معدلاته ومعرفتي المسبقة بأن الطلاق يستخدم في مجتمعاتنا العربية (كعقوبة وليس كحل نهائي شرعه الخالق بعد التأكد من استحالة الحياة بين الزوجين) وأعرف عدد المهجورات والمعلّقات والمغبونات والمحرومات المستظلات تحت ظل حائط وليس ظل رجل.
أعود لأصحاب الحملة، أرجو قبل المطالبة بجعلها أربعاً.. التركيز على ثقافة الزواج وأهدافه التي تختلف من شخص إلى آخر، أرجو أيضاً تعليم الأزواج معنى كلمة المودة قبل كلمة الرغبة، وكلمة الاحتواء قبل كلمة ليش لا؟!
أفلحوا في بناء أسرة متماسكة أولاً، وعندما تنجحون في هذة المهمة الصعبة طالبوا بأربع على راحتكم.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 10-مايو-2024 الساعة: 01:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-6580.htm