الإثنين, 24-مايو-2010
لحج نيوز - يحتار كثير من أصحاب الخطاب الديني والوعاظ الذين يؤيدون تحريم قيادة المرأة للسيارة في البحث عن أسباب تأصيل هذا التحريم، ويبدو أن بعض هذه الخطابات قد بلغت حداً من طرافتها، كما جعل واعظ طريف قيادة المرأة للسيارة مثوبة ستحصل عليها المرأة بعد موتها في لحج نيوز/بقلم:بدرية البشر -

يحتار كثير من أصحاب الخطاب الديني والوعاظ الذين يؤيدون تحريم قيادة المرأة للسيارة في البحث عن أسباب تأصيل هذا التحريم، ويبدو أن بعض هذه الخطابات قد بلغت حداً من طرافتها، كما جعل واعظ طريف قيادة المرأة للسيارة مثوبة ستحصل عليها المرأة بعد موتها في الجنة إن شاء الله، وعليها ألا تستعجل، ناسياً أنه على بعد 400 كيلو متر من موقعه تقود النساء سياراتهن في كل مكان من العالم، ومن دون حاجة إلى الانتظار، وشيخ آخر يقول إن الأميركان حين سألوه لماذا لا تسوق المرأة السيارة؟ أفحمهم بالرد قائلاً: لأننا نعامل نساءنا كما تعاملون رئيسكم الأميركي (بوش) فنكرمها ونرفع من شأنها فلا تسوق بنفسها السيارة، على رغم أن أقرب زيارة للمحاكم لا تشير إلى هذا، ومن شدة إكرامنا للمرأة جعلناها لا تعيش حياتها بنفسها، بل من خلال آخرين، ونحن بهذا كمن نكرم إنساناً بجعله يجلس طوال حياته على كرسي إعاقة ونصر على أن ندفعه نحن إكراماً له.

بعضهم يقول، لماذا تحشرون أنفسكم في قضايا الحريم... دعوا المرأة تعبِّر عن مطالبها يا أخي، وما إن تتقدم سيدة بطلب فإنهم يدفعونها للخلف ويسفهون مطالبها، على رغم أن الرئيس الأميركي يتكلم كل يوم والكل يسمعه ويحترم رأيه.

أما التأصيل شديد الحساسية فهو التأصيل الذي يفضح وعيهم بقضية المرأة المكرمة المعززة، فهو يقول أولاً إن تحريم قيادة المرأة للسيارة هو كونه سبباً لخروجها من المنزل الذي أمر نساء المؤمنين بالقرار فيه، والغريب أن كثيراً من القائلين بهذا القول والموافقين عليه هم من يفتشون عن الواسطات لتعمل نساؤهم واحتكار الوظائف لهم ولعائلاتهم ونسائهم، وإذا كنا نوافق على هذا الكلام في ظل متغيرات العصر الحالية، فمن سيدرس بناتنا ويعالج مريضاتنا ويدافع عن حقوقهن ويطور وعيهن ويقوم بالمشاركة في تنمية مجتمعنا؟

قيادة المرأه حرام لأن فيها إهداراً لكرامة النساء بتعرض السفهاء لها وكأن قائل هذا القول لا يخرج إلى الشوارع ولا إلى الأسواق، ولا يجد أن السفهاء - أردنا أم لم نرد، سقن أم لم يسقن - يتعرضون لكل شيء ومنهم النساء وليس علاج السفاهة هو حبس النساء في البيوت بقدر ما هو بضبط الأمن ورفع درجة احترامه بين الناس وتعزيز مكانة المرأة التي شبعنا من كثرة ما سمعنا أنها معززة مكرمة، وما إن تقول هذه المعززة رئيسة أميركا، إنها ستخرج للشارع، حتى يضج أصحاب مشروع حبسها بالصياح بأن كرامتها ستهدر وأن الذئاب في الخارج يتربصون بها، فعن أي مجتمع يتحدث هؤلاء، وهل هذا طموحهم للمجتمع المسلم؟ أن يكرسوا واقعاً مجتمعياً لا تأمن فيه النساء على أنفسهن فيه؟ وهل الرئيس الأميركي يهان ويتعرض له السفهاء ويحجر عليه في البيت؟ في الحقيقة إن المجتمع مع هذا الخطاب المتناقض صار يعاني من شيزوفرينيا، والمرأة صارت تعاني من صداع اسمه (الشقيق) وليس الشقيقة وهو صداع يشق الرأس من جهة واحدة. لهذا فنحن نريد أن نرسو على بر ونعرف: هل المرأة هي الرئيس الأميركي أم نعجة يتربص بها الذئاب؟

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 21-مايو-2024 الساعة: 08:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-5019.htm