الأربعاء, 05-مايو-2010
لحج نيوز - تنتشر ظاهرة لا تصعب ملاحظتها بين فتيات سعوديات يغطين وجوههن أمام الرجال السعوديين، ويكشفنها أمام الرجال «غير السعوديين»، تحت ذريعة أن الأخيرين «لا يمعنون النظر إليهن، بعكس السعوديين»، مكتفين بالالتزام بالحجاب الذي يفرض تغطية الرأس فقط.وفي الوقت لحج نيوز/جدة - إيمان السالم -
تنتشر ظاهرة لا تصعب ملاحظتها بين فتيات سعوديات يغطين وجوههن أمام الرجال السعوديين، ويكشفنها أمام الرجال «غير السعوديين»، تحت ذريعة أن الأخيرين «لا يمعنون النظر إليهن، بعكس السعوديين»، مكتفين بالالتزام بالحجاب الذي يفرض تغطية الرأس فقط.وفي الوقت الذي يحذّر فيه رجال دين من مغبة انتشار هذه الظاهرة، مؤكدين أن «النقاب» واحد أمام السعودي وغير السعودي، تعتقد بعض الفتيات أنهن يضطررن إلى كشف وجوههن في المطاعم وبعض الأماكن العامة، حتى يتمكنّ من الاستمتاع بالمكان وتناول الطعام بشكل طبيعي، حتى لو كان ذلك على مرأى من عمال المطعم غير السعوديين.
أم هاشم تؤكد أنها تفعل ذلك، وتفسّر من وجه نظرها: «من الأسباب التي جعلتني أفعل هذا، أن تعامل غير السعودي أفضل بكثير من السعودي، لأني حينما أكشف وجهي أتعرض لمضايقات ومعاكسات، لكن الرجل الأجنبي يحترم المرأة في أي مكان ويقدم لها المساعدة من دون أي مضايقات».
وتتفق معها مزنة العساف التي تحرص حرصاً شديداً على النقاب أمام الرجال السعوديين والمقيمين، «لكن حين أكون مع زوجي في مطعم أو خارج البلاد أتحجب، إذ إن ظروف الحياة تجبرك، فأنا لا أستطيع الأكل ووجهي مغطى، وأيضاً لا أستطيع السفر وأنا مرتدية النقاب لأني سأكون محط الأنظار، لأن النقاب شيء غريب في بلاد الغرب، لكن حين أرى السعوديين تجدني تلقائياً أشيح بوجهي جانباً، لأن حيائي وتربيتي يجعلان هذا الأمر تلقائياً لديّ، ولا نستطيع أن ننكر أن المقيم لا يطيل النظر إليك وكأنك شيء غريب».
وترى أم فيصل أن بعض الفتيات السعوديات يرتدين النقاب من منطلق العادة والتقليد «أنا لا ألتزم بالحجاب خارج المملكة، وليس فقط غطاء الوجه، ولكني اضطر إلى الحجاب وغطاء وجهي داخل السعودية فقط من باب العادات والتقاليد».
وتقول أخرى (فضلت عدم ذكر اسمها): «أنا أتحجب وأغطي حتى وجهي، لكن إصرار أخي على غطاء الوجه خصوصاً عند الأقارب وصراخه وزمجرته جعلتني أبغض «النقاب»، وأرفعه حين لا أراه أمامي».
وفي شأن هذه الظاهرة يبدي عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ عبدالله المطلق خشيته على الفتيات اللاتي يمارسن هذا الفعل من «أنهن يخفن من الناس ولا يخفن من الله»، ويقول: «إذا ارتدت الفتاة الحجاب خشية من الله لارتدته أمام السعودي وغيره، فالحجاب حجاب»، ويضيف: «من تلتزم بالحجاب الشرعي لن تتعرض للمضايقات، وإذا كانت تخشى من النظرات المستهزئة فعليها شكر الله الذي قال: (إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون)».
ويتفق معه بالرأي قاضي المحكمة الشيخ محمد بن حجر: «إن الحجاب حجاب في أي وقت وأي زمان ومكان أمام السعودي وغيره، وقد أمر الله لزوم تغطية الوجه حتى لا تعرف وتتأذى المرأة، مبيناً أنه إذا سافرت المرأة وخشيت على نفسها أن تعرف وتؤذى كونها مغطاة فلا مانع من كشف وجهها مع الالتزام بالحجاب والستر الكامل».
ويؤكد مدير مستشفى الصحة النفسية استشاري الطب النفسي الدكتور عدنان مفتي لـ «الحياة»: «إذا كان الالتزام بالحجاب التزاماً حقيقياً لكان عند السعودي وغير السعودي، لكن قد يكون الحجاب طلباً من الزوج أو رب الأسرة فيكون الالتزام أمامه أو أمام الناس فقط، وليس نابعاً من قناعة داخلية أو التزام من ناحية دينية، لأنه إذا كانت هناك قناعة سيكون الغطاء والحجاب في كل الأوقات وليس في أماكن يوجد فيها أشخاص محددون، ولذلك حين تختفي الرقابة يرفع الحجاب، فالالتزام بالحجاب في هذه الحالات يكون من باب عادات وتقاليد المجتمع الذي لا يقبل أن تشاهد المرأة بلا حجاب».
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 11:41 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-4505.htm