روائع فقيد الوطن/محمد عبدالاله العصار -
إنه وطن
شجر ودم ونجوم
وروح يفكر في ذاته ..
هذه كانت كلمات الشعر المنتصر بانتصار الامة وتوهجها في مرحلة حرب تجسد فيها روح الإيمان بالهدف وبأن لا وسيلة للتخاطب إلا بالرصاص ..لذلك كانت القصائد منفعلة وذات جدوى واهمية تحس بذاتها ونفعها عندما يصبح الهم اداة لتفجير الطموح وتوجيهه ليحقق قدرا من الكرامة - على الأقل المساومة كحد ادنى - دون ان يكون الاستسلام والخنوع هو واقع الحال المرير ..
تلك هي كلمات الشعر الحقيقي ، وتلك هي ذاته وطن وشجر ونجوم ..وكل شئ .. إنه الإنسان يضج ويتضاءل أمام جبنه وانهزامه المتواصل ، فيقرر في لحظة أن يموت أو ينتصر .. إنها كلمات رائعة للشاعر الفذ أحمد عبدالمعطي حجازي قالها يوم ان انتشت الجماهير العربية بفرحة نصر 6 اكتوبر على اسرائيل يوم ان استفرغت الأمة محنة النكسة الرهيبة عام 67 م وأذهلت العدو إرادة العربي المقاتل إما حياة تسر الصديق
وإما ممات يغيظ العدا
عندما كان ذلك هو لسان حاله ، إذ تلك هي حقيقة ان تبقى الشعوب حرة كريمة او تموت وهي رافعة الالوية المخضبة .. بدمائها ولا يعجبن احد لهذه الكلمات التي بصدق اقول انها معذبة بفرط الالم والشعور بالتخاذل والانهزام ، اننا نقنع انفسنا ونجعلها تتقبل برضى ما يحدث لشعبنا العربي في كل مكان من انهزام دائم على كل الاصعدة نفسيا وجسديا وكل شئ .. كل شئ اصبح العربي له حقل تجارب .. فلقد نجحت اسرائيل في ان تزرع بذرة الشيطان تلك في نفوسنا ، استطاعت ان تخيفنا واستطاعت ان تجعل العربي يجلس على طاولة المفاوضات .. واستطاعات اسرائيل لم تعد تحصى وتحدد بقدار .. كل ما تفعله يدمينا ويرهقنا في انفسنا وعقولنا واجسادنا وهي لا تتعدى - كونها - دولة يمكن بالاصرار المستمر هزها وطحن خليطا المهجن من مختلف الجنسيات او فليمت العربي ولا يبقى على الوجود يشاهد ويسمع الوعيد والتهديد والغزو واستعراض العضلات في الأبرياء بسبب او بدون سبب بطريقة او بأخرى ..
2010 م