السبت, 12-أغسطس-2017
لحج نيوز/كتب:طه العامر -
كانت مجرد فكرة تعتمل في عقول شرفاء الوطن ثم تبلورت وتشكلت وبدات تتكون الفكرة إلى مشروع عمل متواضع وبجهود قلة من المخلصين للفكرة والحالمين بتحويلها إلى مشروع لبداية عمل وطني جاد وحقيقي ، عمل فكري وثقافي وإعلامي ، يحاكي الجوانب التي غفلتها الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر والمتمثل بمشروع التغيير الاجتماعي والثقافي للهوية الوطنية بجناحيه القومي والإسلامي وببعدها الإنساني ، فالثورة اليمنية من أسباب عوائقها إنها لم تحمل معها مشروع التغير الاجتماعي الذي تتبلور من خلاله الاهداف الستة للثورة ، فقد انشغلت الثورة منذ لحظة انطلاقها بمواجهة القوى المضادة وإصرارها على وآد الثورة ، ومن صراع إلى صراع إلى حوار إلى مصالحة ، محطات تساقطت عندها أهداف الثورة حتى أفرغت الثورة من مضمونها الثوري والاجتماعي والثقافي ، وألتفت حولها قوى الظلام لتطفي كل شمعة أشعلتها الثورة ،فكانت فكرة إنشاء ( مؤسسة الميثاق للصحافة والطباعة والنشر والإعلام ) فكرة راقية تلبي حاجة المرحلة والتحولات وتستجيب لندأ الوعي الوطني والتطلعات الشعبية ، وحين تكون هناك مؤسسة وطنية تهتم بقضايا توعية الراي العام وتوجيهه نحو قناعته الوطنية وهويته القومية والإسلامية وإنتمائه الإنساني ، فأن هذه المؤسسة كانت فعلا المؤسسة الرائدة التي نحتاجها ونترقب لحظة ميلادها بشغف لا يضاهيه غير شغفنا بحب اليمن وتقديسنا لكل تضاريسه وسعينا من اجل الانتصار لوجوده وتقدمه الحضاري والإنساني ، كانت مؤسسة الميثاق تحمل رسالة ربما كثيرون يجهلون قدسيتها واهميتها ، فالمؤسسة لم تكن مجرد مؤسسة ربحية او واجهة دعايئة او مطبعة لطباعة الصور والبروشورات وبطائق عضوية المؤتمر أو كتب الإنجازات ، مع ان بعض أصحاب النظرة القاصرة فهموها كذلك واعتبروها مجرد مطبعة أو مؤسسة ربحية خاضعة لجدلية الربح والخسارة ، وبالتالي راحوا يتعاملوا معها ومع مجلس إدارتها من هذا المنطلق الضيق الذي يستوطن أصحاب المصالح ويحرك مواقفهم ، فيما هناك من كان يرى في هذه المؤسسة رؤية أكثر بعدا واعمق دورا واعظم رسالة وحاضنة للإحلام والتطلعات الوطنية ورافعة لحمل الوعي الجمعي الوطني إلى مصاف حضاري وتقدمي يحاكي مسارات ومتغيرات اللحظة الزمنية بكل ما يعتمل فيها من صراعات فكرية وعقائدية وأيدلوجية يسعى أصحابها ويحاولون كل على طريقته لينتصروا لمشاريعهم الضيقة الفئوية والحزبية والطائفية والمناطقية والسلالية والعنصرية والحزبية ، وكل طرف يرى أن ما يؤمن به ويقتنع به من افكار وطقوس وتقاليد يجب ان تسود ويجب ان تفرض على شعبنا وعلى أجياله المتعاقبه باعتبارها ( الحصن الحصين ) له من كل الافكار والتيارات الاخرى المنافسه ، ومن أجل مواجهة هولاء جاءت مؤسسة الميثاق ..
بعيدا عن الجدل الدائر الان والذي دار سابقا عن مؤسسة الميثاق وقيادتها وأين انجزوا ؟ وكيف أخفقوا ؟ سأقف أمام ( رسالة من صفحتين وجهها الدكتور عبد الكريم الإرياني _ رحمة الله تغشاه وتسكنه الجنة لقيادة المؤتمر ) أوضح فيها دور ورسالة واهمية المؤسسة والغرض من إنشائيها ، وكيف تم إنشائها ، والاهم هو ما حملته الرسالة من اهداف وغايات نبيلة ستقوم بها المؤسسة ، واعتقد جازما أن تلك الرسالة التي وجهها الدكتور عبد الكريم الإرياني وكشف من خلالها الدور الذي ستقوم به المؤسسة والاهداف النبيلة والعظيمة التي ستسعى لتحقيقها ، كانت وراء أستهداف المؤسسة وتدميرها بالطريقة التي تابعناها لاحقا ولا نزل نسمع بعض فصولها وقصصها ..؟!!
لقد كانت فكرة تأسيس مؤسسة فكرة وطنية كمؤسسة الميثاق _ ووفق الاهداف التي وردة في رسالة الدكتور الارياني _ خطوة إيجابية بل ومثالية وتعد مطلبا وطنيا وجماهيريا وغاية يتطلع إليها كل مواطن يمني يحلم بتصحيح مسار الثورة اليمنية التي حرفتها قوى الرجعية والإرتهان والتبعية ، وكانت الغاية من إنشائها هو العمل لتكريس قيم وأهداف الثورة والدفاع عنها وتشكيل وعي معرفي على أسس وطنية وقومية وإسلامية وإنسانية ، كما جاءا في مذكرة الدكتور المرحوم عبد الكريم الإرياني ، علما بأن المؤسسة لم تحمل المؤتمر الشعبي فلسا واحدا ، بل انطلقت بدعم أولي من رجل الاعمال الأستاذ / محمد عبده سعيد أنعم ، ثم بتمويل بنكي وقروض بضمانة رئيس مجلس الإدارة الدكتور عبد الكريم الإرياني الذي رهن منزله لدى البنك ، وبجهود مدير عام المؤسسة عادل قائد ، وقد أستطاعت المؤسسة تحمل مهامها بل وعملت للمؤتمر ما يجب على المؤتمر وقيادته تقدير تلك الخدمات التي قدمتها المؤسسة خلال إنتخابات 2006م ويبدو ان كلفة المهام التي أنجزتها المؤسسة قد ولدت الغيرة والحسد لدى بعض الجهات داخل وخارج المؤتمر ، إظافة إلى أن خشية وخوف البعض الاخر من الرسالة والهدف والغاية ،التي تسعى لتحقيقها المؤسسة ولذاك قررت قوى التخلف تدمير المؤسسة وإحباطها وإفشال رسالتها الوطنية الثقافية والفكرية والسياسية والإعلامية متخذين لتحقيق اهدافهم الدنيئة والرخيصة جدلية الربح والخسارة بتدخلات عرضية لا تقوم على أسس ولا على مقومات ذاتية وموضوعية ، بل أتخذوا من التبعية الإعتبارية للمؤسسة للمؤتمر نافذة لإستهدافها مع أن المؤتمر لم يقدم للمؤسسة ما يجب أن يحاسبها عليه فالمؤسسة أعطت المؤتمر الذي كلفها بالقيام بأعمال وفي لحظة حرجة وفعلا قامت المؤسسة بعملها ونفذت ما طلب منها وانقذت المؤتمر ولكن بعد أنتها المناسبة بدت التسويفات والمماطلة وهي تسويفات ومماطلات منظمة الغاية منها إفشال المؤسسة وكشفها أمام الأخرين بهدف النيل والتشهير بها وبقيادتها ، ودفع المؤسسة للتخلي عن مشروعها الوطني الغير مسبوق والذي كان من شأنه أن يغير من الوعي الجمعي الوطني ويعزز قيم الهوية والمواطنة ويخلق وعي وطني يواجه ويتصدي لكل ما هو حاصل اليوم من مفاهيم تراوحت بين ثقافة المذهبية والطائفية وثقافة الولاءات القاصرة والمشاريع الصغيرة التي كثيرا ما تحدث عنها رئيس المؤتمر في خطاباته وتصريحاته ، ولكن للأسف يبدو أن القوى الظلامية داخل وخارج المؤتمر تحالفت لإسقاط المؤسسة والتشهير بها وبقيادتها ، خوفا من رسالتها وخشية من تأثير دورها بأستهداف الوعي الجمعي الوطني وتشكيله او توجيهه نحو اهدافه الحقيقية خاصة والمؤسسة كان لديها برنامج حضاري طموح يشمل الجوانب السياسية والفكرية والإعلامية والإعلانية والدعاية ،ناهيكم عن تبنيها لمشاريع وخطط ثقافية ذات صلة بالجوانب التربوية والتعليمية والمنطلقات العقائدية والأيدلوجية ، ولهذا لا أستغرب أستهدافها ، بذات القدر الذي تم فيه سابقا أستهداف ( المركز العام للدراسات والبحوث ) الذي تم إنشائه وتولى إدارته الأستاذ أحمد الشرعبي وصدرت عنه مجلة ( الموقف ) التي ربطت المؤتمر الشعبي ورموزه بالعديد من الرموز الثقافية والفكرية في الوطن العربي ، كما قام المركز بعقد عدة ندوات ثقافية وفكرية وسياسية وذات أبعاد إستراتيجية متصلة بالامن القومي اليمني ومتطلباته ، بما في ظواهر العنف والتطرف الديني ،والمؤسف أن المؤتمر او بعض قيادته النافذة عملت على إحباط المركز وقيادته بصورة توحي وكأن هناك قوى ( شيطانية ) داخل وخارج المؤتمر مهمتها التصدي لكل مشروع وطني تنويري يهتم بقضايا الفكر والثقافة وتأصيل الهوية الوطنية ، يقوم أو يأتي من المؤتمر الشعبي العام الحزب الاكبر في البلاد الاكثر حظورا وأنتشارا وجماهيرية وحامل لفكر التسامح والوسطية والاعتدال ..!!
وأن كان المبرر لتدمير مركز الدراسات والبحوث هو شحة الموازنة التي عدمت للمركز ولم تعدم لبعض الشيوخ والاعيان وقطاع الطرق والقتلة ، فان مؤسسة الميثاق تم تدميرها وهي لم تكلف المؤتمر فلسا واحدا ، ولم ينفق عليها من موازنته وامواله ، بل المؤسسة اعطت المؤتمر وليس العكس وقدمت للمؤتمر خدمات كبيرة كان عاجزا عن القيام بها وفي لحظة جد حرجة ، ومع ذلك هناك من أستكثر نجاح المؤسسة وقيادتها فسعى للإلتفاف عليها ونسف دورها ووجودها الإعتباري والمادي والمعنوي ..
يتبع
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 23-أبريل-2024 الساعة: 08:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-38355.htm