الخميس, 11-مايو-2017
لحج نيوز - عادل عبدالاله العصار بقلم/عادل عبدالاله العصار -
الوطن ليس سجادة أو بضاعة ننتظر تصديرها من اسطنبول، وليس فاكهة ننتظر نضوجها في إيران، وليس برميل نفطٍ ننتظر استخراجه من قطر أو السعودية، وليس سيارة ننتظر تصنيعها في امريكا أو اليابان..

الوطن نحن وكل هذا التراب المروي بدمائنا، المثمر بأحلامنا وتطلعاتنا..
اعذرني ايها الوطن لاني جهلتك كثيرا وافتقدتك واشتقت إليك كثيرا.. افتقدتك وأنت تسكنني وأنا اسكنك ودفعني جهلي بك إلى الذهاب بعيداً للبحث عنك في نظريات المنفتحين والمتشددين، التقدميين والرجعيين، المتدينين والعلمانيين..!!
بحثت عنك في أفكارهم ونظرياتهم وايدلوجياتهم ومشاريعهم الدينية والوجودية والقومية والوطنية، إبتداءً بفكر ونظريات حسن البنا ومرورا بسيد قطب ومحمد بن عبدالوهاب وماركوس ولينين والخميني وميشيل عفلق و....و..... وانتهاء بمنظري ومهندسي ثورات الربيع.. لكنني لم أجدك ووجدت وطناً مشوهاً.. وطناً محتلًا..وطناً تابعاً.. وطناً لانملكه نحن..
...قالوا هذا هو الوطن الذي تبحث عنه، هذا وطنك.. لكنني رفضت أن تكون أنت ذلك الوطن الخالي من الوطن..

رفضت أن تكون ذلك الوطن الذي نستمد فيه الوطنية من خارج الوطن.. رفضت ان تكون ذلك الوطن الذي أنتظر الغريب ليمنحنا هويته ويقيّم مدى إنتمائنا إليه..!!
اعذرني أيها الوطن لأنني عرفتك منذ النظرة الأولى والخطوة الأولى لي في الحياة ولكنني تجاهلت وتناسيت كل ما عرفت..
اعذرني ايها الوطن الغالي لأني استرخصتك ولم ادرك أنني استرخص روحي التي تسكن جسدا تكوّن من ترابك وماؤك وهواؤك..
اعذرني ايها الوطن لأنني ودون وعي سعيت لإستبدالك بوطنٍ مزيف لا يشبهني ولا يشبهك..
اعذرني أيها الوطن لأنني جهلتك وحاولت اختزالك في اشخاصٍ وجماعاتٍ وأحزابٍ وكياناتٍ ولم ادرك أنهم النكرة وأنت المعلوم وأنهم الطارءون الذين لا يساوونك عمرا وتاريخا وديمومة..
اعذرني أيها الوطن وليذهبوا جميعا الى الجحيم..
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 01-مايو-2024 الساعة: 09:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-37525.htm