الأربعاء, 20-يناير-2010
لحج نيوز - 1.الحوار والتواصل : هو القدرة على التفاعل المعرفي والعاطفي والسلوكي مع الأخرين , وهو ما يمز الإنسان عن غيره , مما سهل تبادل الخبرات والمفاهيم بين الأجيال ويتم التواصل من خلال عمليتين هما : الإرسال ( التحدث ) والاستقبال ( الاستماع ) . 
2.أدب الاستقبال ( الاستماع) : يعد حسن الاستماع من أهم شروط الناصح مع الآخرين ويفيد الطرفين  في لحج نيوز/رؤية:سراج الدين اليماني -
بسم الله الرحمن الرحيم



1.الحوار والتواصل : هو القدرة على التفاعل المعرفي والعاطفي والسلوكي مع الأخرين , وهو ما يمز الإنسان عن غيره , مما سهل تبادل الخبرات والمفاهيم بين الأجيال ويتم التواصل من خلال عمليتين هما : الإرسال ( التحدث ) والاستقبال ( الاستماع ) .
2.أدب الاستقبال ( الاستماع) : يعد حسن الاستماع من أهم شروط الناصح مع الآخرين ويفيد الطرفين في استرار الحوار المتواصل وشعور المتحدث بارتياح و اطمئنان وشعور المستمع بالفهم الجيد والإلمام بموضوع الحوار مما يمكنه من الرد المناسب , ولتحقيق الاستماع الجيد لابد من توفر شروط منها :ـ
•اقبال المستمع نحو المتحدث .
•عدم اظهار علامات الرفض والاستياء .
•عدم الانفعال او اعطاء ردود فعل سريعة ومباشرة قبل انهاء المتحدث كلامه كي يستمر المتحدث في الاسترسال ويستمر التواصل
3.أدب الحديث ( الإرسال ) :ـ
ويكون بالإقبال نحو المستمع وعدم المبالغة في إظهار الأنفعال وحركات الأيدي والتوسط في سرعة الرد , ومما يؤثر على استمرار الحوار إيجابية الموضوع وجاذبية وراحة المستمع له .
4.مستويات الحوار :ـ
المستوى الأول :ـ حوار داخلي مع النفس بمحاسبتها وحملها على الحق ويكون بين النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة حتى يصل الإنسان للأطمئنان .
المستوى الثاني :ـ حوار بين أفراد المجتمع وفق الاجتهادات المختلفة عملاً بمبدأ : (نصف رأيك عند أخيك ) ومبدأ المحافظة على وحدة الصف المجتمعي : تعاون فيما اتفقنا عليه وينصح بعضنا فيما اخلفنا عليه .
المستوى الثالث : حوار بين المسلم وغير المسلم و وهو حوار يجري وفق مبدأ المدافعة الذي يمنع الفساد وينمي الخير للإعمار .
الكون : (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين ) [ البقرة/251] .
5.غايات الحوار :ـ
للحوار أهداف قريبة وأخرى بعيدة , فالقريبة تطلب لذاتها دون اعتبار للآخرة والبعيدة لإقناع الآخرين بوجهة نظر معينة .
6.آداب الحوار :ـ
حسن المنطق والخطاب وعدم الاستفزاز أو ازدراء الآخرين , فالحوار غير الجدال , واحترام آراء الآخرين شرط نجاحه , ومن ذلك حوار الأنبياء مع أقوامهم ومثاله ما امر الله به موسى وهارون في مخاطبة فروعون ( اذها الى فرعون أنه طغى فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى ) [طه / 43, 44]
ومنه كذلك ما ذكره القرآن الكريم في معرض الحوار والمنظار مع المخالفين لنا في الدين والعقيدة يقول الله سبحانه وتعالى ( قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله وإنا أو أياكم لعلى هدى أو في خلال مبين , قل لا تسئلون عما أجرمنا ولا نسئل عما تعلمون . قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم ) [سبأ / 24, 26]
صدور الحوار عن قاعدة قولنا : ( قولي صواب يجعمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب ) فالحق ضالة المؤمن أني وجده فهو احق به وضالة كل عاقل هو الحق .
الحوار الإسلامي في عهد الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم
لقد اهتم الإسلام بالحوار اهتماماً كبيراً وذلك لأن الإسلام يرى بأن الطبيعة الإنسانية ميالة بطبعها وخطرتها الى الحوار أول الجدال كما يطلق عليه القرآن الكريم في وصفه للإنسان في نظر الإسلام تمتد حتى إلى ما بعد الموت إلى يوم الحساب كما يخبرنا القرآن الكريم في قول الله تعالى تبارك ( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ) [ النحل / 111] من خلال ذلك نرى أن الحوار لدى الإسلام في نظر الإسلام صفة متلازمة معه تلازم العقل به , ولهذا فقد حدد الإسلام المنطلق أول الهدف الحقيقي الصادق الذي ينطلق منه المسلم في حواره مع الآخرين , فالإسلام يرى بأن المنطلق الحقيقي للحق هو (ضرورة البحث عن ولزوم إتباعه ), ( فماذا بعد الحق غلا الظلال ) [ يوسف /32] . ( قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين ) [ القصص/49] وهذه هي إحدى القواعد الأساسية في الحق الإسلامي .
ولأن الحق ضروري وملح في دعوة الآخرين لأتباع الحق فقد رسم الرسول الأعظم أروع الأخلاق في الحوار وأحسنها بل وأسماها وأنبلها لأنها أولاً مطلب الهي أوصى الله به رسوله (وجادلهم بالتي هي أحسن ) [ النحل/125] وكذلك قوله ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) [ فصلت /34] .
وثانياً : لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ـ بطبعة على خلق وصفة القرآن الكريم في قوله تعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم ) [القلم/4] ولأنه ـ صلى الله عليه وآله وسلم كذلك فقد جاء بأفضل الأساليب في الحوار نوار وأهمها :
1ـ أسلوب الشك ووضع الأفكار موضع التخصيص والاختيار واحترام الرأي الآخر وعدم اسنقاصه (وإنا أولئكم لعلى هدى أوفي ضلال مبين ) [سبأ / 24]
2.البدء في الحوار بالأفكار المشتركة : ( قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضاً بعضاً أرباباً من دون الله ) [ آل عمران /64]
3. انهاء الحوار السلبي بالإيجابية والاتفاق : ( قل ياأيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ـ لكم دينكم ولي دين ) [ الكافرون/ 1-6] وقال : ( وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون ) [يونس/41] .
7ـ ألوان الحوار السلبي :ـ
ألوان الحوار السائدة في حياتنا والمؤثرات في سلوكنا وفي مسيرتنا الحضارية أفراداً وجماعات ودول ولنبدأ بالوان الحوار السلبي :ـ
1ـ الحوار العدي التعجيزي : وفيه لايرى أحد طرفي الحوار أو كليهما إلا السلبيات والأخصاء والعقبات وهكذا ينتهي الحوار إلى أنه لا فائدة ويترك هذا النوع من الحوار قدراً كبيراً من الإحباط لدى أحد الطرفين أو كليهما حيث يسد الطريق أمام كل محاولة للنهوض.
2ـ حوار المناورة ( الكر والفر) :ـ ينشغل الطرفان (أو احدهما) بالتفوق اللفظي في المناقشة بصرف النظر عن الثمرة الحقيقية والنهائية لتلك المناقشة وهو نوع من إثبات الذات بشكل سطحي .
3ـ الحوار المزدوج : وهنا يعطي ظاهر الكلام معنى غير ما يعطيه باطنه لكثرة ما يحتويه من التورية والألفاظ المبهجة وهو يهدف إلى إرباك الطرف الآخر ودلالاته أنه نوع من العدوان الخبيث .
4. الحوار السلطوي ( اسمع واستجب ) : نجد هذا النوع من الحوار سائداً على كثير من المستويات , فهناك الأب المتسلط والأم المتسلطة والمدرس المتسلط والمسؤول المتسلط .. الخ . وهو نوع شديد من العدوان حيث يلغي أحد الأطراف كيان الأخر ويعتبره أدنى من أن يحاوره بل عليه فقط السماع للأوامر الفوقية والاستجابة دون مناقشة أو تضجر وهذا النوع من الحوار فضلاً عن أنه إلغاء لكيان وحرية طرف لحساب الطرف الأخر فهو يلغي ويحبط القدرات الا بداعية للطرف المقهور فيؤثر سلبياً على الطرفين وعلى الأمة بأكملها .
5ـ الحوار السطحي ( لا تقترب من الأعماق فتغرق ) : حين يصبح التحاور حول الأمور الجوهرية كحوارنا هذا محظوراً او محاطاً بالمخاطر يلجأ احد الأطراف او كلهم الى تسطيح الحوار طلباً للسلامة أو كنوع من الهروب من الرؤية الأعمق بما تحمله من دواعي القلق النفسي أو الاجتماعي .
6ـ حوار الطريق المسدود ( لا داعي للحوار فلن نتفق ) : يعلن الأطراف او بعضهم منذ البداية تمسكها بثوابت متضادة تغلق الطريق منذ البداية أمام الحق وهو نوع من التعصب الفكري المقيت وانحسار مجال الرؤية .
7ـ حوار الإلغائي او التسفيهي : ( كل ما عدا رأي خطأ ) يصر أحد أطراف الحوار او بعضهم على الا يرى شيئاً غير رأيه , وهو لا يكتفي بهذا بل يتنكر لأي رؤية أخرى ويسفهها ويلغيها وهذا النوع يجمع كل سيئات الحوار السلطوي وحوار الطريق المسدود .
8ـ حوار البرج العاجي : ويقع فيه كثير من المتفقين حين تدور مناقشتهم حول قضايا فلسفية أو شبه فلسفية مقطوعة الصلة بواقع الحياة اليومي وواقع مجتمعاتهم وغالباً ما يكون ذلك الحوار نوع من أنواع الحذلقة وإبراز التميز على العامة دون محاولة إيجابية لإصلاح الواقع .
9ـ الحوار المرافق ( معك على طول الخط ) وفيه يلغي احد الأطراف حقه في التحاور لحساب الطرف الاخر إما استحقاقاً (خذه على قدر عقله) أو خوفاً أو تبعية حقيقية طلباً لإلقاء المسؤولية كاملة على الآخر .
10ـ الحوار المعاكس ( عكس دائماً ) : حين يتجه أحد أطراف الحوار يميناً وتحاول الأطراف الآخرى الاتجاه يساراً والعكس بالعكس وهو رغبة في إثبات الذات بالتميز والاختلاف ولو كان ذلك على حساب جوهر الحقيقة .
11ـ حوار العدوان السلبي ( صمت العناد والتجاهل ) : يلجأ أحد الأطراف إلى الصمت السلبي عناداً وتجاهلاً ورغبة في مكايدة الأطراف الأخرى بشكل سلبي دون التعرض لخطر المواجهة كل هذه الألوان من الحوارات السلبية الهدامة تعوق الحركة الصحيحة الايجابية التصاعدية للفرد والمجتمع والأمة وللأسف الشديد فكثير منها سائد في مجتمعاتنا العربية والإسلامية بل في بلادنا اليمن على وجه الخصوص لأسباب لا مجال هنا لطرحها لضيق الوقت.
12 ـ مواصفات الحوار الإيجابي
- حوار متفائل دق غير مبالغة طفلية ساذجة .
- حوار أخوي صادق عميق وواضح الكلمات ومدلولاتها .
- حوار متكافئ يعطي لكل الأطراف فرصة التعبير والإبداع الحقيقي ويحترم الرأي الآخر ويعرف حمية الخلاف في الراي بين البشر وآداب الخلاف وتقبله .
- حوار واقعي يتصل ايجابياً بالحياة اليومية الواقعية واتصالاته هذا ليس اتصال قبول ورضوخ للأمر الواقع بل اتصال تفهم وتغيير وإصلاح .
- حوار موافقة , الهدف النهائي له هو إثبات الحقيقة حيث هي لا حيث نراها بأهوائنا , وهو فوق كل هذا حوار تسوده المحبة والإخاء والمسؤولية والرعاية وإنكار الذات .
آداب الاختلاق الحوار
والحوار والجدال ذو دلالة واحدة , وقد اجتمع اللفظان في قوله تعالى ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحوركما إن الله سميع بصير) [ المجادلة/1] ويراد بالحوار والجدال في مصطلح الناس : مناقشة بين طرفين أو أطراف بقصد تصحيح كلام , وإظهار حجة , وإثبات حق , ودفع شبهة , ورد الفاسد من القول أو الفعل وقد يكون من الوسائل في ذلك : الطرف المنطقية والمسلمات , مما هو مبسوط في آداب البحث والمناظرة فإذا علمنا أن الحوار والجدال متطابقان في المدلول علينا أن نعرف كيف يمكن أن نمارس الحوار والمجادلة في حياتنا .
الحوار جزء من حياة الإنسان الذي منحه الله نعمة اللغة والقمة الاخلاقية وأنواعه .
يعرف الامام الجرجاني الخلاف بأنه : ( منازعة تجري بين المعارضين لتحقيق حق وباطل) .
الاختلاف نوعان :
1ـ أختلاف تنوع : وهو اتفاق على الجوهر واختلاف في الجزئيات كان نتفق على أن الجمال قيمة رائعة , ولكنا نختلف في طرق التعبير عنه ووصفه , وكان نحب الورود , ولكنا نختلف في تفضيلنا لألوانها وأختلاف التنوع هذا يكون مقبولاً , بل مطلوباً كي تسير الحياة بالتنوع في الرأي , كما أن هذا التنوع يمتاز بأن لا تتمخض عنه أزمات في الفكر أو العيش .
2ـ أختلاف التضاد :ـ
وهو بأضافة الثلاثة : المذموم ـ الممدوح , والمستساغ , اختلاف في الجوهر وفي المظهر أيضاً , وهو يعني رأياً ضد رأي , وهذا النوع من الاختلاف هو ما يدور حوله الحديث .
أدب الاختلاف :
إن طبيعة الاختلاف تفرض آدابه فقد يكون علمياً وقد يكون فكرياً ولكل واحد من هذه الاختلافات أدبه الخاص به , وقد قسم هذه الآداب إلى ثلاثة :ـ
أولاً : الآداب الأخلاقية : وتوجد لها مجموعة من الضوابط الأخلاقية التي لا بد من مراعاتها مثل ( احترام الآخر بمعنى عدم احتقاره باللفظ أو التعابير الحركية , حسن الظن بالآخر , وعدم تتبع عيوبه وعوراته وزلاته ) .
ثانياً : الآداب العلمية : وتشمل وجوب معرفة أطراف الحوار بالقضية محور النقاش وتمتعهم بالقدرة والرأي وحب البحث عن الحقيقة كأسلوب علمي للحكم على الآخر ولابد من تكافؤ أطراف الحوار وق صدق الامام على رضي الله عنه قال : ( ما جادلت عالماً غلا غلبته , ما جادلة جاهلاً إلا غلبني ) والامام علي يشير إلى أن هناك صنف من الناس لا يجيدون أدب الأختلاف ومتعصبو الرأي ولا يتيحون للطرف الأخر أن يقول رأية ويشاغبون دون الآداب والالتزام والأشخاص , ولذلك ربما تكون الغلبة لهم ولكن ليس احقاقاً للحق وإيضاً للباطل .
ثالثاً :ـ الآداب الأجتماعية : لا بد من مراعاة أمور عدة مثل : التكيف مع الرأي الآخر وقبول الاختلاف , عن الآخر اجتماعيات , الاعتراف بحق أبداء الرأي : إننا نعلم أو لادنا ونلقنهم آداب الأكل والشرب والنوم ... الخ . وذلك حسب تعاليم الإسلام ودروسه , أبدأ لم نعلمهم آداب الرسول الكريم ـ عليه السلام والحوار وتأدبه في أن أدب الحوار مهارة يجب أن نحرص على أن يكتسبها الأطفال الذين سيصبحون يمثلون سواعد مجتمعهم ... هل يؤمن شبابنا اليوم بمقولة الإمام الشافعي ( ماناظني احد إلا أحببت أن يوفق ويسدد ويعان , وتكون عليه رعاية الله وحفظه وما ناطرت أحداً إلا دعوت الله أن يظهر الحق على لسانة أو لساني ) .
سوء الفهم :ـ إن مشكلة سوء الفهم أول التفاهم واحده من القضايا المهمة التي نعيشها سواءً على الصعيد النكري أو الاجتماعي , ما تشهده ساحات الحوار من افراز عدائي هو سوء الفهم , فنحن لا نستطيع أن نحترم من نختلف معه ولا حتى نقبل وجوده , فإننا نشهد حالة الجفا والحدة والعداء وعدم التواصل لبعضنا البعض على الصعيد الفكري وعدم الثقة في التعامل مع الآخرة كما أننا استهلنا توزيع التهم , وقد تورطنا في اقصاء الآخرة وقولبته ضمن الممنوع أو المختلف الشاذ ونجد هذا الصنف تسلم الحوار بنفوذه أحيانا دون تقوى من الله .
والسؤال لماذا نسيء فهم الأخرين ؟
جزء من تفسير هذه المشكلة يعود بنا الى نظام التربية المعتمد على السلطة إلا ان الطفل الذي يقمع رأية ولا تحترم رغبته لا يمكن أن يوجد لديه متسع لتفهم وجهة النظر المخالفة لوجهته نظرة والا يربي على الخلاف في الراي , ويجب أن يتاح له أن يقول رايه دون حجر أو وصاية حتى وإن كانت مخالفة تم نقنصه بالصواب , نحن نسيء الفهم لأننا أصلاً لم نتعرف على الآخر وربما أشكل علينا التعرف على ما قراناه بشكل خاصئ .
الاختلاف قائم على قيام الساعة
أن اعتمادنا على الفكر المصلب لا يشجع على إثراء المعرفة الفكرية بل التقوقع الذي يجمد الفكرة والتدبر ..... وفي هذا تأخر وتخلف , لم تكن الحياة قائمة على اسنساخ الفهم أو تناسخ الأفكار دائماً هو سر الابتكار وسر تلاقح الافكار ونضوجها وتولد الآراء السديدة الرشيدة , فإذا استهدفنا أن يكون الجميع كما نحن فلاننا نمارس جرماً بحق أنفسنا في حق من حولنا , علينا أن نقبل وجود المختلفين عنا وأن نبني في أطفالنا وشبابنا الايجابية والتفاعل في تلقي المعلومات والآراء وليس السلبية التي تقضي لقبول كل شيء والاستسلام له او رفض كل شيء مختلف ما دام الاختلاف في الحدود المشروعة إننا بني البشر وان اختلفت آراؤنا وتوجهاتنا نشترك فيما وهبة الله لكل البشر على مخلوقاته وهو العقل , وهذا بعد ان جمعنا رب واحد وكتاب واحد ورسول واحد صلى الله علية وآله وسلم .
هذا العقل قد يقرأ بنور القلب والبصيرة قبل أن يقرأ بعينة ولا بد أن يكون العقل ومن خلاله يمكن لنا التفكير بشكل ايجابي لكن مشكلة العقل إننا نحن البشر ليس لدينا الرصيد الكافي من العلم والمعرفة ولذلك كان لزاماً أن يدرك الانسان مسؤولية تجاه تصوره وفهمه , ومن الأدلة التي تشهد لفطانة الرسل ـ عليهم السلام قصة نوح عليه السلام ـ مع جار لهم وسلك معهم مسلك الحكمة والأسلوب المقنع إلا أنهم ضاقوا ذرعاً بقوة حجته وبيانه وردوا عليه رداً غير جميل . قال الله تعالى في ذلك الشأن ( قالوا يا نوح جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ) [هود /32 ] وقد أمره الله بمجادلة خصومه بالتي هي أحسن والمجادل عليه أن يتميز بنباهة وفطانة عالية حتى يوصل خصومه إلى طريق الحق وبعرفهم به إذا كان على نور من ربه .
وقال الله تعالى ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) [ النحل /125] فأره الله بمجادلة خصومه .
أصول الحوار وآدابه في الاسلام
حينما تكون الأمة أو المجتمع في حالة سكون حضاري تخفت أزماتها الجانية لطغيان الأزمة الأساس عليها وهي الموات للحضاري كالميت الذي لا يعود منزعجاً من أمراض حياته , لهذا فالأمة في هذا الحال أما ان تتقولب لتتماثل فلا يكون ثمة اشكالية خلاف او صراع , او تختلف ولكنها تتباعد حتى تصبح جزراً منفصلة عن بعضها فتنتفي الاشكالية أيضاً .
أما حينما تكون الأمة في حالة انبعاث حضاري وتطلع نهضوي فإنها تجد نفسها أمام أزمات عديدة هي في الحقيقة تحديات طبيعية في وجه كل طالب مجده من هذه الأزمات أزمة الاختلاف والتدافع , أزمة العلاقات بين أفراد المجتمع وجماعاته , وهي ازمته حدودها الطبيعية معقولة لأن البعث الحضاري قضية مصير لكل أفراد المجتمع يهها الفرد لنفسه وجهده ووقته ما يعني ضرورة استكشافه من سلامة الحركة التي يندرج فيها طالباً للنهوض سواء على مستوى البناء الشخصي للذات كما في الأسرة والمدرسة أو على مستوى الإسهام في عملية التنمية والبناء الاجتماعي والحضاري وهي قضايا تختلف فيها الرؤى والمواقف والأولويات ضرورة وهنا يكون الوقوف على عتبة ذات مخارج ثلاثة .
فاما أن يتواصل صراع الأفكار دون ضبط فيكون الفشل وذهاب الريح والقعود الحضاري .
وإما أن تسهم القوة في إعلاء صوت وسحبت الافكار المخالفة وهذا يحبط العنصر الأول والأساس لأي انبعاث حضاري وهو التوجيه الإرادي للفعل النهضوي المتمثل بالزخم النفسي والروح الدافع للعطاء والتواصل نتيجة تحطمه نفسياً بالغاء فكرة .
ولا يبقى إلا المخرج الثالث :ـ وهو تنظيم ذلك الاختلاف وعقلنة استثماره عبر آلية تستوعبه وتمخضه لتستخرج منه المواقف والمسالك السليمة للحركة الحضارية للمجتمع التي تكون بهذا الآلية مرضية ومستقطنة للجميع , هنا يأتي الحوار بصفة آلية ناجحة لتحقيق هذا الهدف التاريخي ولمعاجلة تلك الأزمة الاختلافية التصادمية ومن أهم ضمانات استمرار الحوار في نظري بناؤه على العناصر التي تجعله مثمراً , لان الحوار إذا كانت نتائجه سلبية او حتى غير إيجابية فإنه سنعقد شعبيته ومن ثم اعتباره ومن ثم سينقطع . ومن أهم هذه العناصر انطلاقه من اساسيات متفق عليها بين المتحاورين يحكم بها بعضهم على بعض ويحكم المتابعون للحق على المتحاورين عليهم .
ومن العناصر التزام الآداب الأخلاقية للتعامل والمحاولات الفكرية بالذات , فأن جدوى وآية قيمة لحوار عمارة الكذب الصرح والاتهامات الملفقة .

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 06:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-2243.htm