السبت, 02-يونيو-2012
لحج نيوز - أمل الباشا بقلم/ أمل الباشا -
منذ البارحة وأنا مرتبكة, غاضبة, مترددة في تصديق أن تصريحاً للشيخ حميد الأحمر جاء في مقال للباحثة إيفا شولمان نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في 23 مايو 2012، وأعادت نشره صحيفة "الهيرالد تريبيون" الدولية في اليوم التالي, حيث كتبت بالحرف انه قال بنغمة حادة رداً على سؤالها حول ساحة التغيير:

((إن هناك سلوكاً حوّل الساحة الى مرقص للديسكو, وهؤلاء النسوة أردن المشي في المسيرات يدا بيد مع أصحابهن كالعشاق وهذا ليس سليماً وضد ديننا)).

عندما جاءتني مساء البارحة منشورات الفيسبوك الغاضبة والتعليقات الأشد غضباً, قلت بحسن ظن: لا بد ان هناك خطأً ما في الترجمة, وبسوء ظن أيضاً قلت: ربما هي تسريبات إعلامية مفبركة.

انطفأت الكهرباء ولم أتمكن من التأكد من مصدر الخبر, وفي الصباح انشغلت باجتماعات عدة, وفي المساء كان أول ما فعلت هو تصفح الموقع الإلكتروني لـ "نيويورك تايمز" بحثاً عن المقال حتى وجدته، قرأت المقال وأعدت قراءة العبارة مرات ومرات, ثم قرأت المقال كاملاً مرة أخرى علني أجد ما قد يناقض هذا التصريح, أو حتى يخففه, ترددت في التعليق على أي من المنشورات لأنني وجدت بياناً من المكتب الإعلامي يقول بأن حميد سيصدر توضيحاً.. صدمني هذا الخبر, كنت أتوقع ان يصدر التوضيح لا إعلان عن توضيح قادم خاصة ان المشاعر تغلي والنفوس هائجة والكتابات نارية ترد الصاع صاعين.

أردت ان أتريث أكثر لأقرأ التوضيح المنتظر كونه ربما سينفي الخبر ويتهم الباحثة بالافتراء لثمن ما مدفوع من قبل أطراف معادية له.. هكذا توقعت, أو ربما تمنيت, فقدراتنا على تلقي الضربات الموجعة لم تعد كالسابق لكثرتها وتعدد أطرافها, وتمنيت أن يأتي التوضيح بالعزم على مقاضاتها جراء ما لحقه من أذى بليغ كسياسي وثائر ورجل أعمال, وما تركه تصريح مخجل ومعيب من أثر سيئ على سمعة ومشاعر الثائرات اليمنيات والثوار إجمالاً، إلا أنني أدركت أن أسبوعاً قد مر منذ أن نشر الخبر في الصحيفة, ولم يأت نفي أو اعتذار من حميد الأحمر.

هنا أجدني بالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان (SAF) وجميع الثائرات أعبر عن مشاعر الصدمة والاستياء والاستنكار والغضب والخذلان لما ورد على لسان الشيخ حميد الأحمر من إساءة وإهانة وتجريح وافتراء على الثائرات في ساحة التغيير (التصريح كان محصوراً عليها).

إن أقل ما ننتظر من حميد الأحمر هو النفي والتكذيب لما نشر, مع قراره الجاد بمقاضاة الباحثة لإثبات مصداقيته, أو الإعتذار السريع والواضح لكل الثائرات والثائرين على ما بدر منه, بالشكل الذي يهدئ النفوس المروعة من هكذا تصريح, وإلا فإن ساحة العدالة ستكون الفيصل بين الشيخ "الثائر" والثائرات الجريحات, خاصة ان هناك من الثائرات من قد أعلن عن قرارهن بمقاضاته قبل الاستماع لرد فعله الذي تأخر كثيراً.

الجدير بالذكر أن الإساءة والتعريض بالثائرات اليمنيات في ساحات الثورة منذ اندلاعها في بداية العام الماضي ليس بالأمر الجديد علينا, إنما الجديد في الأمر الآن هو ان تأتي هذه المرة من طرف يقدم نفسه كثائر ومدافع وداعم للثورة وساحاتها ومسيراتها برجالها ونسائها، وهذا أقسى وأمرّ.

وسبحان الله عما تصفون.


رئيسة منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان (SAF)

27 مايو 2012
تمت طباعة الخبر في: السبت, 11-مايو-2024 الساعة: 04:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-21018.htm