الأحد, 26-ديسمبر-2010
لحج نيوز - سعاد سالم لحج نيوز/بقلم: بقلم/سعاد سالم -

أحياناً وفي لحظة ما .. يجد الإنسان كل ذكرياته المؤلمة أمام عينيه وطعمها في فمه وأحداثها بين يديه .. وبريقها في عينيه .. وإن الألم المتكرر الذي عشناه وعاشته الجميلة عدن قبل إعادة وحدة الوطن ولد عندنا الرغبة الأكيدة في حياة مستقرة بعيداً عن دورات الدم وذكرياتها القاسية التي هزمتنا وأصابتنا بجروح غائرة .. وعلى الرغم من ذلك ظللنا نؤمن بأن جراحنا تلك لن تندمل يوماً ما إلا متى ما لاقينا القلب الطيب الذي يحب عدن بصدق ويحبنا معها.

وبالفعل وجدنا ذلك القلب الذي عشنا نؤمن بملاقاته.. القلب المشبع بالحب والصدق والمتمثل بالوحدة وقائدها المليء قلبه بالسماحة والطيبة اللامتناهية، اللذين بوجودهما وجدنا الاستقرار البعيد تماماً عن ( دوري المعارك) التي كانت تدور رحاها في عدن والتي كنا دوماً نترقب وقوعها بكل خوف وفزع.

وجدنا ذلك القلب الذي لن تتغير مشاعر حبنا له مهما كان.

مشكلة الحب أحياناً ترجع في أصلها إلى مشكلة ( لغة ) ومشكلة ( فهم) ولأن كلمة الحب واحدة في اللغة نتصور أن مدلولها الفعلي واحد .. وهذا غير صحيح إطلاقاً .. فقد يكون معناها في الحالات الشائعة الرغبة في استهلاك محاسن مشتهاة ! تماماً كالحب الذي يربطنا بأنواع الفاكهة المعروضة في السوق .. وهو حب استهلاكي زائل بمجرد تحقق الغرض منه.

لكن هناك حباً من نوع آخر لا يرتبط بالملذات والغرائز التي يتصف بها أصحاب النفسيات الجشعة .. لأنه قائم على الإيمان بالمحبوب والتعلق به.. وحبنا لليمن الموحد وقائده الأمجد باق ومتجدد ولايفنى بالاستهلاك.

لم أكن يوماً من الذين يصادرون قناعات ومواقف الآخرين وينصبون أنفسهم أوصياء عليهم، لإدراكي أن عملاً مثل ذلك فيه تعد على الحق المعنوي للغير.. وهو تعد لايقل ضرره عن التعدي على أي من الحقوق الأخرى.

لكنني هذه المرة سأضع نفسي في موقع قد أبدو فيه - في نظر البعض- وكأني منحت نفسي الحق في الحديث نيابة عن عدن وإخوتي فيها دون إذن منهم.. مع أن الحقيقة ليست كذلك لأن كل ما سأقوله ليس أكثر من إعادة صياغة لأحاديثنا ومشاعرنا نحن أبناء مدينة عدن بمختلف شرائحنا وفئاتنا ومستوياتنا التعليمية والعمرية، وتكاد الأحاديث التي تحكي حميمية العلاقة بين فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وبيننا نحن أبناء مدينة عدن أن تكون موحدة.

محبة فخامة الرئيس لعدن ولنا.. ومحبة عدن وأبنائها لفخامة الرئيس كانت دائماً محل غبطة باقي أبناء الوطن الذين يدركون أن القلب الكبير للرئيس اتسع لمحبة كل مدن الوطن بطوله وعرضه .. لكن مكانة عدن وأهلها في قلب فخامة الرئيس كانت كمكانة الابن المدلل في قلب أبيه الذي يخصه بها مع محبته لباقي أبنائه.

إن اختيار فخامة الرئيس عدن لاحتضان بطولة خليجي (20) دون سائر المحافظات كان خير دليل على مكانة عدن التي تسكن قلب الرئيس، وكان الموقف الأكثر من رائع لأهل عدن أثناء فعاليات البطولة بما أظهروه من مواقف رفعت سمعة الوطن إلى عنان السماء دليلاً على مبادلة أهل عدن الوفاء بالوفاء والحب بالحب للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله.

لقد أصبحت مشاعر الود بين عدن المدينة والإنسان وفخامة الرئيس علي عبدالله صالح لا تحتاج إلى وسيط لإيصالها فقد أصبحت من القلب إلى القلب.

ولتسمح لنا يا سيادة الرئيس أن نقول لك إننا في عدن لم نعد قادرين على أن نتصور عدم وجودك معنا في الجميلة عدن تشاركنا الاستماع إلى همسات أمواج خليج عدن تتسابق صوب شطآن مدينتنا.

لم نعد قادرين على تصور نهاراتنا دون أن نراك ماراً في شوارع وأحياء عدن ملوحاً بيديك لنا .. مع إدراكنا أنك ملك كل أبناء الوطن وأنك مسكون بحب كل مناطق الوطن .. لكننا نحن مواطني عدن صغاراً وكباراً، رجالاً ونساء وجدنا أنفسنا وكأننا لانريد أن نقر بهذه الحقيقة لأنك بقدر ما أحببتنا أحببناك.


صحيفة اكتوبر
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 09:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-10157.htm