بقلم/طه العامري -
الوقوف في وجه العدوان عمل وطني لا غبار عليه ، والتصدي لهذا العدوان واجب وطني وديني واخلاقي وحضاري ، لكن في المقابل يجب أن يكون هناك وعي مسؤل لدى من يمسكون بمفاصل القرار ويديرون شؤون البلاد والشعب الذين عليهم مراعاة ظروف الشعب ومتطلبات المرحلة ..إذ لا يمكن شحذ همم الناس في مواجهة العدوان والاصطفاف للتصدي لتبعاته في الوقت الذي تمارس فيه الكثير من المؤبقات والمظالم والتجاوزات بحق هذا الشعب من قبل مسؤلي الأجهزة المختلفة واجبار الناس على قبول هذه التصرفات والتجاوزات بذريعة ( التصدي العدوان ) ..!؟!
لا احد يقبل بالعدوان ايا كانت مبرراته ودوافعه ، في المقابل لا احد يقبل أن تمارس التجاوزات والمظالم بذريعة التصدي العدوان فيما من يحاول أن يعبر عن قناعته بما يجري يجد نفسه متهما ب ( الخيانة ) وموالات العدوان ..!!
تهم جزافية تكال ضد كل من يعترض على ظواهر الاختلالات والتجاوزات وهي حاصلة وبصورة مرعبة وغير مسبوقة ..إذ وفي الوقت الذي يعيش الناس بلا رواتب ويكاد يكون الشعب اليمني برمته عاجز عن توفير قوته اليومي فاننا في المقابل ترى ونشاهد ( فئة ) من الناس يعيشون في حالة من ترف غير مسبوق ولم يسبق لهم أن عاشوه ..؟!!
لا احد يقول هات الدليل فالادلة لا نحتاجها اذا ما تاملنا في سيرة وسلوك البعض ممن وجدوا أنفسهم في لحظة غفلة يجنون ثمار انتصار الصدفة وهو الانتصار الذي رفع المظالم عن هؤلاء وبدلا من أن يتعظوا ويتحمدوا هذه النعمة التي نزلت عليهم في لحظة غفلة ، تحولوا للاسف الى اسوى ممن كانوا سبب في ظلمهم وحين يتحول المظلوم الى ظالم فان الكارثة بأبشع صورها تكون قد حلت على المجتمع لان طغيان المظلوم بعد رفع الظلم عنه يكون اكثر بشاعة من طغيان الطغاة المحترفين ..!!
بصراحة هناك ممارسات من قبل بعض المسؤولين في جماعة ( انصار الله ) يصعب تحملها ولا يمكن تبريرها او قبولها تحت اي ذريعة لان المنطق أن المسؤلية وفي زمان الحرب والعدوان تكون مكلفة ودقيقة ولي تجاوز يعد فعل من ( خيانة ) بل هو الخيانة وليس العكس ..نعم الفاسد المسؤل والمبتز في زمان الحرب والعدوان هو الخائن وليس من ينتقده او يشكوا فساده ..
اخواننا في جماعة ( انصار الله ) وتحديدا العقلاء منهم ممن يدركون حساسية المرحلة مطالبين بلحم جماح بعض المتهورين المحسوبين عليهم ممن ثبت فسادهم وتغيرت احوالهم ..!!
البعض حين نتحدث بهذا الجانب يرد عليك ببساطة ( اثبت عليه ) والحقيقة لا نحتاج لإثبات فيكفي أن يرى عقلاء انصار الله حالة اصحابهم وكيف تغيرت من حيث الشكل والمظهر والسلوك ونمط الحياة ..وطفرة مادية ظهرت على هؤلاء الذين تغيرت كل انماط حياتهم وعاداتهم بدءا من
ملابسهم والعطورات التي يتعطروا بها مرورا بسياراتهم الفارهة وصولا لحالة انقلاب اسري حدثت غيرت كل حياتهم ..فالذي كان لا يملك اصبح من الملاك والذي كان معروف أنه محتاج اصبح الناس يطوبروا خلفه بعد أن صاروا محتاجين له ..!!
أن السلطة مفسدة لم يسلم من مفاسدها صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم إلا من رحم ربي وبالتالي فان المظالم التي يرويها العامة والتي يقوم بها البعض لا تتسق مع كل طروحات اخواننا انصار الله وخطابهم المعلن ..
أن تامل عابر في أنشطة القطاعين العقاري والمصرفي سيجد بصمات بعض المحسوبين على الجماعة حاضرة وبقوة . كما سيجد المتأمل طبقة جديدة من الأثرياء برزت بصورة مفاجئة وتنتمي للجماعة ناهيكم عن ما يجري في الجانب الأمني والقضائي من تعسفات بدءا من الاعتقالات الجزافية بدعوى الشبهة وصولا لصفقات ومساومات تتم على حساب امن واستقرار وقدرات العامة وغالبيتهم من البسطاء ..مظالم مرعبة وحكايات ثراء متوحشة وتجاوزات لا يقبل بها عاقل ولا تستقيم مع حالة الحرب والعدوان التي يعيشها الشعب ويتحمل تبعاتها بصبر مكتوم بكثير من عوامل الخوف والرعب بعد أن صارت كلمة أو عبارة ( انا جائع ) تمثل لدى هؤلاء تهمة توجب زج قائلها في اقرب معتقل ..؟!!
أن ما يحصل إداريا وامنيا لا يتسق مع التضحيات التي يقدمها الابطال في الجبهات دفاعا عن سيادة وكرامة وطن وشعب ، والمفترض أن يكون العمل الإداري والامني يتماهى مع تضحيات اولئك الابطال ورديفا يؤازر انتصاراتهم وتضحياتهم اليومية ..لكن ما يجري ان هناك شلل تستثمر تضحيات ابطال الجبهات لتحقيق مكاسب خاصة ومنافع دنيوية زائلة ..
أن التهافت الجنوني على الوظيفة العامة والمتاجرة بها فعل لم نشهد مثله ومع أن الوظيفة حق إلا أن هذا الحق يجب أن يطال الكل دون استثناء ..ولا يكون على حساب كوادر عاملة يتم اقصايها بأخرى لا تملك الخبرة ولا القدرة الأمر الذي احدث الكثير من الارتباكات التي فتحت رائحتها ولم تعد خافية على احد ..فهل من يجرؤ ليقف امام هذه الظواهر ؟
سؤال نظعه برسم اخواننا في جماعة ( انصار الله ) ..؟!!